كوردستان تي في
كشف الكاردينال لويس ساكو، عن تراجع نسبة المسحيين في العراق إلى نحو 1%، مشيراً إلى مقتل 1200 مسيحي خلال 15 سنة إثر أعمال العنف التي شهدها العراق، ولفت إلى تعرضهم لعدد من الانتهاكات الإثنية والسياسية فضلاً عن التهميش.
كما شدد ساكو في رسالة منشورة على الموقع الرسمي للكنيسة الكلدانية، السبت، على أن العراقيين المسيحيين "تُنتهك حقوقهم الإنسانية والوطنية المشروعة".
مضيفاً أن المسيحيين في العراق يجري "إقصاؤهم من وظائفهم، والاستحواذ على مقدراتهم وأملاكهم، فضلاً عن التغيير الديموغرافي الممنهَج لبلداتهم في سهل نينوى أمام أنظار الدولة العراقية".
فيما تشير الدراسات إلى أن المسيحية في العراق ظلت لقرون عديدة محتفظة بطابعها السرياني – الآشوري، لغة وأسلوب حياة مع بقاء اللغة والكتابة السريانية كلغة تخاطب يومي، بمختلف لهجاتها التي ظلت سائدة في تعاملات مسيحيي العراق بمختلف توجهاتهم ومشاربهم.
إلا أن محن المسيحيين بدأت مع علو الخطاب الطائفي والمصلحة الطائفية في الحياة السياسية العراقية وتعمق مظاهر العنف ضدهم منذ مطلع القرن العشرين، حتى خلت الحلول بين أيديهم وأصبحت هجرتهم الجماعية ظاهرة تكبر كل حين كلما زادت الحروب وحلت القلاقل .
الكاردينال ساكو أكد مغادرة مليون مسيحي للعراق بعد سقوط النظام، وبعد تهجير عناصر داعش لمسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى عام 2014، لأسباب أمنية (السلاح المنفلت) وسياسية (منطق الطائفية والمحاصصة الذي صب على العراق نار جهنم) واقتصادية (الفساد) واجتماعية (التطرف الديني وداعش)".
كذلك استعرض الكاردينال إحصائيات بشأن المسيحيين وفقاً لتقرير منظمة حمورابي والحركة الديمقراطية الأشورية، مشيراً إلى أن نحو 1200 مسيحي قتل في حوادث عنف متعددة في عموم العراق في الفترة ين عام 2003 و 2018، بينهم "700 شخص تم قتلهم على الهوية".
منوهاً إلى الانتهاكات التي تعرضت لها هذه الطائفة خلال السنوات الأخيرة ، لفت الكاردينال إلى اختطاف عدد من رجال الدين في الموصل وفي بغداد وأنه "اُستُشهِدَ عدد منهم، وأبرزهم المطران بولس فرج رحو، رئيس أساقفة الموصل للكلدان"،بالإضافة إلى أنه "فُجِّرت 85 كنيسة ودير في بغداد والموصل والبصرة من قِبَل المتطرفين ثم داعش، كما استولَت المافيات على 23 ألف بيت وعقار".
في جانب آخر من رسالته، تطرق الكاردينال إلى أن المرسوم الجمهوري رقم 147 الذي "سُحِبَ من الرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم من دون مسوّغ قانوني أو أخلاقي، لا يمسَّ المصلحة الوطنية من قريب أو بعيد".
الكاردينال ذهب أبعد من ذلك، ولفت إلى بـ"إبعاد موظفين بارزين عن وظائفهم، وخُطِفَت الكوتا المسيحية في الانتخابات البرلمانية"، إضافة إلى "منع المشروبات الكحولية في حين أنها مسموحة في عدة بلدان عربية مسلمة".
لفت إلى أن المسيحيين "فقدوا الثقة بتحسن وضعهم، بسبب تلك الانتهاكات وتَبِعات قانون الأحوال الشخصية، وأسلمة القاصرين"، مضيفاً أنه "تراجعت نسبة المسيحيين من 4% إلى نحو 1%"، مرجحاً استمرار نزيف الهجرة ومغادرة الشباب بسبب "إقصائهم من الوظائف لأسباب واهية".
على الرغم من عدم وجود إحصائية رسمية في العراق لأعداد المسيحيين حالياً في البلاد، والذين هاجروا. إلا أنه سبق أن قول الأب مارتن هرمز داود المتحدث الرسمي باسم ديوان أوقاف الديانات المسيحية والصابئة المندائية، لـ"اندبندنت عربية"، إن " ما هو متداول بين أوساطنا وما يتداول أحياناً في الإعلام أن المكون المسيحي خسر ما بين 80 و90 في المئة من وجوده الفعلي في العراق قبل عام 2003 إلى اليوم، فإن كنا بعدد مليون ونصف المليون إلى مليون و300 ألف قبل عام 2003، فنحن اليوم بين 180 و200 ألف مسيحي في العراق".
إلى ذلك ، أكد الكاردينال ساكو أنه "رجل دين لا يحمل أي طموح سياسي"، وانتقد مواقف بعض القوى السياسية، إذ أن "بيانات التعاطف والوعود لا تنفع شيئاً، منها، إذا لم يتم إنصافهم (المسيحيين) على أرض الواقع".
ورأى بأن حل هذه المسألة يكمن في "التعامل مع المكونات العرقية والدينية المهمَّشة على مبدأ المساواة أمام القانون".
هذا ونشر موقع البطريركية الكلدانية، أنتصف الشهر الجاري، بياناً قالت فيه إن الحل بشأن التوتر الأخير الحاصل إثر سحب رئيس الجمهورية للمرسوم 147، يكمن في عودة الكاردينال لويس ساكو إلى العاصمة العراقية بغداد "معززاً مكرماً".
يشار إلى أن رئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد، قد أصدر مرسوماً جمهورياً بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013، الخاص بتعيين البطريرك لويس ساكو، بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، ومتولياً على أوقافها.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات