أربيل 11°C الجمعة 22 تشرين الثاني 22:47

نيجيرفان بارزاني من بغداد: مسائل فنية وليست سياسية وراء تأخر استئناف تصدير نفط كوردستان 

کوردستان TV
100%

كوردستان تي في 

أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اليوم الخميس (4 أيار 2023)، أن "ما يؤخر تنفيذ اتفاقية استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان هو عوائق فنية وليس وجود إرادة سياسية أو قرار سياسي وآمل حلها بجهود وإدارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأقرب وقت"، مبيناً: "هناك قانونان مهمان لاستقرار العراق السياسي وهما قانون الموازنة المطروح في البرلمان والثاني هو توزيع الإيرادات ولا بد من التركيز عليهما لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي". 

وفي جلسة بعنوان "إقليم كوردستان جهة فاعلة على الساحة الوطنية والدولية" ضمن منتدى "العراق من أجل الاستقرار والازدهار" الذي عقد في بغداد اليوم بحضور رئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني، تطرق إلى العديد من المواضيع ومنها العلاقات مع بغداد واتفاقية استئناف تصدير نفط الإقليم والسياسة الخارجية والخلافات الداخلية بين الأحزاب الكوردستانية.

وفي مستهل الجلسة، ردَّ على سؤال بشأن زيارته إلى بغداد ومدى رغبته بتسلم منصب رئيس الجمهورية، بالقول: "نزور بغداد لأنها عاصمة العراق أي عاصمتنا، وبحسب قانون رئاسة الإقليم من واجبي أن أحاول دائماً تحسين العلاقات بين أربيل وبغداد وتعزيزها، سبق زرت بغداد وهذا أمر طبيعي، فنحن نعيش في إطار الدولة العراقية، ونأتي إلى بغداد باستمرار، وككل عراقي من الشرف أن أتسلم منصب رئيس الجمهورية لكن هذا ليس ضمن برنامجي الشخصي حالياً، فقد أجريت الانتخابات ونحن لدينا رئيس جمهورية ونتمنى له التوفيق". 

وحول حركة الإعمار في إقليم كوردستان ومقارنتها مع مناطق العراق الأخرى، أوضح: "أننا بدأنا مبكراً فمنذ 1991 وبعد انسحاب إدارة النظام السابق، أسسنا لبيئة جديدة رغم بعض التقصير والمعاناة والمشاكل الموجودة في البنية التحتية والكهربائية بحسب معايير التطور العالمية، وفي إقليم كوردستان والعراق لا يزال أمامنا الكثير، بعد 2003 كان لإقليم كوردستان مشاكل أمنية أقل مقارنة مع العراق، ولكن الآن نرى التوجه نحو الإعمار والتطور في العراق، وبالنسبة لدينا لا فرق بين محافظات العراق وإقليم كوردستان، بل نحن نسعد بأي مشروع متطور في أي محافظة عراقية وفي المقابل نأسف لوجود أي مشكلة".

ومضى بالقول: "لا ننكر وجود مشاكل سياسية في إقليم كوردستان بين الأحزاب، لكننا نسعى لمعالجتها تحت مظلة رئاسة الإقليم، وأنا كرئيس الإقليم لدي نائب من الاتحاد الوطني وآخر من حركة التغيير"، مبيناً أن "بغداد تتعامل مع حكومة الإقليم والتي تتألف من عدة أحزاب ومنها الديمقراطي والاتحاد الوطني وحركة التغيير، فهي ليست حكراً على جهة معينة، ووجود اتفاق بين الأطراف السياسية العراقية يُسهل عملنا في رئاسة الإقليم وكذلك في رئاسة الوزراء العراقية".

وسبق أن حدد رئيس الإقليم الـ18 من تشرين الثاني المقبل موعداً لإجراء انتخابات الدورة السادسة من برلمان كوردستان، وقال نيجيرفان بارزاني: "واجبنا الدستوري تحديد يوم الانتخابات وطلبت من جميع الأطراف السياسية الالتزام بهذا الموعد، لأن الانتخابات عملية ديمقراطية لا بد من إجرائها ولا يمكن تأخيرها أكثر باعتبارها حقاً دستورياً للمواطنين".

وفيما يتعلق بتقييم عمل حكومة السوداني، قال رئيس إقليم كوردستان إن "ستة أشهر قليلة لتقييم أداء أي حكومة أو رئيس وزراء؛ ومع ذلك لو نظرنا إلى الفترة التي تسلم فيها السوداني نرى وجود أجواء أفضل بكثير من العلاقات بين أربيل وبغداد والعراقيين عموماً والاختلاف الذي نراه الآن خلال زياراتنا لبغداد هو أن السوداني يتحدث بلغة الأرقام ويركز على توفير الخدمات وإنشاء المشاريع الكبيرة وجذب الاستثمارات الأجنبية وهذا يمثل فرقاً كبيراً، فهو يسعى لنقل العراق إلى مرحلة جديدة".

وتابع: "للمرة الأولى تجتمع كل المكونات تحت مظلة إدارة الدولة، نحن لدينا ورقة موقعة من قبل كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة وهي تمثل خارطة طريق وتحدد الأولويات ليس فقط لإقليم كوردستان بل لكل العراق، والسوداني يفعل كل ما بوسعه لتنفيذ هذه الورقة وهذا يُسعدنا، ومن قبيل ذلك الاتفاقية مع توتال الفرنسية قبل أيام، وهذه هي اللغة الجديدة التي نسمعها لأول مرة منذ سنوات طويلة، الشعب العراقي من زاخو إلى الفاو يستحق حياة أفضل، لغة الأرقام والخدمات والتطوير والاستثمارات هذه اللغة كانت غائبة منذ 2003، وفي هذا إطار هذه السياسة، نحن ندعم عمل الحكومة برئاسة أخينا العزيز محمد شياع السوداني ونتمنى تنفيذ خارطة الطريق هذه كما هي".

وأضاف: "اعتقد أن الغائب في العراق دائماً كان الحوار والتفاهم، بعد 2003 كلنا أخطأنا سواء في بغداد أم أربيل لكن المهم هو أخذ الدرس، السؤال الجوهري: ما هو العراق الذي نريده؟ اعتماد منطق القوي والضعيف يجعل الجميع خاسراً وهو ما يثبته تاريخ العراق، بل يجب أن ترى جميع المكونات نفسها جزءاً من العملية السياسية، ونحن نتحمل مسؤولية ذلك وكذلك الشيعة والسنة والمكونات الأخرى".

وشدد على أنه "بعد كل هذه السنوات، الشعب ينتظر تحسن الأوضاع والعلاقات بين بغداد وأربيل، بغداد هي عمقنا الاستراتيجي وحل المشاكل يكون في بغداد لا في مكان آخر، وحان وقت التوصل لنموذج نعيش من خلاله في إطار العراق بمشاركة كل المكونات، منذ 2003 كنا في فترة انتقالية، لكن لا يمكن أن نطلب من المواطنين الصبر واعطاءنا المزيد من الوقت، لا بد من المضي نحو المستقبل،  لقد شاركنا في الحكومة، بأمل وتفاؤل كبيرين، ومنذ 2003 ساهمنا في بناء العراق الجديد، والوقت لم ينفد بعد، بل لا بد من الحوار لحل كل المشكلات، ورؤيتنا واضحة بأن بغداد هي عمقنا الاستراتيجي".

وبشأن الاتفاق النفطي مع بغداد، قال نيجيرفان بارزاني: "نشكر رئيس الوزراء السوداني على صبره وتحمله ومتابعته الدائمة لهذا الملف، كان هناك اتفاق جيد بين مسرور بارزاني والسوداني، باعتقادي أن ما يؤخر التنفيذ ليس وجود إرادة سياسية أو قرار سياسي بل هناك عوائق فنية وآمل حلها بجهود وإدارة السوداني"، مبيناً: "هناك قانونان مهمان لاستقرار العراق السياسي وهما قانون الموازنة المطروح في البرلمان والثاني هو توزيع الإيرادات ولا بد من التركيز عليهما لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي".

وتابع: "لدينا فريق واحد مع بغداد وهو على تواصل مع تركيا، هناك مسائل فنية منها إبلاغ تركيا وأمور مصرفية وغيرها، واعتقد أنها قابلة للحل وأننا سنتوصل لتفاهم".

كما تطرق للعلاقات مع تركيا بالقول: "هناك مسائل أمنية لا بد من أخذها بجدية من العراق، لا بد أن نتحدث عن أسباب القصف التركي، الأمر سيادي يتعلق بسيادة العراق، لكن مع ذلك يجب إزالة أسباب القصف المتعلقة بحق تركيا فلا يمكن أن تكون هناك جماعة مسلحة تنطلق من العراق لتنفيذ عمليات مسلحة داخل تركيا، ولا يمكن أن نتحول لمصدر تهديد لدول الجوار وهذا ينطبق على إيران أيضاً، أعلم أن السوداني يتعامل بجدية مع الأمر، فنحن نريد أن نكون عامل استقرار في المنطقة، ونريد أفضل العلاقات مع كل دول الجوار وهذا ينطبق على العراق وإقليم كوردستان باعتباره جزءاً من العراق". 

وبشأن العلاقات مع الولايات المتحدة، أوضح رئيس إقليم كوردستان أن "علاقاتنا في إقليم كوردستان مع أمريكا لا تتجزأ عن العلاقات العراقية مع أمريكا، واشنطن دعمت العراق والواقع أن النظام السابق ما كان ليسقط بدون الدعم الأمريكي، وبعد ذلك وخلال الحرب على داعش كانت الولايات المتحدة داعماً للعراق وإقليم كوردستان، هناك اتفاقية استراتيجية تحكم علاقاتنا مع أمريكا، هذه الاتفاقية مهمة جداً، ويمكن للعراق أن يستفيد منه كثيراً من الناحية الاقتصادية والثقافية وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، ونحن نشكر الولايات المتحدة على دعمها في مختلف المجالات سواء العسكرية أم السياسية"، مشيراً إلى أن "الدعم الأمريكي الذي تلقته كوردستان يأتي وفق الاتفاق العسكري مع العراق، وليس هناك شيء آخر مختلف، وهناك توجه في الإدارة الأمريكية عموماً سواء من الديمقراطيين والجمهوريين بدعم للعراق".

وعن أقرب السياسيين العراقيين إليه، قال نيجيرفان بارزاني: "شخصياً أنا قريب من أغلبية السياسيين العراقيين وأعرف بعضهم منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ونحن أصدقاء ونسعى لتقوية هذه الأواصر، فمثلاً أتحدث مع السوداني قبل أن أجري أي زيارة خارجية لكي أمثل العراق في الزيارات الخارجية، هناك لغة الحوار والتفاهم  مع كل السياسيين وأتمنى أن تستمر".

وتحدث نيجيرفان بارزاني عن لقائه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بالقول: "للأسف آخر مرة رأينا السيد في النجف وقد استقبلنا بلطف وترحيب كبير، بعد ذلك قرر الانسحاب من البرلمان، ولم تحصل فرصة لقائه لكننا نحترمه في أي موقع كان وكذلك عائلته، والتيار الصدري يتمتع بثقل كبير، ونأمل من السيد الصدر أن يدعم الحكومة ورئيس الوزراء لإنجاح مهامه، وخلال لقائنا وفد الصدريين دعوناه لدعم الحكومة".

ولفت إلى أنه "كما قلت سابقاً ليس هناك قرار سياسي لإعاقة تنفيذ الاتفاق النفطي، هناك مسائل فنية آمل معالجتها في غضون أقل من أسبوعين، فالعراق أيضاً متضرر من عدم تصدير 450 ألف برميل من النفط، ومعالجة هذه المسألة تصب في مصلحة كل العراق، منذ أكثر من شهر الإقليم لم يصدر النفط فكيف يستلم موظفو إقليم كوردستان الرواتب؟ هذا من واجب الحكومة الاتحادية كونهم مواطنون عراقيون وآمل بمعالجة الأمر بأقرب وقت".

وذكر أنه "إيران جار مهم للعراق عموماً ولكوردستان أيضاً، في الكثير من المحطات قامت إيران بمساعدة الإقليم دائماً عبر التاريخ ومنها الحرب على داعش وإيواء اللاجئين الكورد ونحن لا ننسى ذلك، والإقليم في إطار سياسة العراق يريد إقامة علاقات جيدة مع إيران، فحجم التبادل التجاري مع إيران يبلغ من 10-11 مليار دولار ونحو 70% منه يتم عبر إقليم كوردستان"، مبيناً: "نحن لا ندعم أي بلد ضد إيران أو أي دولة تريد استخدام كوردستان منطلقاً لمهاجمة إيران، وقد اجتمعت مع وفد إيراني في بغداد وطلبت منه تقديم الأدلة التي تثبت ادعاءات وجود علاقات مع إسرائيل، أمن إيران وتركيا مهم لنا، وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية خطواتنا تتوافق مع بغداد، هي لا تقيم علاقات مع إسرائيل وكذلك كوردستان".

نيجيرفان بارزاني اختتم مشاركته بالحديث عن مقاطعة الاتحاد الوطني لجلسات مجلس الوزراء بالقول: "بصراحة أرى أن خروج فريق الاتحاد الوطني من حكومة الإقليم لم يكن قراراً صائباً، فبعد المصالحة أخذنا الكثير من الخطوات المهمة إلى الأمام بقيادة الرئيس بارزاني ومام جلال، لذا فإن مقاطعة جلسات الحكومة ليست في مصلحة الاتحاد ولا الحكومة، كونه مشاركاً أساسياً في الحكومة بل يمكن الحديث عن معالجة المشكلات داخل مجلس الوزراء، مسرور بارزاني أيضاً طالب بعودة فرق الاتحاد، وأنا أطلب حل المشكلة بأقرب وقت وأتمنى أن يساعدنا السوداني لمعالجة هذه المشكلة التي لا تصب في مصلحة كوردستان ولا العراق". 

كوردستان

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات