أربيل 31°C الخميس 19 أيلول 19:08

تقرير: العراق يتمتع باستراحة نادرة من الاضطرابات لكن المخاطر ما زالت قائمة

متفائلون فيما يتعلق بالتوقعات على المدى القصير
کوردستان TV
100%

كوردستان تي في - أربيل

يبدو العراق الآن أكثر استقرارا من أي وقت مضى منذ العام 2003 وهو ما تحقق بفضل أسعار النفط المرتفعة وفترة من الهدوء السياسي على الصعيدين المحلي والإقليمي، لكن محاولة الحكومة ترسيخ تلك المكاسب، بتحقيق فائض في الميزانية، لا تقوم فيما يبدو على أساس صلب.

ونقلت رويترز عن دبلوماسي غربي، قوله: "نحن متفائلون فيما يتعلق بالتوقعات على المدى القصير لكن هناك تحديات كبيرة على المدى المتوسط ​​إلى الطويل".

واجتاز السوداني، الذي وصل إلى السلطة بمساندة من جماعات شيعية مدعومة من إيران، أول اختبار كبير هذا الأسبوع بإقرار البرلمان للميزانية، كما تمكن من تحقيق توازن دبلوماسي صعب في إدارة العلاقات بين دولتين حليفتين لبلاده تناصبان بعضهما البعض العداء وهما إيران والولايات المتحدة.

ونال السوداني إشادة من واشنطن بسبب تنفيذ مطالبها بوقف تهريب الدولارات إلى إيران في انتهاك للعقوبات الأميركية، لكنه أبقى أيضا حلفاء طهران في العراق سعداء بفورة توظيف في دوائر الدولة وبخطط لمشاريع كبرى لإتاحة فرص عمل جديدة لأفراد جماعات مسلحة، كثير منهم من جماعات مدعومة من إيران، بعدما تحقق الانتصار على تنظيم داعش.

وقال نائب شيعي يدعم السوداني إن رئيس الوزراء يعمل "كدبلوماسي ناجح يستطيع الحفاظ على علاقات جيدة مع الغرب والولايات المتحدة وفي نفس الوقت يحرص على إرسال رسائل إيجابية إلى طهران".

وقال النائب، الذي طلب عدم نشر اسمه حتى يتمكن من التحدث بحرية عن رئيس الوزراء، إن مؤيدي السوداني المتحالفين مع إيران رأوا فيه رجلا يتصرف كمدير لعملية تحسين الخدمات الأساسية، ويحمي مصالحهم في ذات الوقت.

قال مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين إن السوداني خدم كل العراقيين وليس فقط من تدعمهم إيران.

وبين علاء الدين "مر وقت طويل لم نتمتع فيه بمثل هذا الاستقرار السياسي حيث يتم التعامل مع الأزمات التي نواجهها (الآن) في غرف الاجتماعات وتحت سقف البرلمان وليس خارجه".

يشكل هذا تحولا جذريا عن العام الماضي، عندما أدى التنافس بين الجماعات الشيعية إلى عرقلة تشكيل حكومة، مما تسبب في اندلاع أعمال عنف وأذكى مخاوف من نشوب حرب أهلية في بلد يعانى من الصراع والفوضى منذ الغزو عام 2003.

وتنعكس صورة لهذا الهدوء في مناطق أخرى بالشرق الأوسط حيث أعادت إيران والسعودية العلاقات، مما خفف من حدة المنافسة التي كانت تظهر شواهدها في أنحاء المنطقة.

ومع ذلك، يقول محللون إن العديد من مشكلات العراق لا تزال دون حل، وتتراوح من الاعتماد الكبير على عائدات النفط وسوق الطاقة العالمية المتقلبة إلى الفساد والطائفية.

وقال ريناد منصور مدير مبادرة العراق في مركز أبحاث تشاتام هاوس بلندن "منظومة الفساد والمحسوبية السياسية راسخة الأقدام ظلت تخنق أي محاولات للإصلاح على مدى العشرين عاما الماضية"، مضيفا أن فورة التوظيف الحكومية ليست "إصلاحا مستداما".

ومضى قائلا إنه يمكن بسهولة زعزعة استقرار العراق بسبب مشكلات خارج حدوده، واصفا البلاد بأنها "ساحة (تتفاعل فيها) المشكلات الإقليمية والعالمية". ومع ذلك، أوضح أن الانفراجة بين السعودية وإيران "من المحتمل أن تمنح العراق بعض المساحة للتنفس".

ولتعزيز الاقتصاد، سعى السوداني إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك إحياء صفقة بقيمة 27 مليار دولار مع شركة توتال إنرجيز الفرنسية وقطر إنرجي لتطوير إنتاج النفط والغاز.

وفي تلك الأثناء، شملت مبادراته الدبلوماسية زيارات إلى ألمانيا وفرنسا والسعودية. لكنه حصل على وجه الخصوص على دعم من الولايات المتحدة، التي لديها 2500 جندي في العراق لتقديم المشورة والمساعدة في محاربة فلول تنظيم داعش.

وقالت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى إن أجندة الحكومة للإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد هي الوصفة الدقيقة للعلاج أو "بالضبط ما أمر به الطبيب".

وقالت في بغداد في أيار "سندعم عمل هذه الحكومة في تلك الخطوات"، ووصفت العراق بأنه مكان للتعاون وليس "ساحة للمعارك".

 

الأخبار الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات