كوردستان تي في - أربيل
قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعازيه لأقارب ضحايا تحطم طائرة كانت تقلّ يفغيني بريغوجين قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة.
وقال بوتين اليوم الخميس، وفق ما نقلت فرانس برس: "بادئ ذي بدء، أود أن أعرب عن تعازي الصادقة لأسر جميع الضحايا".
وتابع "تعرفت على بريغوجين منذ فترة طويلة جدا، منذ بداية التسعينيات"، واصفاً إياه بأنه كان "رجلا موهوبا لكنه ارتكب أخطاء".
وأضاف "ضحايا تحطم الطائرة قدموا مساهمة كبيرة في أوكرانيا".
بوتين أشار الى أنه "من الضروري انتظار نتيجة التحقيق الرسمي في الحادث الذي قُتل فيه جميع الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة"، قائلا إن "الفحص سيستغرق بعض الوقت."
أمس الأربعاء، أعلنت وزارة حالات الطوارئ أن طائرة خاصة من طراز "إمبراير"، تحطمت بعد مرور وقت قصير على إقلاعها في رحلة داخلية من مطار شيريميتوفو شمال العاصمة، وتبين أن بين القتلى في الحادث يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة فاغنر.
وكان بين بوتين وبريغوجين علاقة مترابطة وقوية نسجها عندما كان يعمل طباخا في قصر الكرملين. الرجلان ينحدران أيضا من نفس المدينة وهي مدينة لينينغراد سابقا التي تغير اسمها فيما بعد إلى سان بطرسبورغ.
يتمتع بريغوجين بقوة اقتصادية ومالية كبيرة في روسيا. إذ يملك عددا من المطاعم الفخمة في موسكو وسان بطرسبورغ قبل أن يستحوذ على شركة "كونتراست" التي تعتبر أول سلسلة متاجر البقالة في نفس المدينة.
بدأ حياته العملية ببيع النقانق مع والدته في الأسواق الشعبية. كان يطمح أن يكون متزلجا محترفا، لكن رغم انضمامه إلى مدرسة رياضية عريقة في مجال التزلج، إلا أنه أخفق في تحقيق نتائج مرضية. لهذا السبب قرر اقتحام عالم الاقتصاد والتجارة بقوة ليبني في غضون سنوات قليلة فقط أسطولا اقتصاديا وتجاريا كبيرا.
أسس العديد من الشركات الرابحة منها شركة "سبيكتروم" المتخصصة في ألعاب القمار وشركات أخرى متخصصة في التجارة الخارجية قبل أن يخوض تجربة المطاعم الراقية. إذ افتتح العديد من هذه المحلات، لا سيما مطعم "نيو أيلاند" بموسكو الذي زاره الرئيس بوتين وتناول فيه العشاء رفقة الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك في 2001 ورئيس الولايات المتحدة جورج دابليو بوش في 2013.
لكن الشركة التي كسب بها بريغوجين نفوذا يمكن أن يوصف بالعالمي هي شركة فاغنر شبه العسكرية التي قدمت خدمات عسكرية للكثير من الدول الأفريقية كمالي وأفريقيا الوسطى وليبيا لصالح حفتر و السودان... مقابل أموال باهظة واستثمارات في حقول الذهب والماس والمعادن النادرة والتي جلبت لصاحبها أرباحا هائلة.
أكثر من ذلك سمحت له أن يتمتع بنفوذ سياسي كبير في روسيا حيث اقترب أكثر من الرئيس بوتين وفي الخارج، ومن ثم في القارة الأفريقية إذ يملك عدة قواعد عسكرية ويقوم بتدريب بعض العسكريين الأفارقة ويقدم لهم النصائح في مجال الاستراتيجية العسكرية.
سطع نجم بريغوجين أكثر على ضوء الحرب الروسية الأوكرانية إذ تنقل شخصيا إلى منطقة دونباس للإشراف على عمليات القتال التي تنفذها هناك مجموعته.
قام بريغوجين بالتمرد في حزيران 2023 على المؤسسة العسكرية الروسية، معلنا الزحف باتجاه مدينة روستوف الروسية والاستيلاء على مركز قيادة العملية العسكرية في أوكرانيا، كما قرر الذهاب إلى موسكو عبر دبابات وشاحنات عسكرية بهدف السيطرة على العاصمة الروسية. لكن تدخل رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشانكو أقنعه بوقف الزحف العسكري ودعاه إلى القدوم إلى بيلاروسيا. وهو ما قام به فعلا.
على المستوى الشخصي، بريغوجين متزوج من ليوبوف فالنتينوفنا بريغوجينا (54 عاما) وهي صيدلانية وامرأة أعمال تملك عدة شركات لبيع المستلزمات الصحية ومتحف متخصص للشوكولاه في مدينة سان بطرسبورغ وفق مجلة "لوفيغارو" الشهرية.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات