كوردستان تي في
أعرب الرئيس مسعود بارزاني في مقابلة حصرية مع موقع "المونيتور" الأميركي، اليوم الخميس (16 آذار 2023)، عن أمله في توصل وفد إقليم كوردستان المفاوض إلى اتفاق شامل مع الحكومة الاتحادية بشأن جميع الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، إلى جانب تأكيده على ضرورة إجراءات انتخابات برلمان كوردستان، وتطرقه إلى العديد من القضايا التي تمس الإقليم والعراق.
"الأجواء الايجابية" :
تطرق الرئيس بارزاني إلى الحوارات التي يجريها وفد حكومة إقليم كوردستان مع نظيره في الحكومة الاتحادية حول الملفات العالقة بين الطرفين، معرباً عن أمله في أن "المناخ الايجابي" الذي يحيط بالمحادثات الأخيرة ، يمكن أن يؤدي إلى محادثات حول قانون النفط.
تقرير المونتير وصف الرئيس بارزاني "الزعيم الأسطوري"، لافتاً أنه "لا يزال مؤثراً بشكل كبير في السياسة العراقية الكوردية والاتحادية."
أضاف الرئيس "لن أقول إن القرار حول الموازنة نفضله بنسبة 100٪ ، لكنني أعتقد أنها خطوة ايجابية إلى الأمام".
فيما كان مجلس الوزراء الاتحادي وافق الإثنين على مشروع قانون موازنة 2023-2025 والذي أحيل الآن على مجلس النواب للمصادقة عليه، وأشار "المونيتور" إلى أن العراق كان يعمل بلا موازنة منذ 2021، ويخضع لقانون الأمن الغذائي الطارئ منذ العام الماضي. ولفت أيضا إلى أن لقاء الرئيس بارزاني اجتمع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم الثلاثاء الماضي.
كذلك نقل التقرير عن الرئيس بارزاني قوله إنه "جرى استغلال هذه القضية بشكل غير عادل ضد إقليم كوردستان في الماضي"، مشيراً بذلك إلى الخلاف الطويل القائم حول نسبة العائدات التي سيتم تخصيصها لإقليم كوردستان.
وأضاف الرئيس بارزاني أنه "منذ العام 2007، كانت حكومة إقليم كوردستان على استعداد لصدور هذا القانون في البرلمان"، لافتاً أن الحكومات المتعاقبة في بغداد كانت حتى الآن تتراجع حول ذلك، ولم تصل بعد إلى نتيجة، ولكن مع المناخ الإيجابي الحالي، أظن أن هذا سيساعد على تمرير قانون النفط وقضايا تشريعية أخرى معلقة".
انتخابات إقليم كوردستان :
حول الأوضاع في إقليم كوردستان والجمود فيما يتعلق بانتخابات البرلمان الجديد، قال الرئيس بارزاني إن "الانتخابات أمر لا بد منه، ولا بد من تنظيمها، ولا يوجد خيار آخر، وإلا فإن المؤسسات الحكومية ستخسر شرعيتها". وتابع قائلا "لا يوجد خيار آخر ولا ذريعة أو سبب للتأخير، وإذا أراد أي حزب سياسي أن يضع عقبات أمام الانتخابات، فسوف يعزل نفسه. الانتخابات ستجري".
العلاقة مع الولايات المتحدة:
لفت الرئيس بارزاني إلى أن أولويات واشنطن الحالية "ربما تكون قد تغيرت"، حيث تحتل الصين وأوكرانيا جدول أعمال الأمن القومي، مضيفاً أن "هذا لا يعني أن الولايات المتحدة تأخذ الأمور على محمل الخفة" في العراق والشرق الاوسط.
أضاف الرئيس أنه "من غير الممكن مقارنة الأوضاع الحالية بظروف الحقب السابقة، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تنظر بأهمية إلى المنطقة".
في سياق هذا الحديث وصف الرئيس بارزاني وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن الذي زار العراق الأسبوع المنصرم على أنه "صديقنا المقرب"، وتابع إن اوستن "شدد على أن الولايات المتحدة تولي أهمية للمنطقة وتواصل العلاقات والاتصالات مع اللاعبين"، مضيفا أن "تهديد داعش مستمر".
تخفيف التوتر:
إلى ذلك، رحب الرئيس بارزاني بالاتفاق الذي توسطت فيه الصين بين إيران والسعودية قائلا "بالطبع نرغب أن نرى نهاية للتوتر بين دول المنطقة. إيران والمملكة السعودية، هما دولتان مهمتان في المنطقة"، مضيفاً أنه "ربما يكون من السابق لأوانه إصدار حكم، والتكلم كثيرا حول ذلك، إلا إنه على الأقل فإن أي جهود لتخفيف التوتر، هو موضع ترحيب".
وحول دور الصين، قال الرئيس بارزاني "إنهم يعملون بهدوء لسد بعض الثغرات المتروكة". ثم أضاف إنه "يأمل أن يكون الاتفاق بين إيران والسعودية مؤشراً على أن إيران تبتعد عن لغة التخويف والتهديد، وتنحو إلى الحوار والدبلوماسية، لاستيعاب آراء الآخرين وتسوية القضايا عبر التفاهم المشترك".
علاقات طبيعية:
عند سؤال الموقع عن ما يتعلق بالهجمات الصاروخية الإيرانية على إقليم كوردستان العام الماضي، قال الرئيس بارزاني إنها "غير مبررة إطلاقاً والاتهامات لا أساس لها". وأردف الرئيس أن "بعض المؤسسات في إيران، ومن أجل التغطية على إخفاقاتها في البلاد، كانت تحاول العثور على كبش فداء خارجي".
لكنه أضاف إن "ايران جارة، لا نريد أي توتر معها، ونريد أن تكون لدينا علاقات طبيعية قدر الإمكان"، وأكد "نحن لسنا طرفا في المناوشات أو تصفية الحسابات مع إيران، وليس بإمكاننا السماح لأراضينا بأن تكون قاعدة لتهديد أمن جيراننا".
" لا وضوح":
حول سوريا، رحّب الرئيس بارزاني بالخطوات التي اتخذتها الدول العربية لإعادة الانخراط مع سوريا، قائلا إنه "منذ العام 2011، شهدت سوريا حالة من الفوضى، وعمليات قتل وتهجير ولاجئين ودمار شامل، إلا أنه لم يكن هناك أي مؤشر لما قد يأتي بعد ذلك"، في إشارة إلى إمكانية تغيير نظام بشار الأسد.
وأشر إلى أنه "يمكن أن يكون هناك بعض الاستقرار في البلد وعلى الأقل إنهاء دورة العنف والعودة إلى درجة من الحياة الطبيعية".
في السياق ذاته أضاف الرئيس بارزاني "من سيكون البديل؟.. لا توجد إجابات واضحة ولا وضوح في السياسات لمستقبل سوريا".
الشعب الكوردي:
تناول الرئيس بارزاني أوضاع الشعب الكوردي في العراق وعموم أجزاء كوردستان والمنطقة، قائلا إن "الكورد أمة واحدة، وهذا يجب أن يقال". وذكر كيف أن القوى الغربية، بعد الحرب العالمية الأولى، منحت حق تقرير المصير للكورد ثم تراجعت عنه، وتقسم الشعب الكوردي بين عدد من الدول.
وأشار الرئيس بارزاني إلى أن "الاضطهاد والظلم المستمر ضد الكورد، مما أدى إلى أعمال قتل وحروب ونزاعات. لكن الكورد تمكنوا من البقاء".
واكد الرئيس بارزاني أن "الدرس، بالنسبة للحكومات القمعية، يجب أن يكون بأنه لن يكون هناك حل من خلال القمع والعنف. الاجابة بدلاً من ذلك تكمن في البراغماتية وايجاد أرضية مشتركة واستخدام وسائل لاعنفية".
في سياق حديثه عن الشعب الكوردي، تناول الرئيس بارزاني تجربة الكورد في العراق حيث هناك نموذج حكومة كوردية فدرالية ضمن العراق، معتبرا أنها قد لا تنطبق مباشرة على الدول الأخرى. وأوضح بارزاني أن "كل منطقة كوردية لها خصائصها ومكانتها وظروفها داخل البلدان التي تعيش فيها، ولهذا لا يمكننا القول إن النموذج في العراق يمكن أن يكون نموذجا أو مخططا للكورد في سوريا وتركيا وإيران. يجب ايجاد الحلول في تلك البلدان".
إلا أن الرئيس مسعود بارزاني قال إنه "يجب على جميع الدول أن تبتعد عن سياسات القمع والانكار، ويجب على الجماعات أو الحركات الكوردية ألا تلجأ إلى العنف، ويجب أن تكون هناك أرضية مشتركة للحوار لإيجاد حل حتى يتمكن الكورد في تلك الدول من التمتع بحقوقهم وهوياتهم الديمقراطية".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات