كوردستان تي في
أعلن الإطار التنسيقي، اليوم الجمعة (8 كانون الأول 2023)، رفضه الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف أمن البلاد وسيادته، "أيًّا كان نوعها والمستهدف فيها والحجة من وراء ذلك"، مؤكداً حرصه على حفظ أمن البعثات الدبلوماسية.
وبدعوة من رئيس الوزراء الاتحادي، محمد شياع السوداني، عقد الإطار التنسيقي، اليوم اجتماعاً طارئاً لتدارس الأوضاع الأمنية في البلاد.
وشدد بيان صادر عن الإطار بعد انتهاء الاجتماع "على رفضه الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف أمن البلاد وسيادته، أيًّا كان نوعها والمستهدف فيها والحجة من وراء ذلك".
وأشار إلى "دعمه الكامل لإجراءات الحكومة ومطالبتها بالكشف عن كل تفاصيل الحادثة المشبوهة التي استهدفت السفارة الأمريكية الليلة الماضية".
وذكر "حرصه الدائم على حفظ أمن البعثات الدبلوماسية، وأنّ العراق يفي بجميع التزاماته الدولية بهذا الخصوص".
وأُطلقت فجر الجمعة ثلاثة صواريخ باتجاه السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد قبل أن تسقط في محيط هذا الحي المحصن الذي يضم سفارات أجنبية ومؤسسات حكومية عراقية، وفق مسؤول عسكري.
بدوره، أكد مسؤول عسكري أميركي، "انطلاق صفارات الإنذار وسماع ما يعتقد أنها أصوات ارتطام في محيط مجمع السفارة الأميركية وقاعدة "يونيون 3" المجاورة التي تضم قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش".
يذكر أن القوات الأميركية قد تعرضت لأكثر من 70 هجوماً على قواعدها العسكرية في العراق وسوريا منذ منتصف تشرين الأول، أعلنت جماعات مسلحة عراقية المسؤولية عنها، إلا أن البعثات الدبلوماسية لم تواجه مثل هذه الهجمات.
بدورها، دعت السفارة الأميركية في بغداد، الحكومة الاتحادية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أفراد ومرافق البعثات الدبلوماسية والشركاء في التحالف الدولي.
مكتب المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في العاصمة بغداد، أكد عبر بيان اليوم الجمعة، أنه "حوالي الساعة 4:15 من صباح اليوم، تعرضت السفارة الأميركية لهجوم بصاروخين"، مبيناً أنه "لا تزال التقييمات جارية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في مجمع السفارة".
المكتب أشار إلى أنه "لغاية اللحظة، لم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم"، مستدركاً "بينما تدل المؤشرات إلى أن الهجمات نفذتها ميليشيات موالية لإيران، والتي تنشط بحرية في العراق".
المكتب جدد "الدعوة للحكومة العراقية، كما فعلنا من قبل، لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أفراد ومرافق البعثات الدبلوماسية والشركاء في التحالف الدولي"، مؤكداً "إننا نحتفظ بحق الدفاع عن النفس وحماية موظفينا في أي مكان في العالم".
في المقابل، وجّه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، القيادات الأمنية كافة، وفي قواطع المسؤولية، بملاحقة مرتكبي اعتداء إطلاق المقذوفات باتجاه السفارة الأميركية في العراق، وتقديمهم للعدالة.
وقال يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة عبر بيان اليوم الجمعة "شدد السوداني في توجيهاته على أنّ استهداف البعثات الدبلوماسية أمر لا يمكن تبريره، ولا يمكن القبول به تحت أي ظرف ومهما كانت الادّعاءات والأوهام التي تقف وراء هذه الأفعال المشينة".
كما أكد السوداني أن "مرتكبي هذه الاعتداءات يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه، وأن هذه المجاميع المنفلتة، الخارجة عن القانون، لا تمثل بأي حال من الأحوال إرادة الشعب العراقي، ولا تعكس القرار العراقي الوطني الذي عبرت عنه الحكومة العراقية في مناسبات رسمية عدة".
وأضاف: "التلاعب باستقرار العراق، والإساءة للأمن الداخلي، ومحاولة التعريض بسمعة العراق السياسية واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي أعمال إرهابية".
وتابع: "قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية، كلُّ حسب اختصاصه وواجبه، ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية، وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها، ولن تجد العناصر المسيئة إلا الملاحقة والتصدّي دفاعاً عن سيادة العراق واستقراره، الذي تحقق عبر مسيرة طويلة من التضحيات الجِسام".
وكشف مصدر أمني، اليوم الجمعة، عن العثور على المكان الذي انطلقت منه الصواريخ التي استهدفت السفارة الأميركية فجراً، مشيراً إلى أنه تم ضبط 5 صواريخ لم يتم إطلاقها.
أوضح المصدر أن منصة الاطلاق عبارة عن صندوق وأكياس موضوعة في منطقة الجادرية- نهاية شارع ابو نواس في الجهة المقابلة لمقر السفارة على نهر دجلة.
وأدانت وزارة الخارجية العراقية، اليوم استهداف السفارة الأميركية في بغداد، مؤكدة أنها تتابع التحقيقات مع القوات الأمنية.
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحاف، في بيان: "تُعبّر وزارة الخارجية عن رفضها، وإدانتها لما تعرضت له سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد من اعتداءات من قبل مجاميع منفلتة، وفي هذا الصدد، نُجدّد حرصنا على الالتزام بحرمة البعثات الدبلوماسية وضرورة عدم تعرض أمنها للخطر".
كما أكد أن "السلطات الأمنية قد اتخذت جميع الإجراءات وتبذل أقصى الجهود في ملاحقة المتسببن لإحالتهم إلى القضاء لينالوا قصاصهم العادل، ومنع أي إخلال بأمن البعثات الدبلوماسية".
الصحاف أضاف "وزارة الخارجية تتابع مع السلطات الأمنية المسؤولة عن التحقيق، لمعرفة المتسببين بهذا الاعتداء، ونشدد على أنّ مثل هذه الأفعال لن تؤثر في سير العمل الدبلوماسي الذي يوليه العراق أهمية بالغة لما له من أثر في تجسير العلاقات بين بغداد ودول العالم، والحماية، والرعاية المتبادلة للمصالح الثنائية".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات