أربيل 15°C الأحد 24 تشرين الثاني 22:38

نيجيرفان بارزاني: لا يمكن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق دون حل المشاكل العالقة

بدون تحديد ما إذا كان العراق دولة فيدرالية أم مركزية لا يمكننا حل بقية المشاكل
کوردستان TV
100%

 كوردستان تي في - أربيل

قال رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال مشاركته بمنتدى "ميري" في أربيل اليوم الثلاثاء، إنه بدون تحديد ما إذا كان العراق دولة فيدرالية أم مركزية لا يمكننا حل بقية المشاكل، مضيفاً أنه إذا أردنا استقرار العراق سياسياً واقتصادياً فلا بد من الأصدقاء في بغداد من اتخاذ موقف جاد حيال هذه المسألة.

وأضاف "أرى أن هناك مشكلة جوهرية في العلاقات بين بغداد وأربيل ولا بد من حلها قبل كل شيء، فبموجب الدستور العراق دولة اتحادية، لكن في المضمون هنالك مركزية مقيتة في المقابل لم تجد الفيدرالية مكاناً لها في العراق وهذا ليس عتباً، فمنذ 2003 نحن نمر بمرحلة انتقالية، وبدون حل هذه المشكلة جذرياً وتحديد إذا ما كنا دولة فيدرالية أم مركزية لا يمكننا حل بقية المشاكل وهنا يكمن جوهر المشكلة.. إذا أردنا استقرار العراق سياسياً واقتصادياً فلا بد من الأصدقاء في بغداد من اتخاذ موقف جاد حيال هذه المسألة وأنا لا أقول إنهم يعارضون هذه الفكرة، ولكن لا نلمس إرادة قوية للجلوس حول طاولة الحوار بعيداً عن المجاملات لحل الخلافات، ولا ننكر أننا في إقليم كوردستان قد نكون قمنا ببعض الأمور التي ليست من حقوقنا بموجب النظام الفيدرالي لكن الطريقة التي تتعامل بها بغداد أحياناً مع إقليم كوردستان يمكن وصفها بأي شيء باستثناء كونها فيدرالية وهذا يتطلب الحوار الجاد بما يصب بمصالح جميع مكونات العراق".

وأشار الى وجوب "الابتعاد عن منطق القوي والضعيف لأن استمرار هذا النهج لن يخلق سوى المزيد من المشاكل للعراق، نحن جزء أساسي من ائتلاف إدارة الدولة ونرى إحراز تقدم للأمام منذ تشكيل هذا الائتلاف رغم وجود مشاكل والتي لا بد من معالجتها، لكننا متفقون على خارطة طريق واضحة للوصول للأهداف المرسومة".

وأوضح أن الهدف من العمل المشترك هو "إرساء الاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق وتحسين أوضاع المواطنين والتي لا يمكن تحقيقها بدون حل تلك المشاكل لذا أعتقد أن الأولوية يجب أن تكون لهذا".

وتابع "لقد نجحنا في دحر داعش وقد وضعنا معاً أسس الدولة العراقية الجديدة بعد 2003 ولم ينفرد طرف واحد بذلك، حيث عملنا مع الأخوة الشيعة في بناء العراق الجديد ونحن جزء أساسي وسنبقى كذلك".

نيجيرفان بارزاني، نوّه الى أن "البعد الاستراتيجي لإقليم كوردستان هو بغداد وليس مكاناً آخر، ولا بد من حل الخلافات مع بغداد بعد أن امتزجت دماء جميع القوات خلال الحرب ضد داعش من أجل الدفاع عن هذا البلد وهذا يجب أن يكون دافعاً لحل الخلافات، لا أن ينتظر إقليم كوردستان إرسال رواتب موظفيه، وهنا نتساءل: أليس الموظف في إقليم كوردستان جزءاً من العراق؟ كيف ينشأ الولاء للبلد إذن؟ حكومة إقليم كوردستان تصرفت بمنتهى الشفافية مع بغداد إزاء هذا الملف ونحن نأمل من القوى السياسية في بغداد بأن تدافع بنفسها عن مواطني وموظفي الإقليم لا أن يتحول حق أساسي للمواطنين مثل الراتب إلى عنوان للنشرات الإخبارية".

وحول العلاقة بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، قال بارزاني "إذا عدنا إلى السنوات الماضية، حينما كان الرئيس بارزاني والراحل جلال طالباني يعملان سويةً نرى أننا استطعنا تحقيق الكثير من المكاسب لشعبنا وللعراق، العلاقات بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني مهمة جداً ويجب أن نعمل من أجل عدم زعزعة تلك العلاقات".

 وبحسب نيجيرفان بارزاني "العلاقات ليست سيئة لدرجة اعتبارها عصية على المعالجة، الاتحاد يمر بمرحلة انتقالية بعد وفاة مام جلال، واليوم هناك استقراراً داخل الاتحاد الوطني خاصةً بعد عقد مؤتمره الأخير، ونحن نتطلع الآن إلى علاقات أفضل مع الاتحاد، والأمر لا يتطلب توحيد الصفوف بل إيجاد تفاهم مشترك حول العمل معاً، وقد تبلور إدراك لدى كل من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني بضرورة العمل المشترك.. التفرقة تضر الجميع، لأن العلاقات بين الأطراف السياسية الكوردستانية مهمة للعراق ككل، ولا بد من أن نتفق على ورقة تتضمن رؤية الجانبين لمستقبل العلاقات كما حصل مع مام جلال والذي ساهم في إرساء استقرار سياسي واقتصادي لفترة طويلة ونحن بحاجة إلى تفاهم واتفاق واقعي جديد مع الاتحاد الوطني بشأن الحكم".

وعن حل المشاكل بين أربيل وبغداد وزيارة طهران لهذا الغرض، قال نيجيرفان بارزاني إن "مشاكلنا تحل في بغداد وليس في أي مكان آخر. إيران جارة لنا، ونزور إيران، لكن وكما قلت فإننا لسنا بأجانب ونحن أصحاب الدار وقد قمنا معاً بالأمور التي أشرت إليها. لذا، ولأننا نعد أنفسنا أصحاب الدار، علينا أن نجلس معاً مع إخواننا في بغداد بصدر رحب بعيداً عن المجاملات ونحل المشاكل".

وحول تعامل إقليم كوردستان مع الهجمات الإيرانية المرتبطة بوجود قوى معارضة من الشرق في إقليم كوردستان، والاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق وجمهورية إيران الإسلامية، قال أوضح: "سأتحدث هنا عن مبدأ. مبدئياً لا يجوز وفق أي قانون دولي أن تتحول دولة العراق إلى مصدر لتهديد أي من جيراننا. نحن كمبدأ، والقانون الدولي أيضاً لا يسمح لأحد أن يحول بلده إلى ملاذ آمن يجري استغلاله للانطلاق منه إلى بلد آخر وتنفيذ عمليات عسكرية فيه ثم العودة. هذا كمبدأ. أما من الجانب الآخر، فقد وقعت بغداد مع طهران على اتفاقية أمنية ونحن في إقليم كوردستان وكجزء من العراق ملتزمون بتنفيذ هذه الاتفاقية. نحن ملتزمون، وما فعلناه حتى الآن يتفق مع هذه الاتفاقية، ويدار الملف حالياً في بغداد من جانب السيد قاسم الأعرجي وفي إقليم كوردستان من جانب وزير الداخلية، وقد تقدمنا خطوات كثيرة إلى الأمام. تحقق تقدم جيد في هذا المجال، ونعود ونؤكد على مبدأ أن إقليم كوردستان ليس مصدر تهديد لجمهورية إيران الإسلامية. فجمهورية إيران الإسلامية جارة مهمة لنا، ونتشارك حدوداً طويلة معا ونريد حل هذه المشاكل من خلال الحوار. على العكس، تقدمنا خطوات جيدة للأمام وعلى حد علمي واطلاعي فإن جمهورية إيران الإسلامية تثني على هذه الخطوات".

وعن موافقة الأطراف الكوردية من جانبها على هذه الخطوات، تابع نيجيرفان بارزاني: "يمكنني القول شاكراً، أنهم مشكورين متفهمون بشكل جيد جداً لأوضاع إقليم كوردستان، وكل ما يمكنني قوله هو أنني التقيتهم مرات عديدة وكلهم حريصون وحريصون جداً على أن لا يواجه إقليم كوردستان أي مشاكل".

وحول علاقات إقليم كوردستان مع تركيا ومشكلة توقف تصدير نفط إقليم كوردستان، تساءل: "أين تكمن مشكلة تصدير النفط بالتحديد؟ من المؤكد أن تركيا قد عبرت الآن عن استعدادها لفتح الأنبوب الناقل للنفط وضخ النفط، لكن مشكلتين كبيرتين تقفان عقبة في طريق تصدير النفط، أولاهما هي أجور الشركات حيث أنه بمقتضى الاتفاق ستذهب عائدات النفط في حال تصديره إلى بغداد، ولكن من سيدفع أجور الشركات وكيف سيتم دفعها؟ الآن، وبحسب قانون الموازنة العامة العراقية تم تخصيص ستة دولارات لكل برميل من النفط وهو مبلغ ضئيل جداً! شركات النفط تتساءل الآن، ولأن عقود إقليم كوردستان ليست عقود خدمات، تقول إن كان مقرراً دفع ستة دولارات لنا عن كل برميل، فلن نستخرج النفط! فالعراق في بعض المناطق وحسب الظروف، مثلاً يدفع في بعض المناطق 30 دولاراً، كما في القيارة. في القيارة يدفع 30 دولاراً عن كل برميل بينما في إقليم كوردستان ستة دولارات. هذا في حد ذاته مشكلة كبيرة يجب حلها. الثانية هي أنه يجب أن تتعاقد (سومو) مع الشركات التي اشترت نفط إقليم كوردستان حتى الآن، وأعتقد أن هذا لن يتحول إلى مشكلة، لأنهم يخوضون محادثات حالياً، لكن هذه المسألة يجب أن تحل مع العراق لكي يستأنف تصدير النفط عملياً إلى الخارج، هذا يعني بصورة مؤكدة أن المشكلة ليست في تركيا بل المشكلة في بغداد".

وبخصوص ملف (بي كا كا) وتواجده في إقليم كوردستان، ودوره ودور الرئيس بارزاني في التقريب بين (بي كا كا) والحكومة التركية ووجود فرصة أخرى لإحياء وتفعيل هذا التقريب، قال رئيس إقليم كوردستان: "مبدئياً، يجب حل هذه المشكلة من خلال الحوار، وهي ليست مشكلة يمكن أن تحل عسكرياً. المشكلة هي من النوع الذي يجب حله سياسياً، وجوابي المحدد هو أن ما قلته بخصوص إيران ينطبق على تركيا وهو نفس المبدأ، أنه لا يجوز أن يتحول إقليم كوردستان إلى مصدر لتخريب الأمن في بلد مجاور. تركيا وبصفتها بلداً جاراً مهماً لنا، هذا المبدأ نطبقه مع تركيا أيضاً. المشكلة الكبرى هي أن (بي كا كا) مشكلة كبيرة، مشكلة كبيرة لإقليم كوردستان. (بي كا كا) لا تحترم مطلقاً مؤسسات إقليم كوردستان، وطالما كانت هذه سياسة (بي كا كا)، لا نستطيع أن نضمن عدم إقدام تركيا على أي تحرك. أما عما إذا كان هناك أي دور حالياً، ففي السابق اضطلع المرحوم مام جلال بهذا الدور، واضطلع الرئيس بارزاني بهذا الدور، وأنا بذلت جهوداً وحققنا تقدماً إلى حد كبير. أي أن الأمر ليس أنه لم نفعل شيئاً في تركيا، فعلنا الكثير وبهدوء بالغ. وإن كان السؤال هو هل أن هذه الفرصة قائمة حالياً وأننا نرى أن هذه الفرصة موجودة؟ فإننا وبكل الصور نريد أن تكون هنالك فرصة ونريد أن نضطلع بدور في الحل، لكن لا شيء يلوح في الأفق الآن وفي الوقت الحالي".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد فاتح تركيا في مسألة فتح مطار السليمانية في وجه الرحلات التركية، أعلن أنه "نعم، تحدثت معهم في هذا أيضاً ونحن في حوار مستمر لإنهاء أي قلق تركي في هذا الصدد ولتعود الرحلات القادمة من تركيا والدول الأخرى إلى السليمانية إلى طبيعتها ونتواصل معهم باستمرار. لديهم بعض المخاوف ويجب حل هذه المخاوف لنتخد خطوات أخرى إلى الأمام".

أما عن ملفات أمريكا والتحالف الدولي مع إقليم كوردستان والكورد في سوريا، والحديث عن تراخي هذا التحالف وبروز هذا التراخي في السياسة الأمريكية وتذمرهم من الكورد، تابع: "لو ألقينا نظرة على التاريخ، نجد أنه كان لأمريكا منذ العام 1991 الحصة الرئيسة في مجال حماية إقليم كوردستان عندما أنشأوا منطقة حظر الطيران، إذ كانت أمريكا جزءاً رئيساً فيها. وأنتم تعلمون أن ذلك ما كان ليتم بدون أمريكا. أمريكا وبريطانيا وسائر الحلفاء، فرنسا، هؤلاء كانوا الداعم الرئيس لحماية إقليم كوردستان في تلك الأيام. لو نظرنا في كل هذه المراحل، نجد أن أمريكا كانت سنداً رئيساً. لو أن أمريكا وبقية الحلفاء الأوروبيين لم يساعدوا إقليم كوردستان والعراق في قضية حرب داعش، ليس معلوماً إلى ماذا كان سيؤول الوضع. إننا ننظر بامتنان لدور أمريكا والحلفاء الأوروبيين وهذا التحالف، الذين ساعدونا بحق. والآن فإننا في إقليم كوردستان كجزء من العراق، نجد أن هناك اتفاقية استراتيجية بين أمريكا والعراق وهناك الكثير من الفرص المتاحة لإقليم كوردستان ضمن إطار هذه الاتفاقية يمكن أن نفيد منها ويمكن أن يكون له دور فيها. إذن، ما أريد قوله هو أن دور أمريكا كان إلى الآن دوراً يسعى لحثنا في الجانبين على حل المشاكل الداخلية في إقليم كوردستان، ويحثنا دائماً على الحوار والتفاوض وحل المشاكل مع بغداد، ولم يتغير شيء في هذه المسألة. ما يرى على أنه تراخ أمريكي في بعض الأحيان، أعتقد أنه انشغال، المسألة هي أن عندهم الآن الكثير من الأولويات، فهناك مسألة أوكراينا ومسألة الصين والكثير من المسائل الأخرى الكبرى التي تشغل أمريكا. وخلا ذلك، فإننا لا نرى أن هناك تغيراً كبيراً قد طرأ في السياسة الأمريكية تجاه إقليم كوردستان وتجاه العراق".

وعن المطالب التي تطلبها أمريكا من إقليم كوردستان وخاصة التي تتعلق بمسألة توحيد البيشمركة وغير ذلك من المطالب، كشف النقاب عن أنه: "فيما يخص مسألة قوات البيشمركة، أعتقد أن شكاواهم من الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني محقة جداً. فالمشكلة فيما تريده أمريكا، وما الذي يريده الحلفاء مع أمريكا كألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وهذه البلاد؟ يريدون أن تكون قوات البيشمركة كلها موحدة، أن تكون هناك قوة بيشمركة موحدة. مأخذهم على الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه المسألة هو أنهما لا يتخذان الخطوات كما يجب في هذه المسألة، وعتبهم هذا في محله إلى حد بعيد، لكن هذا لا يعني أنه لم تتخذ أية خطوات للأمام، بل هناك تقدم ببضع خطوات، لكنها خطوات صغيرة، خطوات بطيئة، وهم يريدون أن تجري هذه العملية بصورة أفضل وأسرع".

وعن موعد اتحاد قوات البيشمركة، قال: "نحن نمضي في هذه العملية كما أسلفت، والعملية قد بدأت، وفي الواقع لو كان القصد من السؤال أن شيئاً لم يتحقق، فأنا أقول لكم لا، تحققت أمور، وفي آخر اجتماع عقدناه قبل أسبوعين أجرينا تقييماً للوضع، وأنا بصفتي رئيساً للإقليم نظرت إلى هذا الملف بتفاؤل، إذ لمست تقدماً بخطوات جيدة، لكن هل بلغنا الآن حد اتخاذ الخطوات التي يطلبها أصدقاؤنا وحلفاؤنا الداعمون للعملية، وهل وصلنا إلى تلك الخطوات؟ لا، لكن هناك تقدماً في الملف. ليس هناك اتفاق يمكنني بموجبه أن أخبرك عن موعد محدد، لكنني أشعر أن العملية تجري بصورة أفضل حالياً".

وعن العراق واقتراحه جلوس بغداد وأربيل معاً للتوصل إلى نظام مشترك للفدرالية والطرف الذي يجب الجلوس معه. قال نيجيرفان بارزاني: "أعتقد أنه يجب أن نجري حواراً جاداً مع حلفائنا الذين شكلنا الحكومة معهم. في هذه المسألة يجب أن نحاور حلفاءنا في إدارة الدولة، الحوار يجب أن يكون معهم أولاً وأن توضع آليات جادة. في مسألة الموازنة، لو قلتها بصراحة تامة، طريقة تعامل بغداد في الجانب المالي مع إقليم كوردستان، ليست موجودة في أي نظام اتحادي في العالم، هذا غير موجود أبداً. لا أقول هذا معاتباً، بل أقوله لأنه يجب أن نجلس يوماً، فقد مرت عشرون سنة ونحن لا نزال نقول إننا في مرحلة انتقالية، لكن آن الأوان، آن الأوان لإيجاد حلول جادة لهذه المشاكل. ثم انظر، أنا لا أقول إن كل الذنب هو ذنب بغداد، فلدينا تعريف لماهية النظام الاتحادي. في هذا النظام الاتحادي، ربما مضينا نحن في إقليم كوردستان في بعض المجالات أبعد مما ينبغي، وفي مجالات أخرى لم تتقدم بغداد. يجب أن نجلس ونحل كل هذه الأمور بالحوار ليصبح العراق عراقاً اتحادياً بحق. في عام 2003 ذهبنا إلى بغداد وفق هذه التعهدات، أنظر إلى الوضع، منذ عام 2003 عندما شاركنا في بناء العراق الجديد، من الناحية السياسية لم يتغير الكثير بالنسبة لإقليم كوردستان، لم يتغير الكثير. قبل عام 2003 كنا نتمتع بنفس الوضع الذي هو قائم الآن، لكن التعهدات التي أطلقت وقولهم إن النظام اتحادي وسيصبح ديمقراطياً واتحادياً وما إلى ذلك، كان كل ذلك يبعث على الأمل لنا جميعاً بأن عندنا عراقاً جديداً بحق. واجهت العراق مشاكل، وكانت هناك مشاكل داخلية. الإرهاب كان أكبر مشاكل العراق. كان داعش بلاء كبيرا حل علينا جميعاً، في إقليم كوردستان كان عندنا أكثر من مليوني نازح، كانت بيننا وبين داعش حدود تمتد لأكثر من ألف كيلومتر. في جبهات القتال، قدم البيشمركة وحدهم نحو ألفي شهيد. في المناطق الأخرى من العراق قدم الجيش العراقي والحشد الشعبي، هؤلاء كلهم قدموا شهداء في سبيل حماية العراق. الآن أعتقد، وهذا ليس بعتب بل هو بمثابة طلب، أنه آن الأوان لنجلس من الآن فصاعداً جلسة جادة تخلو من المجاملات ليكون عندنا تعريف صحيح للنظام الاتحادي والطريقة التي يحكم بها العراق".

وعن التزام أطراف الاتفاقية السياسية في العراق بالاتفاقية والخطوات التي ستتبع التعريف السياسي في العراق، قال: "الأطراف التي تحدثت عنها، تلك المكونة للحكومة وتلك التي بنينا معها هذا العراق بعد عام 2003، عليها أن تجلس معاً. وإن كانت هناك في مكان ما حاجة لتغيير مادة دستورية، فعلينا أن نتفق ونقول لنقم بتغييرها وأن نعرف مكامن الخلل وفي هذا الإطار يمكننا تحديدها والعمل معاً لإجراء ما يلزم. هذا عمل كثير، لكنه ليس بالعمل المستحيل، ولماذا ذلك؟ السؤال الأكبر هو: هل أن إقليم كوردستان جزء من العراق أم لا؟ هل نحن مواطنون عراقيون أم لسنا مواطنين عراقيين؟ هذان السؤالان غاية في الأهمية. نحن نرى أننا مواطنون عراقيون ونعد كل تقدم في أي جزء من العراق تقدماً لنا، التقدم الذي يحصل في البصرة وكذلك الذي نشهده في الأنبار يجعلنا نشعر بالسعادة، نفرح به. يجب أن تكون هذه هي الحال في العراق أيضاً، تقدم إقليم كوردستان هو تقدم لكل العراق. بعد ما حل بالعراق، آن الأوان لهذا، ما هو قائم الآن هش جداً وليس معلوماً ما هو نظامنا الإداري في العراق. لو استطعنا أن نجد حلاً لهذا، ستحل مشكلة الموازنة وتحل مشكلة الرواتب، فحينها سنتوصل إلى تفاهم مشترك لإدارة البلد. هذا هو أكبر الأولويات. عندما ذهبنا إلى ألمانيا، سألنا السيد مستشار ألمانيا، وقال: كيف نستطيع أن نساعدكم؟ كان ردي هو فقط أنني قلت: لديكم نظام اتحادي غاية في الجودة، وسعادة السفير العراق جالس هنا، ساعدونا على تطبيق النظام الاتحادي في العراق".

بعدها وجه عدد من الحاضرين في الندوة أسئلة لنيجيرفان بارزاني، وعن سؤال حول مسألة وجود خارطة طريق وضعتها الأطراف الكوردستانية للحوار مع بغداد، قال: "لا شك أني لا أرى مشكلة أو آراء بين الأطراف السياسية الكوردستانية من كل المكونات. لذا وبعون الله، فإننا عندما نتوصل إلى تفاهم أو عندما تبدأ عملية في بغداد، ستكون عندنا فيما بيننا خارطة طريق لحل تلك المشاكل".

وعند إجابته على سؤال حول ضعف الدعم الأمريكي لإقليم كوردستان، ردّ قائلاً: "كيف تنظر أمريكا للعراق؟ أمريكا لا تفرق بين إقليم كوردستان والعراق، وقد أكدت أمريكا دائماً أن ما يهمهم هو وحدة الأراضي العراقية، وضمن العراق يهمهم إقليم قوي يستطيع أن يعين نفسه ويعين العراق. أنا شخصياً لا أرى أن شيئاً تغير في السياسة الأمريكية بخصوص هذا الموضوع، لكن قدر تعلق الأمر بمسألة حل المشاكل، ربما نحتاج إلى مساعدتهم في الجانب التقني، لكن المهم هو أن علينا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا. علينا أن نجلس كعائلة واحدة إلى طاولة الحوار في بغداد ونحل هذه المشاكل القائمة، لأن لنا مستقبلاً مشتركاً، وما دام الأمر كذلك، فقبل أن نطلب من أمريكا أو أي طرف علينا أن نجلس معاً، وحينها إن دعت الحاجة سنطلب المساندة من أمريكا أو أي طرف".

ورداً على سؤال يتعلق بالوضع بين إسرائيل والفلسطينيين، قال: "من المؤكد أننا كشعب وكعراق، لا أحد يعرف مثلنا ماذا تعني مآسي وآلام الحروب. كلنا نعرف هذا وكمبدأ رئيس لحق تقرير المصير، أعتقد أننا قلناها باستمرار ونقولها، وقد تبين هذه المرة والحرب القائمة الآن دليل على أن هذه المشكلة لا تحلها الحرب. هذه المشكلة يجب أن تحل بالسلام، يجب حلها من خلال الحوار، ومن حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولته. هذا حق وحق كامل. ولو نظرنا إلى المنطقة نجد أنه حق طبيعي للفلسطينيين أن تكون لهم دولتهم ويعيشوا بسلام في تلك المنطقة، وكما قال سماحة السيد فإن مسألة الحصار المفروض الآن على غزة تجعلنا جميعاً نشعر بالسوء، نحن جميعاً منزعجون من هذا. هل تعلم ماذا يعني هذا؟ قطع المياه وقطع الكهرباء وقطع الطعام، هذا في مساحة طولها 40 كيلومتراً وعرضها عشرة كيلومترات ويعيش فيها مليونان وثلاثمائة ألف نسمة. هذا يمضي بها باتجاه كارثة إنسانية، وما نرجوه نحن هو أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت. ونأمل أن لا تنتقل إلى أي مكان آخر".

وفي معرض إجابته على سؤال عن المحكمة العليا الاتحادية العراقية، قال: "بخصوص مسألة المحكمة الاتحادية، نعم نحن في إقليم كوردستان لسنا راضين عن كثير من قرارات المحكمة الاتحادية. المحكمة الاتحادية هي أيضاً واحدة من الملفات التي يجب العثور على حل لها من خلال الحوار مع بغداد، إذ ليس بإمكاننا ذلك في إقليم كوردستان من جانب واحد. وكل ملاحظاتنا على مسألة المحكمة الاتحادية يجب حلها مع إخوتنا من خلال الحوار".

وأجاب على سؤال عن تركيا بالقول: "بشأن تركيا، المبدأ الذي يسري على إيران يسري على تركيا أيضاً لكنه مختلف، مختلف جداً. الاختلاف يكمن في أن المعارضة الإيرانية تحترم مؤسسات إقليم كوردستان بدرجة أكبر بكثير من (بي كا كا)، وهي حريصة جداً على أن تحول دون تعريض إقليم كوردستان لمشكلة كبيرة. من المؤسف جداً أن (بي كا كا) لا يرى هذا الرأي. بل أن (بي كا كا) هو جزء من مشكلة كبيرة للغاية ويمثل مصدر قلق كبير لإقليم كوردستان والعراق في كل مكان".

وأجاب على سؤال آخر عن مساعي العراق لحماية الأمن الإيراني، قائلاً: "أعتقد أن العراق جاد مبدئياً في أن لا يتحول إلى ساحة للمساس بأمن أي دولة، العراق جاد في هذا، فالعراق يريد ان يعيش إلى جانب جيرانه في سلام وبلا مشاكل، وهذه سياسة العراق المعروفة في هذا الشأن. وأنا أرى أن هذا يصدق على تركيا وعلى إيران كمبدأ. في الحقيقة، نحن شهدنا هذا وعلي أن أقول هذا هنا. يجب أن أثني بصورة خاصة على دور السيد قاسم الأعرجي بصفته مستشار الأمن الوطني العراقي، وفريقه والعاملين على هذا الملف مع حكومة إقليم كوردستان ومع وزير داخلية إقليم كوردستان. لا شك أن علينا أن نثني على وزير داخليتنا الذي عمل بجدية بالغة على هذا الملف وبذل مساعي جادة من أجل حل هذه المشكلة". 

وفي معرض إجابته على سؤال آخر عن استحداث محافظة حلبجة، قال: "بخصوص استحداث محافظة حلبجة، أود أن أثني أولاً على السيدة قائممقام حلبجة على العمل الذي تؤديه في حلبجة. حقاً أشد على يديك وأعرفك، والعمل الذي تؤدينه من أجل حلبجة هو موضع اعتزاز. لا شك أن هذا التذكير كان شرفاً كبيراً لي. نعم في الكابينة الحكومية السابقة، عملنا معاً مع أخي العزيز كاك قوباد وبجد على هذه المسألة، وهي لا تستحق مجرد ذهابنا لبغداد فقط. نعم أطمئنك إلى أننا نحمل هذه المسألة على محمل الجد وستكون من بين أولوياتنا الرئيسة في الحوار مع بغداد، وإن شاء الله سيتحقق الحل لهذه المشكلة". 
 

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات