كوردستان تي في - أربيل
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، تطلع الشعوب إلى حقها في تقرير مصيرها على المستوى الفردي والجماعي، وفيما بين أن هناك أربع ركائز لبلوغ التقدم وهي: الاستقرار السياسي والأمن والازدهار الاقتصادي ومكافحة التغيّر المناخي، قال إن هذه المسائل متشابكة غير أن معالجتها تتطلب أيضاً نهجاً خاصاً لكل منها.
وقال بارزاني أمام القمة العالمية للحكومات، المنعقدة في دبي اليوم الاثنين، "تتطلع الشعوب إلى حقها في تقرير مصيرها على المستوى الفردي والجماعي. إن تقرير المصير يشكّل دافعاً أساسياً لطبيعة الإنسان، ونحتاج إلى تأمين بيئة تمكّن المواطنين من العيش برفاهية."
وأضاف "الأزمة التي نشهدها في فلسطين مقلقة للغاية بالنسبة للكثير منّا لأسباب جمة، خسائرها الإنسانية الباهظة على المدنيين، وقدرتها على تأجيج الفوضى خارج غزة، فضلاً عن عدم معالجة الأسباب الجذرية للظلم. فلو جرى التعامل مع الحقوق الأساسية للفلسطينيين قبل 80 عاماً، أو في العقود التي تلت ذلك، لما وصلنا إلى هذه المرحلة المأساوية التي نشهدها اليوم. ولكن بدلاً من ذلك، تُركت القضية تتفاقم، في حين استغلّ أصحاب المصالح الفراغ الحاصل لفرض أجنداتهم المتضاربة".
ونوه إلى أن "الشعوب تتطلع إلى حقها في تقرير مصيرها على المستوى الفردي والجماعي. إن تقرير المصير يشكّل دافعاً أساسياً لطبيعة الإنسان، ونحتاج إلى تأمين بيئة تمكّن المواطنين من العيش برفاهية.
وأشار إلى أنه "نحن لدينا أيضاً مطالب مشروعة بتقرير المصير. تلك الحقوق اعترف بها أصدقاؤنا وحلفاؤنا، لكنهم في الوقت ذاته يخبروننا أن الضرورات السياسية تحول دون تقديمهم المساعدة في تحقيق العدالة التاريخية".
وأكد على أنه "لا بد من محاسبة كل من يسعى إلى الحروب لتحقيق مصالحه من خلال تهديد الأمن الإقليمي، لا يمكن للمجتمع الدولي التهاون مع مصادر التهديدات حتى لو تعارضت مع المصالح الخاصة. وعلى الصعيد الإقليمي، ندفع ثمناً باهظاً بسبب مواقفنا. تواجه المنطقة الآن أزمات بأشكال مختلفة، مما يحتم علينا أن نعمل بشكل جماعي لحماية الأمن والاستقرار الإقليميين. في حالتنا".
وتابع "تعرضنا لاستهداف غير مبرر. يجب أن ينتهي هذا العدوان. كما قلتُ مراراً، هنا، وفي عواصم أخرى، لم تكن كوردستان قط مصدر تهديد لأي شخص في المنطقة. نحن عامل سلام واستقرار، ونريد أن يرتكز السلوك الإقليمي على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
ولفت إلى أنه "وقفنا إلى جانب حلفائنا خلال طاعون داعش. كان ذلك العمل الصائب الذي اضطلعنا به، ولو لم ننجز ذلك، لتحولت المنطقة الآن إلى مكان مختلف كلياً، منطقة تعج بالإرهابيين العالميين ممن عززوا موطئ قدم لهم في قلب الشرق الأوسط، لينشروا الفوضى بيننا متى شاءوا، لكننا انتصرنا. لقد رسخت نضالات السنوات العشرين الماضية، وعقود المقاومة الكوردية التي مهدت لها، حقنا المشروع كشعب له سيادة وجزء لا يتجزأ من الشرق الأوسط".
وشدد بارزاني على وجوب أن تكون "رفاهية الشعوب على رأس أولويات القادة، ومواصلة الاستثمار في الموارد البشرية، فممارسات الحكم الرشيد أمرٌ بالغ الأهمية للارتقاء بمجتمعاتنا وثقافاتنا السياسية، ومن واجبنا أن نُلبي توقعات المواطنين".
وبين أنه "تواجه العديد من الالتزامات المُتعهد بها إلى الآن تضارباً مع المصالح الاقتصادية قصيرة الأجل. لكنها تُتخذ للحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة. ولا شك في أنّ التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة قد يكون مكلفاً على المدى القصير، لكن فوائده على المدى البعيد لا حصر لها".
وعلى الصعيد الأمني، قال بارزاني "نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لمعالجة أمننا الجماعي. فقد كان تعاوننا كإقليم لهزيمة آفة داعش نموذجاً يُحتذى به بشأن كيفية تحقيق الأهداف، وكيف يمكن لأصحاب العقول المنسجمة أن يعملوا جنباً إلى جنب. مع تصاعد التوترات في غزة والعراق وسوريا والبحر الأحمر، بات من الضروري وضع خطة جديدة لحماية المصالح الوطنية والإقليمية والعالمية، معاً، يمكننا أن نستنهض الهمم لمواجهة التحديات التي تعيق تقدمنا. النظرة إلى المستقبل ليست بالأمر السهل على القادة دائماً، إلا أن مسؤوليتنا تقتضي ذلك. إننا مدينون بذلك تجاه من وضعوا ثقتهم بنا".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات