كوردستا تي في
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن الوزير أنتوني بلينكن حض رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على ملاحقة المسؤولين عن الهجمات والتهديدات التي تتعرض لها القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، فيما أبدت امتناناً لموقف الحكومة في حماية مستشاري التحالف، في الوقت الذي عبّر فيه فصيل من "المقاومة" عن رفض بيان الحكومة.
- امتنان أميركي
مساء أمس الإثنين، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عن السوداني، اتصالين هاتفيين من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بحث خلالهما مسألة "حماية المستشارين العسكريين والبعثات الدبلوماسية" العاملة في العراق.
بحسب البيان، فإن العراق أكد "الالتزام بحماية المستشارين العسكريين والبعثات الدبلوماسية العاملة في البلاد".
سبق ذلك تأكيد الحكومة العراقية التزامها بحماية القوات الأميركية الموجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة أن تبقى قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف في العراق لدعم قوات الأمن العراقية لتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش.
ذكر بيان للناطق العسكري باسم الحكومة، أنه "لا يمكن التهاون في أمن وسلامة تلك المقرات"، مشيراً إلى أن "القائد العام للقوات المسلحة وجّه الأجهزة الأمنية كافة بالقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وتعقّب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات، وعدم السماح بأي حال من الأحوال في الإضرار بالأمن والاستقرار اللذين تحققا بفضل التضحيات الجسام لأبناء قواتنا المسلحة، بمختلف صنوفها وتشكيلاتها".
- "الرد المناسب"
فيما أضافت الخارجية الأميركية أن بلينكن رحّب، خلال المكالمة، بإدانة بغداد للهجمات على قواعد يتواجد فيها مستشارو التحالف الدولي، إلى جانب مناقشة الجانبان أيضا الصراع بين إسرائيل وحماس والوضع الإنساني في غزة.
إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيلو ميلر، أعرب عن قلق بلاده إزاء سلامة وأمن المواطنين الأميركيين والمصالح الأميركية في المنطقة. وأكد ميلر، في تصريحات متلفزة، أن الولايات المتحدة ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان قدرتها على "الرد المناسب" على هذه الهجمات.
والأحد الماضي، طالبت وزارة الخارجية الأميركية، الموظفين غير الأساسيين في طاقمها المتواجد ببغداد مع عائلاتهم إلى مغادرة العراق، معللة قرارها بأن "ازدياد خطر الإرهاب، الخطف، العنف المسلّح، وعدم الاستقرار في العراق يهدد المواطنين والمصالح الأميركية" في البلاد.
- رفض "المقاومة"
على العكس من الترحيب الأميركي بموقف الحكومة الاتحادية بإدانة تلك الهجمات وتأكيد التزامها باتفاق الإطار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن، عبرت إحدى الفصائل المسلحة الولائية في العراق عن رفضها موقف الحكومة هذا، معتبرة إياه ذريعة لإبقاء "قوات الاحتلال" في العراق.
جاء ذلك في بيان أصدرته حركة النجباء عبرت فيه عن أسفها لوصف الحكومة القواعد التي يتواجد فيها مستشارو التحالف الدولي "قواعد عراقية"، معتبرة تلك القوات بـ "المحتلة التي تعيث بالعراق تخريباً وفساداً وتنتهك السيادة" وأنها دخلت البلاد "بطريقة التحايل والالتفاف على الاتفاقات ... من غير إذن ولا موافقة الحكومة العراقية".
كما ذهبت أبعد من ذلك باعتبارها بيان الحكومة "تبرير وشرعنة لوجود الاحتلال" إعلامياً وابراز صورة تخالف الواقع المرير يدل على عدم وجود الجدية في اخراج القوات المحتلة وانهاء وجودها في العراق كما تعهدت الحكومة بذلك قبل تشكليها".
رغم عدم إعلان تبينها المسؤولية عن أي من الهجمات كنها عدت أن "الوقوف في طريق المقاومة أو في طريق اخراج المحتل بأية وسيلة من الوسائل مخالفة للقانون والشرع والقيم والمبادئ الوطنية".
- حراك السوداني
في الأثناء نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر قالت إنها لنائب عن "الإطار التنسيقي" طلب عدم كشف هويته أن السوداني يقود حراكاً سياسياً بهدف وقف هذه الهجمات في العراق، كاشفاً أن رئيس مجلس الوزراء عقد لقاءات مباشرة وأخرى عبر الهاتف مع عدة قيادات سياسية، أبرزها نوري المالكي وهادي العامري وعمار الحكيم، لبحث وقف التصعيد، كما أجرى لقاءات مع قادة فصائل مسلحة حليفة لإيران، "لكن الحراك لم يفض إلى أي نتائج مضمونة لوقف الهجمات". وفق المصدر.
كذلك أضاف المصدر أن المالكي والعامري بالإضافة إلى قيس الخزعلي " مع وقف التصعيد" إلا أن "هناك قادة فصائل رفضوا حتى التواصل مع السوداني، مثل أكرم الكعبي زعيم جماعة النجباء، وكذلك قيادات في كتائب حزب الله، ويُعتقد أنهم يقفون خلف الهجمات الأخيرة في قاعدتي عين الأسد وحرير". وفق ما نقلته الصحيفة.
هذا ونسب التقرير إلى المصدر ذاته أن رئيس الوزراء "تلقى تحذيراً" من مسؤولين أميركيين، بأن القوات الأميركية في المنطقة "سترد في حال أوقعت تلك الهجمات أي خسائر في صفوف قواتها أو قوات التحالف الموجودة في العراق".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات