كوردستان تي في - أربيل
دراسة اجتماعية جريئة يقدمها الباحث الاجتماعي، علي كريم السيد، حول ظاهرة البغاء والاتجار بالنساء في العراق.
ولعلها أولى دراسة تتطرق لمثل هكذا موضوع حساس في ظل التغييرات الغريبة والطارئة التي ارتدّت سلبيا على المجتمع العراقي نتيجة الأزمات المستمرة التي تعصف منذ 2003.
ظاهرة الاتجار بالنساء في العراق هي إحدى أهم الظواهر التي تفاقمت بعد التغييرات السلبية التي طرأت على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي أثرت سلباً على حياة الأفراد مما خلف جملة من الأزمات العقلية والنفسية والأخلاقية.
إن ظواهر الاتجار بالنساء ليست وليدة اليوم ولا اللحظة إنما هي قديمة قدم التاريخ فمازلنا نذكر أن أقدم مهنتين في التاريخ هي الدعارة والجاسوسية، وإذا ما استثنينا الجاسوسية نجد أن الدعارة ناتجة عن نظام العبودية أو الرق المتبع من قبل الأمم والممالك المتحاربة وبالتالي المنتصرة حيث كان يتم بيع وشراء النساء وقد خصصت أسواق لهذا الشأن.
اعتمد الباحث على الدراسة على عدد من نظريات علماء الاجتماع منهم العالم الفرنسي دايفيد إميل دوركايم، أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث إضافة إلى شهادات ميدانية قام بها الباحث إلى الأماكن التي تديرها عصابات تستغل ظروف النساء الصعبة وتوفر لهن الملجأ والمأكل مقابل خدمات جنسية مدفوعة الثمن للزبائن.
الدراسة شاملة ومعمقة وقد اسند اليها الباحث الجداول والأرقام لتوضيح نسب هذه الظاهرة التي تفاقمت في العراق في السنوات الأخيرة حيث غياب القانون واستشراء الفساد والانهيار الواضح في المنظومة الاجتماعية العراقية.
وإذا ما عدنا إلى التاريخ فإن ما حصل ويحصل في العراق هو نتيجة طبيعية ولا تستدعي الغرابة، إذ أن جميع الدول التي كانت تئن تحت وطأة الحروب والأزمات العبثية والمفتعلة والإرهاب كانت تعاني هذا المصير وربما الأسوأ .
الكتاب يستحق التوقف والقراءة ومن ثم التمعن بما آلت إليه المنظومة الاجتماعية والأخلاقية في العراق وبيان الأسباب والتي من خلالها يتم تشخيص الخلل ومن ثم علاجه.
إعداد: راميار فارس الهركي
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات