أربيل 16°C الجمعة 22 تشرين الثاني 18:33

صرخة من الفردوس مجموعة قصصيَّة للكاتبة العراقية سوسن البياتي

مجموعة قصصيَّة تميزت بحسٍ وجداني عميقٍ في ذكر ملابسات الحياة اليوميَّة ومعاناة الشخوص في القصص عبر حبكة متمكنة
کوردستان TV
100%

كوردستان تي في .. 

احتفت نخبة من المثقفين والمهتمين العراقيين، بإصدار الطبعة الثانية من النتاج الإبداعي للأديبة العراقية سوسن البياتي، (صرخة من الفردوس)، وهي مجموعة قصصيَّة تميزت بحسٍ وجداني عميقٍ في ذكر ملابسات الحياة اليوميَّة ومعاناة الشخوص في القصص عبر حبكة متمكنة.
استطاعت البياتي من خلال هذه المجموعة أنْ تؤشر حضورها الإبداعي عبر توقيعها لمجموعتها القصصيَّة.

في كاليري الصابونجي الثقافي، بالتعاون مع ممثلية الجالية العراقية بالعاصمة الأردنية، يوم الاثنين (13 تشرين الثاني 2023)، تم توقيع مجموعة ( صرخة من الفردوس) لسوسن البياتي تم فيه دعوة عدد من المثقفين ورواد الثقافة لحضور حفل توقيع كتاب، وعندما تم لم شمل الحضور والذي كان نخبويا ، ثم الحديث ليشمل المؤلفة والحضور، وبدأت القاصة بتوقيع الاهداءات، على مجموعتها القصصية،

يذكر أن المجموعة القصصية (صرخة من الفردوس)، قصص قصيرة احتوت 12 قصة، في 168 صفحة من القطع المتوسط، وسبق أن أطلقت الكاتبة الطبعة الأولى منها في أربيل عاصمة إقليم كوردستان في مقر اتجاد الكتاب السنة الماضية.

كما أنه سبق أنْ أصدرت البياتي  كتابين، (أغنية في محراب سوسنة/ شعر / 2020) ورواية (ساعات اغتصاب شهرزاد/ 2021).

ويقول الكاتب العراقي زيد الحلي، بصدد مجموعة ( صرخة من الفردوس) وكاتبتها سوسن البياتي: "صحيح أن القصة القصيرة هي نوع أدبي عبارة عن سرد حكائي نثري أقصر من الرواية، وتهدف إلى تقديم حدث وحيد غالباً، ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود، غالبا لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة، لا بد لسرد الحدث في القصة القصيرة أن يكون متحدا ومنسجما دون تشتيت، إلا ان قلم البياتي، شهد مدادا جميلا ، في تناولها لمواقف من الحياة ، حملت سمات وملامح قدرية ، وسلطت الضوء على نقاط الظلام المجتمعي بشكل عفوي ، مكلل بفضاء رحب ".

ويتابع الحلّي "لاحظتُ في معظم قصصها ، بوحها الجريء ، الواضح والمستتر في تصوير معاناة انسانية وربما شخصية ،عميقة الجذور والمعاني، لا تخفي على القارئ دوافعها ، كونها نوع من جلد الذات كما ارى، ورغم انها مزجت في قصصها ، تمويهاً ، او لضرورات العمل الادبي ، بين السرد الواقعي مع عناصر من السريالية والحلم والخيال ، انطلاقاً من ان القصة القصيرة هي سطور نثرية خيالية مختصرة تتناول شخصيات قليلة فقط ، تهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبا ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود غالبا لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة ..

اقول نجحت سوسن البياتي ، بأسلوبها الذي يميل الى الشعر الذي تتعاطاه في مشوارها الثقافي ، في تقديم قصص قصيرة ، في سردٌ قد يكون واقعيًا أو خياليًا، لأحداث شعرية أو نثرية تهدف إلى إثارة الاهتمام وإمتاع المتلقي وإقناعه بفكرة ما وتثقيفه بمحتواها

وتقول الكاتبة سوسن البياتي بصدد إبداعاتها الكتابية:

تعلمون..

يعيش الانسان رهطاً من الزمن وهو يجد ويجتهد في فك رموز السعادة، والبحث في كل جزئية منها، ظاناً أنه سيصل إلى ذروه الاطمئنان وأمسَكَ بمفتاح الأمان  ..

إلا أنني أرى أن السعادة والحزن هما متلازمتان، لاتفترقان مهما بدى عليهما الاختلاف الكبير بالشكل والمضمون، فاذا غرق الإنسان في أحزانه وجذف بين أمواج همومها، وتوالت الخطوب المؤلمات الجارحات، يبقى هناك الأمل المتاصل بانقشاع غمامة الأسى والحزن ،وانبلاج صبح جديد، وأن من بعد العسر يسر.

وبعيداً عن هذا المشهد وفي موقع آخر، مهما كان الانسان في قمة سعادته، وهو يغازل النسائم الوردية التي تقفز أمامه، ويشم رياحين الصباح التي تجوب حياته، وتضيء أروقة وجدانه، إلا أنها فرحة منقوصة عندما يشعر بألم أخيه في الإنسانية وهو يعاني من الخوف أو الجوع او العري أو العوز أو الاضطهاد أو كلها معاً.

ومن هنا جاءت الصرخة من الفردوس.

وانولدت قصصها الاثنتي عشرة ..للشعور الدائم بالسعادة المنقوصة وعدم اكتمال نصابها في أي مرحلة من مراحل جلساتها الانسانية او حتى الاستثنائية..

هي ليست دعوة تشاؤمية ولكنها حقيقة عشناها على مدى عقود تلت، عانت فيها شعوبنا الشرق أوسطية ما عانت بشكل عام، وعانى الشعب العراقي عرباً وكورداً بشكل خاص من كثير من المظالم وعايش الأسى.

لذلك تدور القصص في فلك الحقيقة الصارخة، ولو جنحت في بعض الأحيان إلى الخيال إلا أنها لا تعدو إلا أن تكون انعكاسا لصور وشخصيات حقيقة في مرآة ذاكرتي، وما حوت من صور فوتوغرافية أو ثلاثية الأبعاد أو حتى اندماجها مع البعد الرابع، لتكون صورة بانورامية زمنية لمحتوى الحزن الحقيقي.

لا أعلم إن كان هناك قلب لم يتالم في يوم ما.. ولا أعتقد بذلك، بيد أقول لاتخجل من البكاء واترك  دموعك تمارس رقصة الانهمار،علها تغسل بعض الصدا الذي ران قلبك، أرح ركابك حتى تعود كالمدينة النظيفة التي استفاقت من يوم بارد وممطر،  ومن ثم تآزرت أفرعها بأزار فواح وجميل.

الثقافة والفن الأدب

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات