كوردستان تي في
أكد رئيس الجمهورية الاتحادي، عبداللطيف رشيد، اليوم السبت (11 تشرين الثاني 2023)، رفض العراق "سياسات الانتقام والعقاب الجماعي" التي تنتهجها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وفيما حذّر من "الصمت الدولي الغريب وغير المبرر"، دعا إلى إطار عملي يضم أربع خطوات "لإنقاذ الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في كلمة رئيس الجمهورية في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض.
وقال رشيد إن "هذه القمة تأتي بظروف عصيبة تتمثل بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في محاولة بائسة للإجهاز على القضية الفلسطينية وعلى حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني"، مبيناً أن "العراق يجدد موقفه الثابت والداعي لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني بالوصول لحل عادل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف: "يرفض العراق سياسات الانتقام والعقاب الجماعي التي ينتهجها المحتل بحق الشعب الفلسطيني، ويدين بشدة الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية الانسانية، سيما جرائم استهداف المجمعات السكنية والمستشفيات والمرافق المدنية التي نتج عنها سقوط الآلاف من الضحايا ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ".
ودعا لوضع إطار عملي للأخذ بزمام الأمور "وإنقاذ شعب فلسطين من هذه المجازر" عبر ما يلي:
"أولاً: دعوة المجتمع الدولي للتحرك الجاد لإدانة الهجوم الممنهج والانتهاكات الخطيرة واستهداف المؤسسات المدنية في قطاع غزة ويتبع ذلك الوقف الفوري للأعمال الحربية
ثانياً: التحرك السريع والجاد لأجل السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى الأراضي الفلسطينية فوراً ومن دون قيود لإغاثة المواطنين الفلسطينيين
ثالثاً: التأكيد على أن قطع الاتصالات عن قطاع غزة يهدف إلى عزل أكثر من مليوني إنسان واخفاء جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال هناك عن العالم، فضلاً عن إعاقة مهام المنظمات الدولية وبالأخص أونروا (UNRWA).
رابعاً: إن ما يرتكبه جيش الاحتلال في غزة، ما هو إلا تجسيد للسياسة العنصرية القائمة على التهجير ومصادرة الأراضي وتهويد المناطق الفلسطينية وتوسيع بناء المستوطنات".
وشدد على أن العراق "ينظر بقلق شديد إلى المعاناة الانسانية التي تطال الفلسطينيين وسط صمت دولي غريب وغير مبرر وبما ينذر بمزيد من الاحتقان ويكرس مناخ التوتر وتنامي التأزيم في المنطقة ويعيق الوصول الى حل عادل ونهائي"، موضحاً: "نجدد موقف العراق الثابت من القضية الفلسطينية".
ودعا قادة الدول العربية والإسلامية السبت إلى وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية على قطاع غزة محملين إسرائيل مسؤولية احتمال توسع نطاق الحرب، خلال مؤتمر قمة عربي وإسلامي مشترك في الرياض.
وفي كلمته الافتتاحية، أكّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده "تؤكد تحميل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني".
وتابع "نحن على يقين بأن السبيل الوحيد لتأمين الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان".
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ما يتعرض له الفلسطينيون هو "حرب إبادة".
وقال إنّ "شعبنا يتعرض إلى حرب إبادة على يد ألة الحرب الإسرائيلية التي انتهكت الحرمات وتخطت الخطوط الحمراء في غزة".
- "حرب إبادة" -
فيما ندّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمعاناة سكان غزة من "ممارسات لاإنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى".
وحذّر من توسع نطاق الحرب "مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها".
وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع انتقادات شديدة خلال قمة السبت.
وتأتي الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة في السابع من تشرين الأول الماضي، أدى حسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص حسب حصيلة جديدة وخطف 239 رهينة.
وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ، إلى مقتل أكثر من 11078 شخصا بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الجمعة.
وأطلقت منظمات إغاثة دولية مناشدات عاجلة للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة مع نفاد إمدادات الماء والغذاء والدواء.
وكان من المفترض بالأساس أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت باكرا السبت عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية" بشكل استثنائي السبت.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان في حسابها على منصة إكس، أن قرار دمج القمتين جاء "استشعارًا من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد يُعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة".
لكنّ دبلوماسيين عربيين أبلغا وكالة فرانس برس أن قرار الدمج جاء بعد عجز مندوبي دول الجامعة العربية في التوصل لاتفاق حول بيان ختامي.
واقترحت بعض الدول، من بينها الجزائر ولبنان، مشروع قرار يتضمن تهديداً بقطع امدادات النفط عن اسرائيل وحلفائها الغربيين وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تقيمها بعض الدول العربية مع اسرائيل، بحسب الدبلوماسيين.
لكن ثلاث دول عربية، من بينها الامارات والبحرين اللتين طبعتا علاقاتهما مع اسرائيل في 2020، رفضت المقترح.
وعشية المؤتمر، قالت حركة الجهاد الإسلامي الجمعة إنها "لا تتوقع شيئا" من القمة، منتقدة القادة العرب على التأخر في عقد الاجتماع الطارئ.
وقال أمينها العام محمد الهندي في مؤتمر صحافي في بيروت "نحن في فلسطين لا نعلق أي أمل على مثل هذه اللقاءات التي خبرنا نتيجتها سنوات طويلة".
وتابع "عندما يُعقد هذا المؤتمر بعد 35 يوماً، فهذا ينبّهنا بمخرجات هذا المؤتمر. فلا وزن للعرب اليوم في المعادلة الدولية".
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي "منظمة إرهابية".
ودعا رئيسي كذلك في كلمته أمام القادة العرب والمسلمين إلى "تسليح الفلسطينيين" في حال "استمرت الهجمات" في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وهي أول زيارة للرئيس الإيراني إلى السعودية منذ توصل البلدين في آذار إلى اتفاق تقارب أنهى قطيعة استمرت سبع سنوات. وقبيل مغادرته طهران نحو الرياض السبت، قال رئيسي إنّ "الولايات المتحدة منعت وقف إطلاق النار في غزة وتوسع نطاق الحرب".
وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني للسعودية منذ زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحضور قمة لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا في آب/أغسطس 2012.
وأدى الصراع إلى اشتعال مواجهات يومية عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق "صواريخ بالستية" على جنوب إسرائيل.
ويقول محللون إن السعودية تخشى التعرض لهجمات، لا سيما وأنها تقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وكانت تجري محادثات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبل اندلاع الحرب.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات