أربيل 15°C الثلاثاء 23 نيسان 20:46

رهان الدولار وتعهدات شياع

کوردستان TV
100%

أحمد الفضلي 

نسمع منذ سنوات عن مكافحة الفساد عن تلك المعركة الخاسرة دائماً، لماذا خاسرة؟ الجواب… لأن الفساد ينتصر في كل مرّة ويرفع بفجور أصبعه الأوسط في وجوهنا، حتى بات الفساد هو مَن يُكافحنا.

ومع كل انتخابات جديدة ومغادرة رئيس وزراء (فاسد طبعاً ) نتأمل أن تضاء بعض طُرقات الظلمة المزمنة، وأخيراً حظينا بحكومة ورئيسها بعد عام من المماطلات السياسية "إن صح التعبير" والأخير قطع وعداً بخفض سعر الدولار وإعادة قيمة وهيبة الدينار العراقي، ولم يتبقَ من زمن مهلة الثلاثة شهور إلا شهراً واحداً وجميعكم تعرفون القصة بدل انخفاض سعر صرف الدولار سجل ارتفاعاً غير مسبوق حولت منصات التواصل الاجتماعي بين ليلة وضحاها إلى بورصة تنقل أسعار الصرف، بورصة تنقسم ما بين فريقين، فريق الخاسرين الذين خرجوا بعيداً من ملعب السياسة وهذا الفريق يُحمل الحكومة الحالية مسؤولية ارتفاع سعر الدولار محاولاً بذلك إشعال فتيل ثورة جديدة، وفريق المواطنين المغلوبين على أمرهم وأحاديثهم المليئة بالخوف عن سيناريو الانهيار الاقتصادي القريب المحتمل في البلاد.

لنبتعد عن مشاهد الرعب الاقتصادي بكل ما تحمله من إثارة وكوارث محتملة ونغادر الصندوق لنتعرف على أسباب ارتفاع الدولار وانخفاض الدينار.

الاتفاقية الأمريكية هي السبب!

يعزو مراقبون اقتصاديون سبب ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي غير المسبوق إلى الاتفاقية مابين العراق (البنك المركزي العراقي) والولايات المتحدة الأمريكية (البنك الفيدرالي الأمريكي) والتي دخلت حيز التنفيذ منذ ثلاثة أشهر المتضمنة إيقاف تعزيز واردات الدولار النقدي، وكذلك إيقاف المصارف التابعة لأحزاب سياسية كانت تعمل على تهريب الدولار عبر المنافذ الرسمية وتمنع تداوله بمزاد بيع العملة الأجنبية، وللحد من عمليات تهريب العملة إلى دول الجوار تحديداً "إيران وتركيا" وجهت أمريكا ضغطاً من خلال عدم دفع أموال الواردات النفطية النقدية من الدولار إلى البنك المركزي العراقي التي انتهت بحصر بيع الدولار، لتكون النتيجة الحتمية بحسب المراقبين ارتفاع أسعار الصرف بسبب حاجة التجار إلى العملة الأجنبية، ليقفز أمامنا السؤال الذي لا بد منه، لماذا فَعلت أمريكا هذه الأتفاقية في هذا التوقيت تحديداً؟! فهل من مجيب؟

ثورة جياع من ضمن السيناريوهات المُحتملة..

من ضمن الأحاديث التي يتداولها نشطاء سياسيون وإعلاميون، أغلبهم من المُدافعين عن الحقبة الماضية والتي كانت "فاسدة طبعاً"، التكهن بثورة جياع قادمة لا محالة في حال استمرار الدولار بالصعود، منطقية حديثهم تدفعك للاقتناع بالفكرة فاستمرار ارتفاع الدولار سيُلقي بظلاله على السوق المحلي وسترتفع أسعار كل شيء (المواد الغذائية والأدوية وغيرها من السلع)، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر في البلاد بطريقة قد تشمل حتى الطبقة الوسطى.

سيناريو تدخل حكومي غير مسبوق..

عند وصول رئيس الحكومة الحالية إلى  الحكم اطلق حزمة تعهدات بينها إصلاح الواقع الاقتصادي.. 

السوداني ليس نبياً، ليس الحلّ لكل ما لا حلّ له، إنما يحاول وقد أقدم على مالم يُقدم عليه كثيرون قبله وبإمكانه الأن اتخاذ خطوات حقيقية للضغط على الجانب الأمريكي، واقتصاديات الأحزاب السياسية والحد من تهريب العملة خارج البلاد او الخروج بمصارحة حقيقية للناس ويخبرهم بأنه "لا يملك حلول للأزمة ولا يملك تصوّرات اقتصادية شاملة للبلاد"، نعم.. قالهاً سابقاً: "سنقدم الكثير "وأنّه..  يستطيع، الرجل يريد أن يفعل شيئاً، أن يترك بصمة، لديه الفرصة فلننتظر…
 

الاقتصاد

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات