أربيل 12°C الإثنين 25 تشرين الثاني 10:32

"أحياء أم أموات؟" .. معاناة أقارب إيزيديين خطفهم الإرهابيون

فاوض على عمليات الإفراج بأسعار متفاوتة ومرتفعة
کوردستان TV
100%

أ ف ب

دفع خالد تعلو حوالى مئة ألف دولار على أمل الإفراج عن نحو عشرة من أقاربه خطفهم تنظيم داعش، من دون أن تنتهي المعاناة... فخمسة من أفراد عائلته لا يزالون في عداد المفقودين، كما 2700 من الإيزيديين الآخرين.

في آب 2014، اجتاح تنظيم داعش جبل شنكال حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم خلال سيطرته على المنطقة بين العامين 2014 و2017. وقتل مقاتلو التنظيم آلافا من أفراد هذه الأقلية وسبوا نساءها وجنّدوا أطفالها.

وخطف التنظيم 19 فردا من أقارب خالد تعلو (49 عاما)، هم أخوه وأخته وأزواجهم وأطفالهم وأحفادهم.

ويقول الكاتب والإعلامي المقيم في ناحية شاريا بمحافظة دهوك في إقليم كوردستان لوكالة فرانس برس منذ هروبه من شنكال، "اقترضنا المال قدر استطاعتنا، من هنا ومن هناك، دين قرض زكاة من أجل إخراجهم".

في مقابل فدية، تمكّن خالد في غضون سبع سنوات من إطلاق سراح عشرة أشخاص، آخرهم حفيدة شقيقه، في شباط 2022 التي عثر عليها في مخيم الهول في سوريا.

ويوضح تعلو أنه فاوض على عمليات الإفراج بأسعار متفاوتة ومرتفعة "عبر شبكات من المهربين في داخل العراق ولهم شبكات في سوريا متخصصة في هذه القضية". في المجموع، يقول إنه دفع ما يقرب من 100 ألف دولار.

وقُتل اثنان من أقاربه بينما كانا في الخطف في قصف جوي في سوريا، فيما لا يزال خمسة آخرون في عداد المفقودين. ويقول تعلو "ما زلنا نبحث، نحن لم نفقد الأمل".

وبعد هجمات التنظيم عام 2014 واحتلاله مناطق شاسعة في سوريا والعراق بثلاث سنوات، أعلن العراق عام 2017 الانتصار على داعش الذي فقد آخر معاقله في سوريا في عام 2019. وحتى اليوم، يتمّ استخراج جثث من مقابر جماعية في شنكال.

ولا زال أكثر من 2700 شخص في عداد المفقودين، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM).

وتقول المنظمة "البعض ما زالوا محتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية. وآخرون مكان وجودهم غير معروف".

بين هؤلاء جاسم عنتر، زوج بهار إلياس، وابنها أحمد الذي كان لم يتمّ التاسعة عشرة عندما خطفت الأسرة في آب 2014 من شنكال، وفُصل الأب والابن عن المجموعة.

وبعد أن دفع أقاربها 22 ألف دولار كفدية للوسطاء، تمّ إطلاق سراح بهار إلياس مع أبنائها الثلاثة الصغار. وحتى اليوم، تترقّب بهار إلياس عودة زوجها وابنها المفقودين.

وتقول "منذ ثمان سنوات ونحن نقيم في مخيم وعيوننا تراقب الطريق علّهما يعودان".

وتضيف الأربعينية التي تقيم منذ عودتها من الأسر في مخيم شاريا للنازحين في محافظة دهوك بينما تحمل صور زوجها وابنها "نأمل من كل دول العالم أن تساعدنا في معرفة مصير أسرانا إن كانوا لا زالوا على قيد الحياة أو أمواتا كي نرتاح من هذا الألم".

وتتابع بصوت خافت حزين "أصبحنا كالمجانين، روينا قصصنا لمئة قناة تلفزيونية، لكن لم يتغير أي شيء بوضعنا، لانعرف ماذا نفعل وأين نذهب ولمن نلجأ".

ويقول مدير مكتب "إنقاذ المختطفين" الحكومي في أربيل حسين قائيدي لفرانس برس "بحسب الإحصاءات الرسمية المتوافرة لدينا، قام تنظيم داعش أثناء غزوه سنجار بخطف 6417 أيزيديا من كلا الجنسين. حتى الآن، تمّ تحرير 3562 منهم من مناطق مختلفة من العراق وسوريا وتركيا فيما لا يزال مصير 2855 منهم مجهولا".

ويضيف "لدينا فريق خاص بمتابعة وجمع المعلومات المتوفرة يعمل من أجل تأمين تحرير بقية المختطفين وحتى آخر مختطف والعودة إلى اهاليهم".

بيعت هيام وليلى لسوري وعراقي من التنظيم في مدينة الرقة السورية. بعد أربعة أشهر، تنازل السوري عن هيام لرجل داغستاني من التنظيم. وفي محاولتها الثانية، تمكنت من الهروب لتنهي عاما ونصف من الأسر. نجحت عبر مهربين أخيرًا في الوصول إلى إقليم كوردستان.

وتقول هيام من منزل متواضع في شاريا غير بعيد عن المخيم "لا شيء ينتظرنا في سنجار".

وتتابع "إذا عدت، فأصدقائي لن يكونوا هناك، ولا الأشخاص الذين أعرفهم، قُتل بعضهم، وما زال آخرون أسرى لدى تنظيم داعش، وهاجر آخرون. لقد تغير كل شيء".

على معصمها، وبينما تداعب رأسي طفليها دانييل (3 أعوام) ودانييلا (4 أعوام)، يظهر واضحا وشم بكلمة "الحرية".

 

الأخبار الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات