كوردستان تي في
تعثرت الحكومة العراقية في حل مشكلة المدن منزوعة السكان التي يسيطر عليها خليط من المليشيات المسلحة الحليفة لطهران، مع عدم قدرتها على اقناع الفصائل أو إجبارها على التراجع من هذه المناطق، بعدما كانت قد وعدت بحسمه في البرنامج الحكومي الذي أقرّته في يونيو/ حزيران 2020.
ولا يزال أكثر من 400 ألف عراقي ممنوعون من العودة إلى مدنهم بقرار من الفصائل المسلحة التي تستولي عليها، وأبرزها منطقة جرف الصخر (شمالي بابل)، التي تضم قرى وأريافاً منزوعة السكان، مثل الفارسية وصنيديج والقراغول وغيرها، يتحدر منها نحو 140 ألف نسمة.
وكشف عضو تحالف السيادة، النائب رعد الدهلكي، إن ملف المناطق المُفرّغة من سكانها كبير جداً، وتتحكم به قوى مدعومة إقليمياً ومليشيات لا تخضع للقوانين والقرارات العراقية.
وذكر الدهلكي أن "هذه المناطق ما زالت محتلة على الرغم من أنها حُررت من سيطرة تنظيم داعش، ومحتلة من قبل مليشيات توالي أنظمة خارجية، ولا نستحي من أن نقول إنها مليشيات عراقية تعمل في بلادنا بأوامر إيرانية وولاء إيراني منقطع النظير. وبالتالي فإن حل ملفات هذه المناطق يحتاج إلى تواصل وتفاهمات إقليمية".
وتسيطر على المنطقة مليشيات "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"عصائب أهل الحق" و"جند الإمام"، منذ نهاية عام 2014. كما منعت تلك المليشيات سكان بلدات أخرى، أبرزها العوجة ويثرب وعزيز بلد وقرى الطوز وقرى مكحول في محافظة صلاح الدين، والعويسات وذراع دجلة وجزء من منطقة الثرثار ومجمع الفوسفات في محافظة الأنبار، وقرى المقدادية وحوض العظيم، شمال شرقي محافظة ديالى، من العودة إليها.
وطاول الأمر أيضاً قرى ومناطق عديدة في محافظة نينوى، واقعة على مقربة من الحدود مع سورية، أبرزها ربيعة وقرى شنكال/ سنجار. ولا يقتصر المنع من دخول تلك المناطق على أهلها، بل تمنع المليشيات أيضاً دخول القوات العراقية النظامية، وهو ما يعزز التسريبات حول وجود معسكرات ومخازن خاصة بها، خارج سيطرة الدولة العراقية.
ولفت الدهلكي في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "أهالي جرف الصخر أو العوجة والعويسات وغيرها، ليسوا إرهابيين، على الرغم من أن هذا الادعاء دائماً ما تصرّح به القوى التي تسيطر على هذه المناطق من دون وجه حق، ولو أن هناك من الأهالي بعض الأشخاص الذين انتموا لجماعة معينة، أو تنظيم مسلح محدد، فإن ذلك لا يعني أن جميع الأهالي إرهابيون، لأن في ذلك اتهام وتجنٍ كبيرين على النازحين الذين يعانون من قساوة الحر والبرد".
واعتبر أن "الجهات التي تسيطر على البلدات العراقية المفرّغة من سكانها الأصليين تسعى إلى إكمال مخطط خبيث للتغيير الديمغرافي فيها، تحت ذرائع ليست حقيقية ولا تمت للواقع بصلة. وللأسف فإن حكومات العبادي وعبد المهدي والكاظمي لم تتمكن من إنهاء هذه المعاناة والمأساة التي يقع العراقيون الأبرياء ضحية لها".
وكان مسؤول عراقي رفيع في الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد أشار إلى "لف ودوران" من قبل قادة الفصائل في هذا الملف، وبعضهم طلب "مناقشة الموضوع مع قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني"، معتبراً أن "الملف رُحّل عملياً للحكومة المقبلة، والبرلمان الجديد يقع على عاتقه حل هذا الملف الإنساني".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات