كوردستان تي في
ها قد مرت ثلاث سنوات على وباء كوفيد 19 الذي اجتاح العالم فجأة دون سابق انذار. خرج البشر على اثرها بدورس وعبر وتجارب قد يلجأون اليها مرة اخرى لمواجهة وباء اخر اشد فتكا من الذي سبقه.
واذا ما درسنا تاريخ البشرية سنعثر بين صفحات التاريخ عن اوبئة وامراض اصابت البشر وفتكت بهم دون رحمة حتى قبل وبعد الثورة الصناعية والعلمية والطبية التي رافقت تطور الشعوب حتى الى ما وصلت اليه اليوم من ثورة خارقة في مجالات علم الامراض وكيفية الوقاية منها.
من تلك الاوبئة التي حصدت ارواح الملايين هو وباء الطاعون الذي يعد من اسوأ الاوبئة التي واجهها البشر قبل الانفلونزا الاسبانية والتي لا زالت حتى الان مجهولة المصدر.
في العام 1665 اجتاح انجلترا وباء الطاعون وحصد اكثر من 97000 شخص، دون معرفة الاسباب والمسببات لدرجة لجأت الحكومات الانكليزية انذاك الى فرض مجموعة من الاجراءات الصارمة للحد من انتشار الوباء.
وفي الكتاب الجديد بعنوان "يوميات عام الطاعون"، الذي صدر مؤخرا عن مشروع كلمة وتأليف دانييل داييفو وترجمة مصطفى ابو الهيجاء توزيع دار ومكتبة عدنان في بغداد، يسلط الضوء على تلك الاجراءات التي لجأ اليها صناع القرار في انجلترا سواء من سن القوانين والنظم والاجراءات الرقابية والعقابية او من جهة السلوكيات الاجتماعية ويأخذها الكتاب عرضا وتفسيرا ونقدا.
وما صاحبه من اجراءات كالعزل المنزلي والحجر الصحي وانشاء مشاف للامراض الوبائية والتباعد الاجتماعي والاحتياطيات التجارية وتقنين الترحال والتنقل والتعقيم.
تشبه "يوميات عام الطاعون" من حيث الشكل الرواية التاريخية لكنها ذات ايقاع تسجيلي يرصد مسارات الوباء واثاره، ويسعى الى تفسي سلوكه بأسلوب يتراوح بين القص والتوثيق وانطباعية تحذو حذو البرهنة العلمية.
ولعل ابرز ما لاحظه المؤلف ان طاعون لندن الضاري لم يسلك مسارا خطيا، بل منحنى جيبياً ذا توزيع مناطقي، وان ضراوته قد تباينت في مبتدئه عما الت اليه ذروته، ثم انخفضت حده فتكه، وانذاك اتسع نطاقه فارتفعت اعداد المصابين به، حتى اوشك على الانحسار، ومن ثم خمد.
الكتاب صدر اول مرة عام 1722 .
اعداد: رامي فارس
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات