أربيل 15°C الأحد 19 أيار 06:22

إدانات بعد مقتل والي غرب دارفور مع دخول النزاع في السودان شهره الثالث

کوردستان TV
100%

ا ف ب

دانت أطراف عدة الخميس مقتل والي غرب دارفور بعد توقيفه من قبل قوات الدعم السريع، مع دخول النزاع في السودان شهره الثالث وسط دعوات لتدخل في الإقليم الذي حذّرت الأمم المتحدة من وقوع "جرائم ضد الإنسانية" فيه.

وقال الجيش إن قوات الدعم خطفت خميس أبكر وقتلته ليل الأربعاء الخميس بعد ساعات من اتهامه لها بـ"تدمير" مدينة الجنينة. من جهتها حمّلت قوات الدعم المسؤولية عن قتله الى "متفلِّتين".

ويشكّل قتل أبكر تصعيداً في النزاع الذي اندلع في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ويتزامن مع تحذيرات متزايدة بتدهور الأوضاع في إقليم دارفور الذي عانى على مدى عقدين من نزاع دامٍ، خصوصا في الجنينة، مركز غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم الواقع بغرب السودان عند الحدود مع تشاد.

ودان البرهان "الهجوم الغادر"، معتبرا في بيان أن ما تنفّذه قوات الدعم "من قتل وسلب ونهب وترويع المواطنين واستهداف المنشآت الخدمية والتنموية بمدينة الجنينة، يعكس مدى الفظائع التي تقوم بها القوات المتمردة ضد الأبرياء العزل".

ودانت قوات الدعم مقتل أبكر، مؤكدة أنه جرى "على أيدي متفلتين... وذلك على خلفية الصراع القبلي المحتدم بالولاية".

وقالت إن مجموعة من "أحد المكونات القبلية" دهمت مقر أبكر، ما دفع الأخير الى طلب "الحماية من قوات الدعم السريع" التي قامت "بتخليصه... وإحضاره لمقر حكومي". الا أن "المتفلتين داهموا المكان بأعداد كبيرة" واشتبكوا مع عناصر قوات الدعم "مما أدى لخروج الأوضاع عن السيطرة".

ودعت الى "تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتقصي حول الأحداث التي وقعت بالولاية وأدت لمقتل الوالي ومئات المواطنين".

الا أن الأمم المتحدة حمّلت قوات الدعم مسؤولية "العمل الشنيع".

وأضافت بعثة المنظمة في بيان "تنسب إفادات شهود عيان مقنعة هذا الفعل إلى الميليشيات العربية وقوات الدعم السريع"، داعية الى "تقديم الجناة بسرعة إلى العدالة وإلى عدم توسيع دائرة العنف في المنطقة بشكل أكبر".

في نيويورك، اعتبر مسؤول الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الخميس أن اقليم دارفور الذي يعيش سكانه "كابوسا" بسبب الحرب في السودان التي دخلت شهرها الثالث، يتجه نحو "كارثة إنسانية" جديدة على العالم منعها.

وقال غريفيث في بيان إن إقليم "دارفور يتجه سريعا نحو كارثة إنسانية. لا يمكن للعالم أن يسمح بحصول ذلك. ليس مرة جديدة". 

- "وحشية وقساوة" -
ويضمّ إقليم دارفور نحو ربع سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبا. في العقدين الماضيين، تسبب النزاع فيه بمقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة.

وخلال النزاع، لجأ الرئيس السابق عمر البشير الى ميليشيا "الجنجويد" لدعم قواته في مواجهة أقليات عرقية. ونشأت قوات الدعم السريع رسميا عام 2013 من رحم هذه الميليشيات.

وكان أبكر زعيم إحدى حركات التمرّد الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة عام 2020 سعيا لإنهاء النزاع.

وشجبت هيئة محامي دارفور قتل أبكر "بهذه الدرجة الممعنة في الوحشية والقساوة"، مطالبة بتدخّل أممي "لإيقاف المجازر البشرية والإبادة الجماعية المرتكبة بواسطة الميليشيات العابرة المسنودة بقوات الدعم السريع".

واعتبرت الباحثة السودانية خلود خير أن "هذا الاغتيال المروّع يتطلب إدانة واسعة وتبعات على قوات الدعم السريع، إضافة الى تحرك لحماية سكان دارفور وغيره"، سائلة "ما هي عمليا الخطوط الحمر؟ عدم التحرك الدولي يقتل".

وسبق مقتل أبكر تحذير رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس الثلاثاء من أن العنف في دارفور، وخصوصا في الجنينة، قد يرقى الى "جرائم ضد الإنسانية".

وفي بيانها الخميس، دعت البعثة الى "الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية من أجل تهدئة الوضع، والتصدي للعنف العرقي المتزايد، والسماح بالحصول على المعونة الإنسانية، ومنع المزيد من التدهور الذي قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق".

- رفض سوداني للدور الكيني -
وحوّل النزاع الذي تستخدم فيه كلّ أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية، العديد من أجزاء السودان إلى مناطق "منكوبة"، ولم يترك لسكانه أي أفق بشأن متى يمكن أن تضع الحرب أوزارها.

وقال محمد الحسن عثمان الذي ترك منزله في جنوب العاصمة، لوكالة فرانس برس، الخميس، "لم نكن (نعتقد) في أسوأ توقعاتنا أن الحرب ستطول لهذا الأمد".

وأضاف "كل تفاصيل حياتنا تغيرت. أصبحنا لا ندري هل سنعود الى منازلنا أم علينا أن نبدأ حياة جديدة".

ووفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، أودى النزاع بأكثر من ألفي قتيل. إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من مليوني شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم الى دول الجوار.

داخليا، لجأ الآلاف الى مدينة مدني على مسافة نحو 200 كلم جنوب الخرطوم، والتي بقيت في منأى عن أعمال العنف.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" الخميس إن فرقها في مدني شهدت "زيادة مقلقة في عدد الوافدين من الخرطوم".

وأفاد قاطنون في العاصمة فرانس برس الخميس أن السلطات "منعت السيارات القادمة من الولايات من التوجه إلى الخرطوم بدون إبداء الأسباب".

الى ذلك، مددت سلطة الطيران المدني إغلاق المجال الجوي حتى 30 حزيران/يونيو، على أن تستثنى من ذلك "رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من الجهات المختصة".

ويحتاج 25 مليون شخص إلى المساعدة والحماية، وفقا للأمم المتحدة، ولكن حتى أواخر أيار/مايو، تم تمويل 13 في المئة فقط من حاجات المنظمة.

وتستضيف جنيف في 19 حزيران/يونيو، مؤتمرا ترأسه السعودية بالاشتراك مع عدد من الدول والهيئات الدولية، لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان.

وفشلت جهود تقودها السعودية والولايات المتحدة شملت مباحثات في مدينة جدة، في التوصل الى أي حلّ. وأبرم الطرفان في جدة أكثر من اتفاق لوقف النار، بقيت غالبيتها بدون تطبيق على الأرض.

من جهتها، تقود الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة. وأعلنت هذا الأسبوع رفع عدد الدول المكلّفة بها بضمّ إثيوبيا الى لجنة كانت تقتصر على كينيا والصومال وجنوب السودان، على أن تكون كينيا رئيسة لها بدل جنوب السودان.

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية الخميس "رفضها لرئاسة كينيا للجنة الإيغاد الخاصة بمعالجة الأزمة".

وشددت على أن كينيا "ليست مؤهلة لرئاسة اللجنة"، مؤكدة أن هذا الأمر "لم يطرح للنقاش" خلال القمة التي استضافتها جيبوتي هذا الأسبوع.

وكان الرئيس الكيني وليام روتو كشف أن الأطراف الإفريقية ستسعى الى عقد لقاء بين البرهان وحميدتي، وهو ما قابله مسؤول حكومي سوداني بالتأكيد أن قائد الجيش لن يجلس مع خصمه.
 

العالم

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات