أربيل 10°C الأحد 22 كانون الأول 21:02

هدم مئذنة مسجد السراجي التاريخية في البصرة يثير غضباً شعبياً

بني قبل نحو 300 عام في مدينة البصرة
کوردستان TV
100%

كوردستان تي في .. 

أثار هدم مئذنة جامع بني قبل نحو 300 عام في مدينة البصرة جنوب العراق، لتوسعة أحد الطرق، غضب العراقيين والسلطات الدينية والثقافية الذين نددوا بالخطوة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن إدارة محافظة البصرة أقدمت يوم الجمعة الفائت، على هدم مئذنة المسجد بخلاف الاتفاق الذي توصلت إليه مع الوقف السني ووزارة الثقافة، وهو ما تسبب بموجة غضب عارمة.

ويعد جامع السراجي من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية وبني في عام 1140هـ /1727م.

وتبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر ولقد كان بناؤه من مادة اللبن والطين، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب.

وتعلو الجامع منارة أثرية فخمة البناء لها حوض واحد مبنية بالآجر القديم، ونقشت بعض أجزائها العلوية بالكاشي الملون الكربلائي، وفيه مصلى واسع يبلغ عرضه 18 مترا وبطول 11 مترا، وللحرم محراب مبني من الطابوق والأسمنت، وعن يمينه يوجد منبر محاط بسياج من خشب الصاج، وتحيط بالمصلى النوافذ من كل جانب.

ويعد الجامع من أوسع مساجد البصرة مساحة قديما، حيث كان يسمى بالمسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضا كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم، ثم توسعت، وتمييزا له عن جامع مناوي لجم الصغير.

وجرى تجديد بناء جامع السراجي في ثمانينات القرن الماضي وتعلو الجامع مئذنة يعود تاريخها إلى نحو 3 قرون، وهي بذلك دخلت في صلب المباني الأثرية التي لا يجوز المساس بها طبقا لقوانين "اليونيسكو" في الحفاظ على التراث العالمي لأي أثر يتعدى المائة سنة، فضلا على رمزيتها لدى أهالي البصرة.

فيما توعدت وزارة الثقافة العراقية باتخاذ اجراءات قانونية عقب القيام بهدم منارة جامع السراجي في منطقة أبي الخصيب بمحافظة البصرة جنوبي البلاد. 

وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، في بيان اطلعت عليه زاكروس عربية: "أننا نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمة تراثية أو أثرية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ أنها لا تُعد ملكا لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما ملك التأريخ الحضاري والتراثي للعراق".

وأضاف البدراني: "نؤكد أننا سنتخذ الإجراءات القانونية لحماية الأرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي". 

وطالب وزير الثقافة الوقفين السني والشيعي بالتدخل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيها في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التأريخية.

بدورها، أكدت إدارة مفتشية وآثار البصرة أنها ستتحرك قضائيا ضد الملف.

وقال مدير المفتشية مصطفى الحصيني في تصريح صحفي إن " الاتفاق مع السلطات المحلية كان يقضي بتفكيك المئذنة ونقلها إلى مكان آمن".

وتابع بالقول: "فوجئنا بخروج جرافات الحكومة المحلية في المحافظة وقيامها بهدم الجامع والمئذنة بالكامل"، مبينا أن هذه التصرفات لا تعد من سمات الأمم المتحضرة النابضة بالحياة والتطور والتجديد.

من جهتها، أعلنت لجنة الأوقاف والعشائر في البرلمان العراقي رفضها وبشدة المساس بأي أبنية تراثية وآثارية لأنها تمثل وجه العراق وتاريخه الحضاري.

وقالت اللجنة في بيان إن ما حدث هو تصرف فردي وغير مسؤول، ونوهت اللجنة بأمر غاية في الأهمية هو أن منارة الجامع تقع ضمن رقعة جغرافية داخلة ضمن إعمار وإعادة تأهيل المنطقة"، مضيفة أنه وبعد تواصل اللجنة مع الجهات ذات العلاقة تبين أن الاتفاق الذي أبرم بين ديوان الوقف ألسني والجهات الحكومية في المحافظة هو تقطيع منارة الجامع وتفكيكها ونقلها بشكل آمن".

ومن جهتها، رفضت لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام النيابية العمل الذي قامت به حكومة البصرة المحلية بالتجاوز على جامع السراجي بإزالة مئذنته بحجة توسعة الطريق، وتطالب بمحاسبتها وفق القانون.

وكانت السلطات المحلية في محافظة البصرة جنوبي العراق، قد أقدمت على هدم جامع السراجي التابع للوقف السني، متعدة ببناء جامع آخر بدلا عنه.

وتم هدم الجامع المذكور باشراف المحافظ أسعد العيداني، الذي ذكر في مقطع فيديو يوثق هدم الجامع أن "البعض قد يقول إن هذا الجامع تاريخي، لكن وبعد عملية الإزالة بالتنسيق مع الوقف السني، فإن هذا الجامع كان في منتصف الشارع". 

وأوضح العيداني أنه "وبعد إزالة الأنقاض ستتم تسوية الأرض، ويتم بناء مسجد جديد من قبل المحافظة، وبالنتيجة سيقوم الشارع بخدمة كل الناس".

وأوضح أن عملية الإزالة تمت بموافقة من الوقف السني.

 

 

الأخبار الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات