أربيل 15°C السبت 18 أيار 18:36

مباحثات الفرصة الأخيرة.. مخطئ من يعتقد أن ملف النفط والغاز هو الأهم وإن تصدر المشهد

کوردستان TV
100%

كوردستان تي في


ملف النفط والغاز وإدارته ليس الوحيد والأهم بين إقليم كوردستان والعراق الإتحادي، فالقضية أشمل وأعم وعنوانها العام القضية الكوردستانية بجميع تفاصيلها، قضية الشعب والأرض والسماء والهواء والماء والتاريخ والنضال والثورات والشهداء والهوية والحقوق القومية والثقافية.

وإذا ما تنصلت بغداد تحت مْغزى معين عن التزامها في أحدها، وهو ملف إدارة الثروات الطبيعية، فلا يمكن التصديق بالتزامها في الأخريات.. إذ لا تجزئة في المبادئ والمصداقية، الخلل في واحدة ينسف البقية.

قلنا انه يجب الاتعاظ من التجارب التاريخية والنظر الى ما خسره العراق نتيجة تصديق النظام الارعن وَهْم القوة باتفاقه مع الشاه، فأقدم على حرق الاتفاقية التي وقعت بدماء آلاف الشهداء من الحركة الكوردستانية الباسلة بجرة قلم، ويبدو أن الغرور اتخذ طريقه الى بعض النفوس في الوقت الحاضر.

لقد كان تشكيل حكومة السوداني واحدا من نتائج اتفاق سياسي وقعته قوى إئتلاف الدولة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد انسحاب التيار الصدري ووصول العملية السياسية الى طريق مسدود، وليس بعد ذلك من مراجعة لا لقوى بغداد ولا للإقليم مهما استجدت من ظروف وحصل من تغيرات.

وهنا وبعد ان تنصل احد طرفي الاتفاق من التزاماته ومواثيق الشرف والتوقيعات والمؤتمرات والكلمات والتصريحات يصبح كل شيء في مهب الريح، فالعقد شريعة المتعاقدين، و مفعول شروطه يسري على جميع الأطراف، لا انتقائية ولا مزاجية فيه.

إن مباحثات الفرصة الاخيرة في بغداد والتي يخوض غمارها قياديون كبار من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفريق فني وسياسي رفيع، لا تحتاج الكثير ليُفهم منها أنها النجادة الأخيرة لإنقاذ العملية السياسية الموشكة على الغرق في الظلام الذي استدرجها إليه البعض.

 عدديا، قد لا يكون إنسحاب الحزب الديمقراطي الكوردستاني من العملية السياسية كافيا لتغيير مسارها، ولكنه قادر على نسف شرعيتها من داخليا وخارجيا .

وتعلم بغداد ما ممكنات هذا، أما أن يبحث الكورد عن شريكٍ متضامنٍ من داخل العملية السياسية، كما يريد ويتوقع المراقبون، فقد لا تبدو المسألة بالصورة الساذجة التي هي عليها، ففي تأمل عمق المشهد نعود إلى ما قدّمنا إليه يوما بشرح الإمام علي عليه السلام قول العرب: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وقد اوردناه عند حديثنا عن مطالب الشريك السني، والتي نسفتها بغداد أيضا.

تقرير كمال بدران

الأخبار كوردستان الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات