أربيل 7°C الأربعاء 27 تشرين الثاني 16:57

حماس تفرج عن رهائن وإسرائيل تطلق سراح معتقلين في أول أيام الهدنة

کوردستان TV
100%

ا ف ب

أفرجت حماس الجمعة عن 13 من الرهائن الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين في غزة، بينما أطلقت إسرائيل سراح 39 من المعتقلين في سجونها، في اليوم الأول من اتفاق هدنة أتاح تحقيق هدوء وإدخال مساعدات إضافية الى القطاع بعد أسابيع من الحرب.

وإضافة الى الإسرائيليين الـ13، وهم من الأطفال والنساء، أطلقت الحركة سراح 10 تايلانديين وفيليبيني واحد كانوا محتجزين منذ الهجوم الذي شنّته الشهر الماضي على جنوب إسرائيل،  بحسب قطر التي توسطت في الاتفاق. كما أفرجت إسرائيل عن 39 امرأة وطفلا.

وأظهرت مقاطع فيديو لوكالة فرانس برس أربع سيارات تابعة للصليب الأحمر تغادر القطاع نحو مصر عبر معبر رفح.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "الرهائن المفرج عنهم خضعوا لتقييم طبي أولي داخل الأراضي الإسرائيلية"، مضيفا "سيستمر جنود الجيش الإسرائيلي بمرافقتهم أثناء توجههم إلى المستشفيات الإسرائيلية، حيث سيتم لمّ شملهم مع عائلاتهم".

وأظهرت قائمة نشرها مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن من بين الرهائن المفرج ثلاث فتيات وصبي تتراوح أعمارهم بين عامين وتسعة أعوام، بالإضافة إلى ستّ نساء تزيد أعمارهن عن 70 عاما.

من جهتها، أفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينيا بحسب نادي الأسير الفلسطيني. وكانت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية نشرت بعد ظهر الجمعة قائمة تضم 39 اسما لأسرى فلسطينيين، هم 15 فتى و24 امرأة. 

وشاهد مراسل فرانس برس عملية إطلاق سراح 28 منهم في بيتونيا بالضفة الغربية المحتلة، فيما نقل 11 آخرون للإفراج عنهم في القدس الشرقية المحتلة.

واستقبلت حشود كبيرة الأسرى الفلسطينيين عند نزولهم في بيتونيا، وهتف الكثير منهم "الله أكبر". وأطلقت مفرقعات نارية أضاءت السماء هناك.

وقام المشاركون برفع عدد من المفرج عنهم على أكتافهم، ولوّحوا بالأعلام الفلسطينية ورايات حركتي حماس وفتح، وفق لقطات فيديو لوكالة فرانس برس.

قبل ذلك، أطلق الجيش الاسرائيلي الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من الفلسطينيين تجمعوا بالقرب من سجن عوفر في الضفة الغربية المحتلة. 

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها نقلت أربعة مصابين برصاص الجيش الإسرائيلي من أمام معسكر عوفر من بينهم طفل يبلغ 12 عاما، كما نقلت شابا يبلغ 17 عاما إلى المستشفى "لإصابته بكسر في بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه قبل الافراج عنه". 

- "ليس سوى بداية" -
وتوصلت قطر، الوسيط الرئيسي، إلى جانب مصر والولايات المتحدة إلى اتفاق الهدنة القابلة للتمديد والتي تنص على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلا فلسطينيا لدى إسرائيل.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة الجمعة التزام حماس "بتنفيذ الاتفاق (حول الهدنة) وإنجاحه طالما التزم العدو بتنفيذه".

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة التزامه "إعادة جميع المخطوفين". وقال في بيان إن إعادة الرهائن هي "من أهداف الحرب ونحن ملتزمون بتحقيق كافة أهداف الحرب".

في واشنطن، قال الرئيس جو بايدن إن الإفراج عن المجموعة الأولى "ليس سوى بداية"، مؤكدا وجود "فرص حقيقية" لتمديد الهدنة. كما اعتبر أن الوقت حان للعمل على "تجديد" حل الدولتين لإرسال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ورحبت ألمانيا بإطلاق الرهائن لدى حماس، مؤكدة أن من بينهم أربعة إسرائيليين ألمان.

بدورها، رحبت فرنسا بما تمّ إنجازه في اليوم الأول من الاتفاق. وأعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن "تصميمه" على تأمين الإفراج عن الرهائن الفرنسيين، فيما لم تشمل الدفعة الأولى أيا منهم.

وتحمل هذه الهدنة بعض الهدوء لسكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة بعد حملات القصف الإسرائيلية العنيفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

في ذلك اليوم شنّت حماس هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون، حسب السلطات الإسرائيلية. وتحتجز حماس وفصائل فلسطينيّة رهائن قدر عددهم بـ240 قبل تنفيذ التبادل.

ونفّذت إسرائيل قصفا مدمّرا على غزّة أوقع 14854 قتيلا، حسب حماس. 

وأوضحت الحركة أنّ بين القتلى 6150 طفلاً، وأكثر من 4 آلاف امرأة. إضافة إلى ذلك، أصيب 36 ألف شخص.

- "عائد الى بيتنا" -
في غزة، بدأ منذ ساعات الفجر الأولى عشرات آلاف السكان مغادرة المدارس والمستشفيات التي احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.

وستتلقى السلطات الإسرائيلية عشية كل عملية إفراج لائحة بأسماء الرهائن الذين سيفرج عنهم في اليوم التالي.

وتبلغت الاسرائيلية مايان زين الخميس أن ابنتيها ليستا ضمن الدفعة التي سيفرج عنها الجمعة. وكتبت عبر منصة إكس "هذا الأمر صعب جدا علي مع إني سعيدة للعائلات الأخرى".

في القدس الشرقية المحتلة، تحدثت الفلسطينية سميرة دويات عن احتمال الإفراج عن ابنتها شروق البالغة 26 عاما والتي أمضت نصف عقوبة من 16 عاما في السجون الإسرائيلية. وقالت لفرانس برس "أبكي وأضحك وارتجف".

ونشرت إسرائيل قائمة تضم أسماء 300 فلسطيني قد يفرج عنهم بينهم 33 امرأة و267 قاصرا دون التاسعة عشرة، وينتمي 49 منهم إلى حركة حماس.

وقال باسم نعيم القيادي في حماس "اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيّات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدميّة".

ورحب المجتمع الدولي باتفاق الهدنة ورأى فيه خطوة أولى نحو وقف دائم محتمل لإطلاق النار.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون بعدما التقى نتانياهو على أن يلتقي الجمعة مسؤولين فلسطينيين، إنه "يعمل على حل سياسي طويل الأمد لهذه الأزمة".

وقبل دقائق من سريان الهدنة خرج عمر جبرين البالغ 16 عاما من أحد المستشفيات في جنوب قطاع غزة كان لجأ إليه مع ثمانية من أفراد عائلته.

وأكد لفرانس برس "أنا عائد إلى بيتنا".

- الحرب "لم تنته بعد"-
وفيما انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرها الحمير والأحصنة، والتوك توك، ألقت  طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالا. وكتب على هذه المنشورات "الحرب لم تنته بعد" و"العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا".

ويعتبر الجيش شمال قطاع غزة منطقة قتال وأمر كل المدنيين بمغادرتها.

وبعد 15 دقيقة تقريبا على بدء سريان الهدنة، انطلقت صفارات الإنذار محذرة من هجوم صاروخي في بلدات تقع بمحاذاة قطاع غزة على ما أفاد الجيش الإسرائيلي من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وفي جنوب لبنان، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام ومصوّر فرانس برس، بأنّ الهدوء يسود على الحدود الجنوبية التي شهدت عمليات قصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في غزة.

- الهدنة "غير كافية"-
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة إن "إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت" داعيا إلى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وأكد الرئيس المصري لدى استقباله رئيسي الوزراء الإسباني والبلجيكي في القاهرة أن "إحياء مسار حل الدولتين فكرة استنفدت وقد لا يكون هو الأمر المطلوب".

وفي إسرائيل تعهدت الحكومة والجيش "مواصلة" القتال حتى "القضاء" على حماس بعد انتهاء فترة الهدنة القابلة للتمديد.

وأكد قائد الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي "نحن لا نوقف الحرب. سنواصل حتى النصر".

وقال الناطق باسم الجيش دانيال هغاري "السيطرة على شمال قطاع غزة هي المرحلة الأولى من حرب طويلة ونستعد للمراحل التالية".

إلا أن سفير فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور دعا إلى استغلال هذه الهدنة لمنع استئناف القتال في قطاع غزة.

وألحقت عمليات القصف في الأسابيع الأخير دمارا هائلا في قطاع غزة وتسببت بأزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة مع نزوح نحو 1,7 مليون من أبناء غزة إلى حيث تدخل المساعدات ببطء شديد.

وتفيد قطر أن الهدنة ستسمح أيضا بدخول عدد أكبر من المساعدات الإنسانية بما يشمل الوقود.

وأتاحت الهدنة إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية الى القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

وقالت الأمم المتحدة إنه تمّ تفريغ 137 شاحنة من المساعدات الجمعة.

بالإضافة إلى المساعدات، تمكن 144 فلسطينيا كانوا عالقين في مصر من الدخول إلى القطاع عبر معبر رفح، بحسب ما أعلن مسؤول الإعلام في الجزء الفلسطيني من معبر رفح.

لكن منظمات غير حكومية دولية تعتبر أن الهدنة تبقى "غير كافية" لإدخال المساعدات الضرورية وتطالب بوقف دائم لإطلاق النار.

وقال ميسرة الصباغ البالغ 42 عاما والنازح من مدينة غزة إلى خان يونس في جنوب القطاع "هدنة لإدخال بعض المساعدات لا نريدها، نريد العودة إلى بيوتنا".
 

الشرق الاوسط

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات