كوردستان تي في
أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في الآونة الأخيرة في شمال سوريا، هددت سلامة العسكريين الأميركيين، وأن الوضع المتصاعد يعرض للخطر التقدم الذي أُحرز على مدى سنوات ضد مقاتلي تنظيم داعش.
وتمثل هذه التعليقات العلنية أشد تنديد أميركي بالعمليات الجوية التركية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا حتى الآن.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، البريجادير جنرال بات رايدر، في بيان إن "الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة العسكريين الأميركيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة تنظيم داعش، والاحتفاظ باحتجاز أكثر من 10 آلاف معتقل من التنظيم المتشدد".
وأضاف أن الولايات المتحدة تعترف "بمخاوف تركيا الأمنية المشروعة".
وأشار إلى أن "التهدئة الفورية ضرورية من أجل الحفاظ على التركيز إلى مهمة هزيمة داعش، وضمان سلامة وأمن العسكريين على الأرض الملتزمين بمهمة هزيمة التنظيم".
وللولايات المتحدة قرابة 900 جندي في سوريا، لا سيما في شمالها الشرقي، يعملون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها مقاتلون أكراد من وحدات حماية الشعب لمحاربة فلول داعش.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم"، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، الأربعاء، أن غارة تركية في شمال سوريا عرّضت قواتها "للخطر"، وذلك بعدما كانت قد نفت، الثلاثاء، استهداف مواقع تتواجد فيها بضربات جوية.
والثلاثاء، استهدفت مسيّرة تركية قاعدة عسكرية مشتركة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق ما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى مقتل اثنين من عناصرها.
إلا أن المكتب الإعلامي للقيادة المركزية لفت، الثلاثاء، إلى أن قواته "كانت بمنأى عن الخطر، ولم تقع أي غارات على مواقع تستضيفها"، لافتاً إلى أن الغارات الأقرب لمكان تواجد القوات الأميركية، وقعت على بعد حوالي 20 إلى 30 كيلومتراً.
وأرسل المكتب الإعلامي للقيادة المركزية، الأربعاء، تصحيحاً إلى "فرانس برس"، أورد فيه: "تلقينا معلومات إضافية أفادت أنه كان ثمة خطر على القوات والأفراد الأميركيين" جراء القصف التركي، من دون تسجيل أي إصابات في صفوفهم.
والتحالف الدولي هو الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكوردية التي تصنّفها أنقرة منظمة "إرهابية"، وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكوردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.
وينتشر بضع مئات من قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في مناطق سيطرة المقاتلين الكورد ويتواجدون في قواعد في محافظة الحسكة والرقة (شمال) ودير الزور (شرق).
وأطلقت تركيا ليل السبت الأحد سلسلة ضربات جوية طالت مواقع لحزب العمال الكوردستاني، الذي يتخذ مقرات له في شمال العراق، والوحدات الكردية في سوريا، بعدما اتهمتهما بالوقوف خلف تفجير عبوة ناسفة في اسطنبول في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح. ونفى الطرفان أي دور لهما في الاعتداء.
ولوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باحتمال إطلاق عملية برية أيضاً في سوريا، فيما دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، موسكو وواشنطن إلى التدخل لمنع التصعيد.
ودعت واشنطن بدورها أنقرة إلى وقف التصعيد، بينما حذّرها الكرملين من "زعزعة الاستقرار" في المنطقة.
واستهدفت مسيّرة تركية، الأربعاء، مقراً لقوات سوريا الديمقراطية في قاعدة روسية.
أ ف ب
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات