أربيل 9°C الإثنين 23 كانون الأول 21:00

المسيحيون في العراق يدينون حرق القرآن الكريم: سلوان موميكا لا يمثل سوى نفسه

کوردستان TV
100%

كوردستان تي في 

أكد كل من مجلس مطارنة نينوى ومجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، في بيانات منفصلة إدانتهم الشديدة لقيام لاجئ عراقي بحرق نسخة من القرآن الكريم في السويد، مشيرين إلى أنه ما فعله لا يمثل المسيحيين.

وقال مجلس مطارنة نينوى في بيان: "نحن مجلس مطارنة سهل نينوى نشجب ونستنكر العمل المشين الذي قام به المدعو سلوان موميكا بحرق القرآن الكريم في السويد، ونؤكد أن هذا الشخص لا يمثل سوى نفسه ولا يمثل من المسيحية شيئاً كونه قد سبق وتطاول أيضاً على الكنائس ورجال الدين المسيحيين، كما ونرفض الإساءة إلى الرموز الدينية، وما قام به المدعو سلوان لا يختلف بشيء عمل قام به داعش من حرق وتدمير للكنائس والجوامع".

وأضاف: "إننا نؤكد التزامنا الوطني ومحبتنا لأخوتنا المسلمين شركاءنا في الوطن واتحادنا بهم، طالبين من الرب القدير أن يحمي بلدنا ويبعد عنا كل مظاهر العنف والطائفية التي نهشت في جسد بلدنا العزيز لسنوات طويلة وكانت نتائجها كارثية راح ضحيتها آلاف الأبرياء، لذا نحتاج الحكمة في مثل هذه المواقف وأن لا نجعل من معتوه واحد يشعل نار الفتنة بين الأخوة والشركاء في الوطن والإنسانية". 

إلى ذلك، أكدت الأمانة العامة لمجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق أن المجلس "يستنكر إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد على يد شاب متطرف، أمام مسجد العاصمة ستوكهولم المركزي. ويعتبر هذا العمل شنيعاً دنيئاً لا تغطيه حرية التعبير، وهو مدان لأنه تعدٍ على حرية آخرين كثيرين وتحريض على الكراهية بين الأديان، ونَسفٌ للسلام بين الشعوب واستفزاز يؤجج مشاعر المسلمين عبر العالم".

ودعا "العقلاء وبُناة السلام في العالم أجمع إلى بث روح المحبة والألفة بين جميع الناس لينعم العالم بالسلام". 

وفي السياق، عبَّر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري عن استنكاره وإدانة وشجب "بأشد العبارات العمل المشين الذي اقترفه نفر ضال. وأن مثل هذه الافعال تزرع الفتن وتؤثر على التعايش السلمي بين الأديان".

ومضى بالقول إن "التطاول على المقدسات الدينية وبالتحديد (القران الكريم) باسم حرية التعبير لا تمت بصلة إلى أبناء شعبنا المسيحي وإنما هي إساءة لأخوتنا في المجتمع. لذا نطالب المجتمع الدولي بالوقوف ضد هذه الأفعال المشينة". 

بدوره، لفت مكتب بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة إلى أنه يتابع "بأسف شديد" مجريات حرق نسخة من القرآن الكريم، "بعد أن أقدم أحد الأشخاص على حرق القرآن الكريم بعد أن سولت له نفسه أن يقدم على هذا العمل غير المسؤول متجاوزاً بذلك كل القيم الدينية القائمة على احترام الآخر وحريته الدينية".

وأضاف: "إننا كبطريركية الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم نستنكر بشدة هكذا أعمال تزيد من روح الكراهية والتطرف وتتناقض مع إيماننا المسيحي الذي يدعو للسلام والمحبة والتعايش السلمي بين كافة أبناء البشرية".

واختتم قائلاً: "إننا إذ نتضامن مع الأخوة المسلمين في العالم وفي العراق خاصة وهم يستقبلون عيد الأضحى المبارك، نؤكد موقفنا الرافض لأي تجاوز على المقدسات الدينية، داعين الله أن يمن على شعبنا بالسلام والطمأنينة ونبذ العنصرية ولغة التطرف". 
 
وفي وقت سابق، أكد قداسة البطريرك مار آوا الثالث، بطريرك كنيسة المشرق الآشوريّة في العراق والعالم، أن قيام أحد الملحدين، من أصول عراقية، بحرق القرآن الكريم في السويد عمل فردي غير مسؤول "يهدف إلى بث ونشر خطاب الكراهية"، و"لا يعكس موقف المسيحية ككل، ولا موقف أي كنيسة مسيحية"، وفيما دان "العمل المشين بأشد العبارات"، دعا "حكومات جميع الدول، ولا سيما الحكومة السويدية، إلى عدم السماح بهذه الأعمال التي ترتكب باسم "الحرية الشخصية".

وقال في بيان: "تداولت وسائل الإعلام قيام أحد الملحدين، من أصول عراقية، بحرق القرآن الكريم، وذلك يوم الأربعاء 28 حزيران 2023 في العاصمة السويدية ستوكهولم. إنه بالتأكيد عمل فردي لا يعكس موقف المسيحية ككل، ولا موقف أي كنيسة مسيحية".

وأضاف: "لذلك فإن بطريركية كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم تدين هذا العمل المشين بأشد العبارات، لأنه يدل على خطأ جسيم للمسؤولية الفردية لكل إنسان في احترام كرامة الآخرين ومعتقداتهم وإيمانهم".

وتابع أن "ارتكاب أفعال إهانة، بأي شكل من الأشكال، ضد عقيدة الأديان الأخرى هو عمل غير مسؤول يهدف إلى بث ونشر خطاب الكراهية، في وقت نحن مدعوون جميعاً لكي نكون بناة جسور، وأن نوطد أواصر المحبة والتسامح والاحترام، لأن هذا هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه عالم متحضر، حيث معيار الأدب فيه هو احترام بعضنا البعض، بغض النظر عن إيماننا". 

ومضى بالقول إن "كنيسة المشرق الآشورية، التي تأسست على تعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس، ترفض اليوم، كما رفضت دائماً، الأفعال وردود الأفعال التي تهدف إلى الإساءة إلى ما هو مقدس ودور العبادة ومؤمني الديانات الأخرى، بأي شكل من الأشكال وفي أي وقت ومن قبل أي جهة أو أفراد. إننا ندعو جميع القادة الروحيين والدينيين، من جميع الأديان، إلى تحذير أتباعهم من الانخراط في أي أعمال من هذا القبيل تنطوي على التعصب الديني وعدم التسامح". 

ودعا "حكومات جميع الدول، ولا سيما الحكومة السويدية، إلى عدم السماح بهذه الأعمال التي ترتكب باسم (الحرية الشخصية). لكل نوع من الحرية حدود، وأهمها احترام كرامة الآخرين ومقدساتهم. هذا ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس: (كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض) أفسس 4: 32". 

وأقدم اللاجئ العراقي سلوان موميكا (37 عاماً) يوم الأربعاء الماضي على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام أكبر مساجد العاصمة السويدية ستوكهولم في مظاهرة مرخصة من قبل الشرطة، ما أثار غضب المسلمين والعراقيين على وجه الخصوص.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية مساء الخميس أنها استدعت سفيرة السويد في بغداد جيسيكا سفاردستروم "لإبلاغها احتجاج العراق الشديد" على الإذن الذي أعطته بلادها "لمتطرفين" بحرق نسخة من المصحف، و"تطالب الحكومة السويديَّة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف الإساءة المتكررة للقرآن الكريم، على أن المسوغات القانونية وحرية التعبير لاتبرر السماح بالإساءة للمقدسات الدينيَّة"، وأضافت أن "الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم، هو عراقيّ الجنسية، لذا نطالب السلطات السويدية بتسليمه للحكومة العراقيَّة لمحاكمته وفق القانون العراقيّ".

والجمعة، تلقت الوزارة رسالة من نظيرتها السويدية تعبر عن أسفها بشأن توجيه الإهانة للقرآن الكريم، وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان إن"وزارة الخارجية تلقت عبر سفارتها في ستوكهولم، نسخة من رسالة وزارة الخارجية السويدية عبر وكيلها جان كنوتسن، والموجهة إلى رؤساء بعثات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بشأن توجيه الإهانة للقرآن الكريم في ستوكهولم، إذ عبّر فيها عن عميق أسفه لما حدث يوم الأربعاء، في أول أيام عيد الأضحى أمام مسجد ستوكهولم". 

وأشار الصحاف الى أن "الرسالة أكدت أن الحكومة السويدية ترفض بشدة مثل هذه الأعمال المعادية للإسلام، وإنها لا تدعم أو تتغاضى بأي حال عن الآراء المعادية للإسلام التي عبر عنها الشخص المعني خلال هذه الواقعة"، مضيفاً أن "حكومة السويد تتفهم تماماً أن المسلمين في السويد وفي الدول الأخرى قد شعروا بالإهانة لما حدث".

ولفت إلى أن "الشرطة بصدد إجراء تحقيق بشأن الانتهاكات المشتبه بها وفق قانون جرائم الكراهية السويدي"، مُبيناً أنه "يوجد في السويد حق دستوري في حرية التجمع والتعبير والتظاهر، وأن الشرطة تتخذ قرارات السماح بالمظاهرات بشكل مستقل".

وشدد على موقف الوزارة بـ"أهميَّة استجابة الجانب السويديّ لمطلب الحكومة العراقية بتسليم مرتكِب هذا الفعل الشنيع ليلقى جزاءه وفق القانون العراقي".

يأتي هذا في الوقت الذي تظاهر فيه عشرات الآلاف من أنصار التيار الصدري في بغداد والمحافظات الخميس والجمعة، بدعوة من زعيم التيار مقتدى الصدر، بعد اقتحام مقر السفارة السويدية في العاصمة العراقية مساء الخميس احتجاجاً على إحراق نسخة من المصحف، حيث بقى المتظاهرون في المقر لنحو ربع ساعة، ثم خرجوا لدى وصول قوات الأمن.

ت: شونم خوشناو 


 

الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات