كوردستان تيفي - أربيل
قضت محكمة تركية، اليوم الأربعاء، بحبس رئيس بلدية اسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، نحو ثلاث سنوات بعد إدانته بـ"إهانة" السلطات، في قرار يمنعه عمليا من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران المقبل.
وأكد محاميه أنه سيستأنف الحكم الصادر في قضية فتحت على خلفية تصريحات أدلى بها بعدما هزم مرشح حزب الرئيس رجب طيب إردوغان في انتخابات العام 2019 البلدية المثيرة للجدل، وفق ما نقلت فرانس برس.
نادرا ما يودع الأشخاص الذين يحكم عليهم بالسجن لمدة أقل من أربع سنوات، الحبس في تركيا.
لكن إمام أوغلو أدين بـ"إهانة شخصية عامة" ما يعني استبعاده من العمل السياسي طوال مدة العقوبة، إلا أن إمام أوغلو البالغ 52 عاما والذي يعد من الشخصيات البارزة في أكبر حزب علماني في تركيا، سيبقى في منصب رئيس البلدية بانتظار البت في الاستئناف.
وأطلق مئات من مناصري إمام أوغلو هتافات طالبوا فيها بـ"استقالة الحكومة" لدى تجمعهم أمام مقر رئيس البلدية قبيل تلاوة الحكم.
وقال إمام أوغلو متوّجها إلى المحتشدين "لا يمكن لحفنة من الأشخاص أن يسلبونا السلطة التي منحنا إياها الشعب".
وتمحورت المحاكمة حول تصريحات أدلى بها إمام أوغلو لصحافيين بعد بضعة أشهر على إلحاقه الهزيمة بحليف إردوغان.
وأدى القرار إلى موجة احتجاجات وتأييد واسع النطاق من كل الأطياف السياسية لإمام أوغلو الذي حقّق فوزا كبيرا في الانتخابات المعادة بعد ثلاثة أشهر.
وبعد بضعة أشهر اعتبر إمام أوغلو أن أولئك الذين ألغوا فوزه في الانتخابات "أغبياء"، مرددًا عبارة استخدمها وزير الداخلية سليمان صويلو ضده قبل بضع ساعات.
وعرّض هذا الوصف رئيس بلدية اسطنبول للملاحقة القضائية بتهمة "إهانة" أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات، وصدر حكم بحبسه سنتين وسبعة أشهر لإدانته بـ"التشهير".
وكذلك اشتمل القرار على تطبيق بند منفصل من قانون العقوبات يمنع رئيس البلدية من ممارسة العمل السياسي.
ويأتي قرار منع رئيس البلدية من ممارسة العمل السياسي في توقيت تسعى فيه المعارضة التركية إلى الاتفاق على شخصية قادرة على مواجهة إردوغان في الاستحقاق الرئاسي المقبل.
وتظهر الاستطلاعات أن إمام أوغلو هو من بين الشخصيات القليلة القادرة على إلحاق الهزيمة بإردوغان.
وأثّرت الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت من جراء مقاربة إردوغان غير التقليدية لمعدلات الفائدة على هيمنته على الساحة السياسية في البلاد.
لكن استطلاعات أجريت مؤخرا بيّنت أنه بدأ يستعيد شعبيته بفضل طريقة تعامله مع ملف الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأثنت جهات عدة على نهج الرئيس التركي على هذا الصعيد.
ويزيد هذا الأمر من الضغوط التي تتعرض لها المعارضة لدفعها إلى تنحية خلافاتها الشخصية في الحملة الانتخابية.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات