أربيل 15°C الإثنين 23 كانون الأول 13:07

ساكو يشكو "تجاوزات وإقصاء متعمّد للمسيحيين" في العراق

"عدم الاستقرار وغياب تكافؤ الفرص وعدالة القانون"
100%

كوردستان تي في

تحدث بطريرك الكنيسة الكلدانية، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، اليوم الأحد (20 تشرين الثاني 2022)، عما وصفه بـ "هموم" الطائفة المسيحية عبر مقال تحت عنوان ’تجاوزات على المسيحيين العراقيين وإقصاء متعمّد’، منوّهاً إلى أن عشرين عائلة مسيحية تغادر العراق كل شهر.

وأشار ساكو إلى أن هجرة معظم المسيحين وأن "الباقون على قائمة (الاحتياط)" وعزا ذلك إلى "عدم الاستقرار وغياب تكافؤ الفرص وعدالة القانون، من دون الأخذ بنظر الاعتبار أنهم أهل البلاد الأصليون وشركاء في الوطن".

لفت ساكو إلى بعض الشخصيات السياسية المسيحية التي هي مقربة أو تتقاطع مصالحها مع الحشد الشعبي، وأن أحدهم  يخرج بخطاب "لا يصدق" وأنه يزواد فيه على أبناء الحشد والطائفة الشيعية عندما يعلن (السياسي) أن "الحشد الهي؟"، مؤكداً أنه حتى أن المرجعية الشيعية  "لم تستخدم هكذا وصف"، ونوه أن (السياسي) يستعمل صوراً للعذراء مريم وللسيد المسيح وصلباناً في مسيرات و "كأننا في حرب صليبية"، ليؤكد ساكو أن "استعمال الرموز الدينية في غير محلها ووقتها يُعَد تدنيساً لها". 

في سياق قريب أشار ساكو إلى حديث نائب مسيحي على إحدى القنوات التلفزيونية يمدح هناك قائد إحدى الفصائل الولائية بالقول إنه "طبَّق تعاليم المسيح وأخلاق المسيح"، ما أستوجب توضيح ساكو أن "الوصف يتقاطع مع الآداب العامة" ، وتساءل مستهجناً "لا أفهم لماذا تُقحَم الديانات في السياسة وتشوَّه؟ هذه الأقنعة يجب أن تُرفَع"، وفق ما قال ساكو.

ساكو بيّن أن المسيحيين يعيشون حالة من الإحباط بسبب قوانين الأحوال الشخصية "المُجحِفة": ذاكراً منها "كأسلمة القاصرين، وأسلمة أشخاص اُكرهوا على الإسلام من قبل القاعدة أو تنظيم داعش تحت التهديد بالقتل"، لافتاً إلى أنه سعى شخصياً "لإعادتهم إلى ديانتهم المسيحية تلبية لطلبهم، لكن من دون جدوى بحجة الرَدّة.. هذه ليست بِرَدّة، و إنما إكراه علني، ذلك أن اختيار دين ما يتم عن قناعة وحرية وليس عن إكراه". 

وتحدث أيضاً عن وجود  قانون بموجبه يُعوَّض موظف مسيحي (بعد تركه للوظيفة بسبب التقاعد أو الهجرة…) بمسيحي آخر، "لكن هذا لم يُنفَّذ، بسبب الطائفية والرشوة والاستحواذ على الوظائف".

ساكو لفت كذلك الى تعرض بعض المسيحيين لـ "حالات موجعة" من التضييق والظلم في المؤسسات والمناصب العامة، مشيرا الى عدم الالتزام بقانون تعويض الموظف المسيحي بمسيحي "بسبب الطائفية والرشوة والاستحواذ على الوظائف".

وذكر ساكو أنه "قبل أيام قدَّمت رئيسة هيئة الاستثمار استقالتها، وهي بشهادة العديدين إنسانة مخلصة ونزيهة لوظيفتها وللعراق، وبعد استقالتها بدأت حملة التشكيك بصحة شهادتها وتشويه سمعتها والقائمة طويلة"، قائلاً: هذه التصرفات اللاأخلاقية ستبقى في الذاكرة إلَّم تُعالج". 

كما قال: في سهل نينوى كثُرَت هموم المسيحيين حتى أنهم اخذوا يهاجرون، إذ قيل لي إنهم يغادرون الى خارج العراق بوتيرة 20 عائلة شهرياً، وذلك بسبب الفوضى الطاغية والتشرذم والمحسوبيات التي خلقتها الميليشيات الطائفية. 

وتساءل ساكو: من يحمي هؤلاء المسيحيين المسالمين الموالين لوطنهم، إذا الدولة لا تحميهم؟ هذه انتهاكات موجعة، ولها تداعيات على سمعة العراق. 

وختم ساكو "بكل ألم أقول: إذا لا ترغبون في بقائنا مواطنين متساوين في بلدنا العراق، فقولوا لنا صراحةً، لندبِّر الأمر قبل فوات الأوان".

الأخبار الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات