كوردستان تي في - أربيل
في اطار جهودها لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، اتخذت حكومة إقليم كوردستان، جملة من الإجراءات والخطوات العملية، ووفقا للمعايير الدولية لمنظمة الأمم المتحدة وٳتفاقية باريس للمناخ، وقد أحرز خلال العامين الماضيين تقدما ملحوظا مقارنة بباقي مدن ومناطق العراق من حيث تنفيذ الالتزامات العالمية المقررة.
وفي تصريحات لدائرة الاعلام والمعلومات، أكد رئيس لجنة حماية وتحسين البيئة في إقليم كوردستان، عبد الرحمن صديق، أنه "في 15 تشرين الأول 2021، قدمنا نحن في ٳقليم كوردستان مع الحكومة الاتحادية العراقية، وثيقة وطنية لدعم ٳتفاقية باريس للمناخ، أكدنا فيها إننا بدءا من عام 2021 وحتى عام 2030، يمكننا الالتزام بهذه النقاط في مجال الغازات الدفيئة والتكيف البيئي"
وأشار صديق الى أنه "تم تقييم هذين العامين من قبل الأمم المتحدة ووزارة البيئة في الحكومة الاتحادية العراقية، واتضح أن إقليم كوردستان كان متقدما على باقي مناطق العراق بعدة نقاط في سياق الالتزام بمواجهة التغيرات المناخية والذي تم تضمينه في إعلان الدعم الوطني".
وحول أهم الخطوات المتخذة من قبل حكومة إقليم كوردستان، بين صديق "في مجال الكهرباء، فإننا ننتجه بطريقتين، 80٪ منها بواسطة الغاز السائل بعد أن تخلينا عن إنتاجها بواسطة النفط الأسود"، مؤكداً أنه بينما لا يزال الغاز المتولد عن إنتاج النفط يحرق في عموم العراق، إلا انه في الإقليم تمكنا من استثماره لإنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية.
وفيما يتعلق بمصانع الطابوق، تم الاتجاه الى استخدام الغاز السائل بدلا من النفط الأسود، وفي ذات الوقت يجري حرق النفايات والنفايات التي تخلفها مصانع الٳسمنت للحصول على الطاقة الكهربائية، وكذلك فأن مصانع الحديد تحولت هي الأخرى إلى استخدام البنزين بدلا من النفط الأسود، وفق صديق.
وفي مجال توسيع رقعة المساحات الخضراء، أشار صديق الى أنه في ذلك التقرير الذي عرض على ٳتفاقية باريس أقرت الحكومة الاتحادية أن إقليم كوردستان انتهج أسلوبا جديدا، وهو: في كل مشروع يجب أن تشكل المساحات الخضراء نسبة 25٪ من المساحة الكلية للمشروع، وإذا كان المشروع قد نفذ قبل ٳصدار هذا القانون فسيتعين عليه استبدال المساحات الخضراء في مكان آخر في المحافظة".
ووفقا لصديق فإن "الٲحياء التي تم بناؤها والمعروفة باسم ’ٲحياء التنمية المستدامة’ تعيد معالجة مياه الصرف الصحي فيها، فضلا عن الاستفادة من الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، اضف الى ذلك، يتم معالجة مياه الصرف الصحي في أربيل وإعادة استخدامها لاغراض الري الزراعي".
واستنادا الى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انطونيو غوتريش، فإن مواجهة 80٪ من التغيرات المناخية يقع على عاتق دول مجموعة العشرين G20، والتي تمثل الدول الصناعية الرائدة عالميا.
ويعد العراق واحدا من بين أكثر البلدان تضررا في العالم وبالتحديد هو خامس أكثر البلدان تضررا على الصعيد العالمي، وينبغي على الدول المعنية، ومن أجل حماية البيئة، استثمار الأموال في صندوق البيئة العالميGEF) )، ويمكن للعراق بما في ذلك إقليم كوردستان، التحدث عن خسائره من أجل الحصول على الأموال المطلوبة من هذا الصندوق.
صديق أكد أن "هذه المرة تعد مشاركة إقليم كوردستان في مؤتمر البيئة العالمي في دولة الإمارات أكثر كفاءة وتميزا عن مشاركاته في المؤتمرات السابقة، وقد تم بحث ومناقشة الخطوات والإجراءات التي نجريها لمواجهة التغيرات المناخية مع مختلف الدول".
بخصوص توسيع رقعة المساحات الخضراء في إقليم كوردستان، أوضح صديق "تعد زيادة المساحات الخضراء، واحدة من أهم المهام التي تقع علی عاتق الدول الصناعية، ويجب عليها ايضا استهلاك الغازات الدفيئة الخاصة بها"، مؤكدا أن كل الدول الصناعية لديها مساحات خضراء، وهي تعمل على زيادتها كشرط لحماية البيئة العالمية، وقد تواصلنا مع هذه الدول للقدوم إلى كوردستان لنقل تجاربها وخبراتها الى لذلك هناك عدة مشاريع في هذا المجال بمشاركة جهات دولية مختلفة".
وفيما يتعلق بوجهة نظر حكومة كوردستان بشأن قضية حماية البيئة، نوّه صديق الى أنه "في جدول أعمال الحكومة التاسعة وتحديدا ما يتعلق بقطاع الخدمات، إيلاء الكثير من الاهتمام بالمجال البيئي، لأنها أكبر رصيد في المنطقة، ولدينا لجنة عليا لمكافحة التغيرات المناخية تتألف من مجلس البيئة وجميع وزارات الٳقليم، وهناك لجان فنية من الخبراء في هذا المجال، ولحسن الحظ فأنه في الشهر الماضي شكلت رئاسة ديوان مجلس الوزراء فريقا متخصصا بملف التغيرات المناخية يضم في عضويته الوزراء المعنيون بالتغيرات المناخية وأعضاء لجنة البيئة".
الى جانب ذلك، فإن الحكومة التاسعة لإقليم كوردستان، تواصل جهودها في مجال التوعية والتثقيف لحماية البيئة وتنميتها، فضلا عن المشاركات الفاعلة في مختلف المؤتمرات والفعاليات الدولية حول حماية البيئة والتغيرات المناخية.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات