زاكروس – أربيل
بعد الاكتشاف المذهل الذي قادته البعثة المصرية في منطقة "تونا الجبل" بمحافظة المنيا عام 2023، أكد خبير آثار مصري أن هذا الاكتشاف المذهل يسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة من تاريخ مصر القديمة.
وقال الدكتور شريف شعبان خبير الآثار المصرية لكوردستان تي في إن "البعثة المصرية عثرت على جبانة كبار رجال الدولة من الدولة الحديثة حيث عثر على مجموعة متنوعة من الحلي وآلاف التمائم ومجموعات من الأواني الكانوبية من مادة الالبستر والحجر الجيري والفيانس والتوابيت الخشبية ذات الشكل الادمي والتي تضم مومياوات، منها تابوت "ناني" منشدة الرب تحوت أو جحوتي والذي كان مركز عبادته في منطقة الاشمونين التابعة لتونا الجبل، والمدعو "جحوتي مس"، الذي يحمل لقب المشرف على ثيران معبد آمون وقد زين تابوته من الأسفل بمنظر بديع لثور، وتابوت إبنة كبير كهنة تحوت بالأشمونين.
واضاف شعبان ان "المثير في الأمر في هذا الكشف هو أنها المرة الأولى التي يتم العثور على جبانة الدولة الحديثة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، حيث تم العثور من قبل على جبانات ترجع إلى كل من الدولة القديمة وعصر الإنتقال الأول والدولة الوسطى".
وأهم ما كشفت عنه تلك الحفائر هو أول بردية كاملة لكتاب الموتى يتم العثور عليها في منطقة تونا الجبل، والتي أشارت الدراسات الأولية إلى أنها طولها يبلغ ما بين 13 - 15 متر تقريباً مكتوبة بالهيراطيقية، وأوضح الخبير المصري أنها "تتميز بأنها في حالة جيدة من الحفظ وكأنها قد كتبت أمس ومن المقرر أن يتم عرضها بالمتحف المصري الكبير".
وأشار إلى أنه "سبق وتم اكتشاف بردية تحتوي على فصول كتاب الموتى في سقارة داخل تابوت شخص يدعى أحمس مكتوبة بالخط الهيراطيقى، وتعود إلى بداية العصر البطلمى (300ق.م) ويصل طولها إلى 16م، حيث أطلق عليها بردية "وزيري 1"، ومن بعدها تم اكتشاف بردية أخرى تصل أيضًا لطول 16م وسميت "بوزيري 2". وإذا ما تم دراسة تلك البردية وتحليل كافة محتوياتها فستكون أطول بردية لكتاب الموتى موجودة حتى الآن ومحفوظة بمصر، حيث أن أشهر بردية تضم كتاب الموتى هي بردية آني المحفوظة حالياً بالمتحف البريطاني والتي اكتشفت عام 1888م وترجع للدولة الحديثة ويصل طولها إلى نحو 67 سم".
هذا و قد اعتبر قدماء المصريين أن معبود تحوت هو الذي علمهم الكتابة والحساب وله دور أساسي في محكمة الموتى والتي ذكرت بالفصل 125 من كتاب الموتى، حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق ماعت، بينما يقوم تحوت بتسجيل نتيجة الميزان. إذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق - فيكون من المخطئين العاصين - يُلقى بقلبه إلى وحش مفترس تخيلي اسمه عمعم برأس تمساح وجسد أسد وفرس نهر، فيلتهمه وتكون هذه هي النهاية الأبدية للميت. أما إذا كان القلب أخف من ريشة الماعت فأن الميت كان صالحاً في الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه، "بعد أن يستقبله أوزير رب العالم الآخر".
إعداد: رامي فارس
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات