أربيل 33°C الجمعة 20 أيلول 13:39

الكاردينال ساكو: الاستقبال الحافل لنا في أربيل يمنحنا القوة ورد الاعتبار وهذه شروط عودتي لبغداد

"هذا الاحترام الذي نحظى به في الإقليم هو رد اعتبار لنا، وأنا باقٍ في الإقليم، ولن أرجع إلا بعد التراجع عن سحب مرسوم يعود لما قبل 14 قرناً، وبشرط أن تقف هذه الميليشيا عند حدها وتتأدب وتحترم رجال الدين ولا تتدخل في الشأن الكنسي وتكف عن المزاعم الكاذبة والشكاوى الكيدية الباطلة"
کوردستان TV
100%

كوردستان تي في

وصل بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، غبطة الكاردينال لويس ساكو، مساء اليوم الجمعة (21 تموز 2023)، إلى مطار أربيل وسط استقبال رسمي، وفيما أكد أنه لن يعود إلى بغداد إلا بتحقيق شروط وضمانات معينة، أشار إلى أن حفاوة استقباله في إقليم كوردستان تمثل "رداً للاعتبار وقوة ودعماً كبيراً له".

وفي مستهل مؤتمر صحفي مشترك، رحب وزير الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان، بشتيوان صادق، نيابة عن رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني وجميع مكونات شعب كوردستان بالكاردينال ساكو "وهو شخصية دينية ذو قيمة كبيرة على مستوى العالم وكان له دور مميز في الدعوة للتعايش وقبول الآخر"، مؤكداً أن الإقليم سيبقى نموذجاً للتعايش السلمي بين الأديان "وهذه الثقافة الراسخة نتاج الخطاب المعدل لرجال الدين المسلمين والمسيحيين ومن جميع الأديان وسنؤدي واجبنا لإعادة تصحيح الوضع"، وخاطب الكاردينال بالقول: "أهلا بك في وطنك إقليم كوردستان". 

بدوره، قدم الكاردينال ساكو شكره على حسن الاستقبال، بالقول: "أنا متأثر بهذا الاستقبال والحفاوة البالغة وحضور النسيج الكوردستاني الديني والقومي في هذا الظرف المؤلم الذي تعيشه الكنيسة، وهذا الاستقبال والترحيب يعطينا التعزية والقوة لكي نقف بوجه الظلم والباطل".

وأضاف: "حزين لترك مدينة السلام التي لا تعيش السلام، فأنا مهجر بحقيبة بسيطة بسبب الباطل وظلم رئيس الجمهورية الذي يفترض أنه حامي الدستور، لكنه سحب المرسوم الجمهوري للاعتراف برئاسة الكنيسة والوصاية على أملاك الكينسة، بدون مسوغ قانوني وهذه الخطوة هي ضد رمز ديني ووطني وعالمي كوني كاردينالاً في الكنيسة الجامعة كما أن سحب المرسوم يخالف التقليد المتبع منذ زمن العباسيين والعثمانيين مروراً بالعراق الجديد سواء في عهد الملكية أم الجمهورية".

وتابع أن منصب رئيس الجمهورية تنفيذي وليس تشريعياً وكان عليه استشارة الهيئة القانونية في ديوان الرئاسة التي أكدت عدم قانونية هذا القرار، مبيناً أن رئيس الجمهورية رضخ لضغوط "كتائب بابليون وهي ميليشيا معروفة للجميع، وما حصل أمر مجحف فيه إهانة للكنيسة والمكون المسيحي".

ومضى بالقول: "لا أدري ما أسباب هذا التغيير المفاجئ في موقف رئاسة الجمهورية تجاهي.. كتائب بابليون أرادت نصب فخ لي لكنهم وقعوا فيه مع رئيس الجمهورية".

وعن بيان رئاسة الجمهورية بشأن لقاء لطيف رشيد مع القائم بأعمال السفارة الفاتيكانية، قال ساكو: "الرئيس يجهل البروتوكول، وهناك تزوير لما قالته السفارة الفاتيكانية التي أكدت أنها ليس لها معلومات من الفاتيكان بشأن ما حصل، في حين أن البيان يشير إلى عدم وجود ملاحظات على القرار، مع أن الفاتيكان أصدرت بيان استنكار وتهجين لقرار سحب المرسوم الجمهوري".

وذكر أنه "لا أدري أين نمضي في خضم هذه الفوضى، فالرئيس جزء من الحكومة، وصمت الحكومة غير مبرر"، مبيناً: "الكثبرون اتصلوا بي وهناك حملة تضامن معي كوني رمزاً وطنياً ومرجعية دينية ورئيس لأكبر كنيسة بالعراق والعالم للكلدان".

وتابع أن "الرئيس يتغير وأنا باقٍ في المنصب وهو شأن كنيسي، وليس من حق الحكومة سوى احترام الرموز الدينية، كما يقوم به إقليم كوردستان اليوم حيث فيه الرموز الدينية محترمة"، موضحاً أن "هذا الاحترام الذي نحظى به في الإقليم هو رد اعتبار لنا، وأنا باقٍ في الإقليم، ولن أرجع إلا بعد التراجع عن سحب مرسوم يعود لما قبل 14 قرناً، وبشرط أن تقف هذه الميليشيا عند حدها وتتأدب وتحترم رجال الدين ولا تتدخل في الشأن الكنسي وتكف عن المزاعم الكاذبة والشكاوى الكيدية الباطلة فبوجود هذه الضمانات سأرجع، واذا لم تتحقق فأنا باقٍ في كوردستان التي هي إقليم آمن يحترم رجال الدين من كل الديانات".

ووجه رسالة للمسيحيين قائلاً: "لا تقلقوا ولا تخافوا من هذه القرارات التي لن تدوم، فالحق أقوى والحقيقة ستظهر، فأنا لن أستسلم لأي ضغوط أو قانون مبني على أكاذيب بابليون ونفاقها"، مبيناً: "أجدد شكري وامتناني للرئيس مسعود بارزاني ورئيس الإقليم ورئيس الحكومة والوزراء وكل رجال الدين، فما قدموه لنا تعزية ودعم كبير".

وأشار إلى نيته الطعن في قرار سحب المرسوم الجمهوري، "لأن هناك قانونيون وقضاة يساندوننا ضد هذا القرار غير القانوني وغير الدستوري، فلا يمكن لأربعة برلمانيين من  ميليشا معينة فرض رأيهم على العراق وحكومته، وإذا لم يحقق الطعن نتيجة سأتجه لتدويل القضية".

واختتم قائلاً: "الكنيسة مستهدفة ونحن نواجه إهانة وعنفاً، فرئيس الجمهورية غير قادر على إصدار قرار مماثل بحق المرجعية السيد السيستاني أو المجمع الفقهي، لكن ما حصل ضدنا كان لأن المسيحيين حلقة ضعيفة وباتوا سلعة بيد هذه الميليشا أو تلك، لذا صدر هذا القرار السياسي والكيدي".

وفي 15 تموز الجاري، قرر بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كوردستان "أمام حملة كتائب بابليون المتعمدة والمهينة لي وصمت الحكومة، وإقدام رئيس الجمهورية على سحب المرسوم الجمهوري"، كما فضح ممارسات زعيم كتائب بابليون ريان الكلداني، وتورطه في قضايا فساد "ولعبة قذرة"، مبيناً: "كل هذه الأحداث الثقيلة والمصيرية والتي لا نعرف بعد نهايتها ولا مآلها واستقدامي إلى المحكمة مستمر وبصفة المتهم في حين أن المسيء معروف وهو حر طليق ومحمي".

وقال ساكو في رسالة مفتوحة إلى رئيس جمهورية ورئيس مجلس الوزراء والشعب المسيحي والعراقي: "أمام حملتي كتائب بابليون المتعمدة والمهينة لي والكل يعلم نزاهتي ووطنيتي، وللمكون المسيحي الذي عانى الكثير، وغياب أي قوة رادعة لهم، وصمت الحكومة، وإقدام رئيس الجمهورية على سحب المرسوم الجمهورية عني، وهي سابقة لم تحصل في تاريخ العراق، قررت الانسحاب من المقر البطريركی ببغداد، و التوجه من إسطنبول حيث أني موجود لمهمة كنسية، إلى أحد الأديرة في إقلیم کوردستان العراق".

وأضاف أن "كل هذه الأحداث الثقيلة والمصيرية والتي لا نعرف بعد نهايتها ولا مآلها واستقدامي إلى المحكمة مستمر وبصفة المتهم في حين أن المسيء معروف وهو حر طليق ومحمي".

وتابع: "هذا القرار اتخذته ليحقق حامي الدستور وحافظ النسيج العراقي الجميل رغبة بابليون بإصدار مرسوم تعیین ريان سالم دودا (بابليون) متولياً لأوقاف الكنيسة، وشقيقه أسوان نائباً له، وشقيقه رمد مسؤولا للمال، وشقيقه وسامة مسؤول الحماية إذا قبل لأنه تتضخم أمواله من أتاوات بلدات سهل نينوى وبيوت المسيحيين في تلكيف، والوزيرة المسيحية التي تحمل الصليب فوق ثوبها امينا عاما للبطريركية وصهره نوفي بهاء رئيس ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى، وتكتمل اللعبة القذرة".

وعبرّ عن أسفه "أننا في العراق نعيش وسط شبكة واسعة من المصالح الذاتية والفئوية الضيقة والنفاق أنتجت فوضى سياسية ووطنية وأخلاقية غير مسبوقة، والتي تتجذر أكثر أكثر".

واختتم قائلاً: "ليكن الله في عون المسيحيين والعراقيين الذين لا حول لهم ولا قوة"، داعياً "المسيحيين إلى البقاء على إيمانهم الذي هو لهم تعزية وقوة ونور وحياة، وعلى هويتهم الوطنية إلى أن تعبر العاصفة بعون الرب". 

وكانت رئاسة محكمة استئناف بغداد الكرخ الاتحادية، أصدرت أمراً يقضي باستقدام بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، وورد في الأمر الصادر من قاضي محكمة تحقيق الكرخ المختصة في قضايا النشر والإعلام إلى مركز شرطة المنصور في بغداد "تبليغ لويس روفائيل موشي لإجراء اللازم" على خلفية شكوى تقدم بها زعيم فصيل بابليون المنضوي في الحشد الشعبي ريان الكلداني. 

جاء هذا القرار بالتزامن مع مظاهرات واسعة في عنكاوا بأربيل والحمدانية في سهل نينوى ومناطق أخرى تنديداً بسحب المرسوم الجمهوري بشأن البطريرك مار لويس ساكو. 

وورد في العدد (4727) من جريدة الوقائع العراقية الصادر في 3 تموز 2023، المرسوم الجمهوري رقم (31) القاضي بسحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013 الخاص بتعيين البطريرك لويس ساكو، بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، ومتولياً على أوقافها.

وحينها، قال رئيس الجمهورية، عبداللطيف جمال رشيد، مبرراً القرار، إن "سحب المرسوم الجمهوري ليس من شأنه المساس بالوضع الديني أو القانوني للكاردينال لويس ساكو كونه معيناً من قبل الكرسي البابوي بطريرك للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، لكن سحب المرسوم جاء لتصحيح وضع دستوري إذ صدر المرسوم رقم (147 ) لسنة 2013 دون سند دستوري او قانوني فضلاً عن مطالبة رؤساء كنائس وطوائف أخرى بإصدار مراسيم جمهورية مماثلة ودون سند دستوري، ونؤكد أن البطريرك لويس ساكو يحظى باحترام وتقدير رئاسة الجمهورية باعتباره بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم".

لكن البطريركية الكلدانية في العراق، أعلنت رفضها قرار سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق، لويس ساكو روفائيل، مبدية استغرابها هذا القرار الذي اعتبرته غير مسبوق في تاريخ البلاد.

وذكر بيان البطريركية أنّ "المسيحيين بجميع طوائفهم اطّلعوا باستغراب على هذا القرار غير المسبوق في تاريخ العراق، وعدوه قراراً سياسياً كيدياً ليس ضد شخص البطريرك ساكو المعروف داخلياً وخارجياً بمواقفه الوطنية ونزاهته، وإنما ضد المقام البطريركي العريق في العراق والعالم".

وطالبت البطريركية الكلدانية، وهي الكنيسة الأكبر في العراق، بـ"إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي قبل أن تتأزم وتفرز تداعيات لا تُحمد عقباها"، مشيرةً إلى أن "المسيحيين كانوا ولا يزالون عراقيين مخلصين لوطنهم ويحملون العراق في قلوبهم".

وفي بيانها، أشارت البطريركية الكلدانية إلى أن "هذا القرار غير مسبوق في تاريخ العراق، ومنذ الخلافة العباسية كان البطريرك يُمنح براءةً رسمية، واستمر الأمر في العهد العثماني إذ كان (البطريرك) يُمنح فرماناً ولنا نسخة منه تسمى (الطغراء) وهكذا في الزمن الملكي والجمهوري".

ولفت إلى أن "هذه المراسيم معمول بها في الدول العربية التي فيها طوائف مسيحية مثل الأردن ومصر وسورية ولبنان. ولا نعرف ما الأسباب وراء هذا القرار الذي نعتبره قراراً سياسياً كيدياً، وهو ضد المقام البطريركي العريق في العراق والعالم".

وتابع البيان: "نأمل ألا تُسحب مراسيم جمهورية من أكثر من 20 رئيساً وأسقفاً في الكنائس الشقيقة"، فيما طالب "رئيس الجمهورية بأن يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي قبل أن تتأزم وتَفرز تداعيات لا تُحمد عقباها".

وعزت بعض الجهات المسيحية قرار سحب مرسوم تنصيب ساكو إلى ضغوط على رئاسة الجمهورية من أطراف أخرى، أبرزها زعيم فصيل بابليون المسيحي المسلح الذي ينشط في سهل نينوى، ريان الكلداني، وهو أحد الفصائل المنضوية ضمن الحشد الشعبي، مشيرةً إلى أن "القرار يحمل غايات سياسية".

وانتقد البطريرك ساكو، في وقت سابق، الكلداني، معتبراً أنه "لا يمثل المكون المسيحي"، واتهمه بالتورط في سرقة أملاك المسيحيين. وقال في مؤتمر صحافي: "لا أسمح لنفسي بمناظرة شخصية مثل ريان الكلداني، الذي سرق أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى وسهل نينوى ويحاول شراء رجال الدين المسيحيين بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزيرة"، في إشارة إلى وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو التابعة لحركة "بابليون".
 

كوردستان

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات