كوردستان تي في
في محاولة من الفصائل الولائية التي تنتشر غالباً تحت مظلة "الحشد الشعبي" لتجنب ضربات أميركية مستقبلاًـ بدأت حملة ضغط على الحكومة الاتحادية ممثلة بوزارة الدفاع من أجل نقل مستودعات الذخيرة التابعة لها إلى داخل قواعد الجيش العراقي ومعسكراته، بحسب تقرير جديد لـ "العربي الجديد".
تأتي المحاولة بعد يوم من الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت - وفق بيان لـقوات القيادة المركزية الأمريكية- ، فجر السبت، "مواقع للحرس الثوري وفيلق القدس ووكلاء إيران " عبر غارات جوية في العراق وسوريا، والتي أدت إلى مقتل عشرات العناصر ناهيك عن استهداف مستودعات ذخيرة وطائرات مسيرة.
وفقاً لمسؤول عسكري عراقي تحدث لـ"العربي الجديد"، شرط عدم الكشف عن اسمه، فإن فصائل عديدة طالبت بإدخال ترسانتها العسكرية إلى عدد من القواعد العسكرية للجيش العراقي لتجنيبها القصف الأميركي، على اعتبار أن واشنطن لن تقدم على قصف قواعد الجيش العراقي.
كذلك لفت التقرير إلى تزايد الضغط السياسي على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من قبل الأطراف الحزبية الممثلة أو المقربة من الفصائل والحشد للإسراع في المفاوضات مع واشنطن الرامية لإنهاء دور التحالف الدولي وإخراج الجنود والمستشارين الأميركيين من البلاد.
بحسب التقرير، قالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن "كتائب حزب الله التي علّقت عملياتها ضد الأميركيين حاولت امتصاص حالة الاحتقان لدى واشنطن، والرد العقابي الذي وعدت به، لكن حركة النجباء تواصل هجماتها، في حين أن فصائل أخرى التزمت الصمت وفضلت البقاء على مسافة واحدة من الإجراءات الحكومية والدبلوماسية التي تقوم بها حكومة السوداني"، مبيّنة أن "الحكومة طلبت من بعض قادة الفصائل الضغط على زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي بعدم الرد إلى حين التوصل إلى اتفاقات جديدة مع الأميركيين".
وتتوقع المصادر القريبة من مكتب رئيس الوزراء "وقوع جولة ثانية من الهجمات الأميركية قد تستهدف بعض المقارّ على أطراف العاصمة بغداد وفي محافظة صلاح الدين وبعض مناطق شمال بابل التي تستخدمها الفصائل المسلحة كمصانع ومخازن أسلحة وصواريخ وطائرات مسيَّرة"، معتبرة أن "الإجراءات الدبلوماسية قد تتراجع بسبب القصف المتبادل، لكن أغلبية الأحزاب الشيعية بدأت حملة ضغط على السوداني لأجل الإسراع بالمفاوضات".
إلى ذلك ولم تعلّق معظم قيادات الفصائل الولائية في العراق على الضربات، ولم تحدد خياراتها إزاء تلك الضربات، غير أن زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أبو الولاء الولائي، أكد في تدوينة له على "إكس"، "ضرورة المضيّ بالحوار مع واشنطن لإنهاء وجود قواتها بالعراق"، داعياً "الشعوب العربية في السعودية والكويت والأردن إلى عدم السماح لحكوماتها بأن تكون أراضيها منطلقاً للهجمات على العراق".
كما ذهب الباحث في الشأن السياسي العراقي ماهر جودة، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "الفصائل المسلحة منقسمة في مسألتين: الأولى، الاستمرار بمقاومة وقصف مقرات ومواقع التحالف الدولي والقوات الأميركية، والثانية، مرتبطة بالجدوى من المفاوضات العراقية الأميركية بشأن إنهاء دور التحالف الدولي، ولذلك فإن هذا الانقسام أدى إلى وجود فصائل مقاومة وفصائل فضلت انتظار نتائج الدبلوماسية العراقية".
جودة توقع "استمرار الضربات المعروفة للقوات الأميركية من قبل الفصائل، وتحديداً النجباء التي لا يبدو أنها ستتراجع عن خياراتها في المواجهة".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات