كوردستان تي في
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد (20 تشرين الثاني 2022)، شن قواتها عملية "المخلب-السيف" الجوية ضد مواقع شمالي سوريا وإقليم كوردستان، بعد أسبوع على تفجير دموي في اسطنبول.
وقالت الوزارة في وقت متأخر من ليل السبت/الأحد إن "العملية تستند إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس".
وبحسب البيان، تهدف العملية "لضمان أمن الحدود ومنع أي هجمات إرهابية تستهدف الشعب التركي والقوات الأمنية واجتثاث الإرهاب من جذوره"، على حد تعبيره.
وجاءت الغارات رغم نفي حزب العمال الكوردستاني وقوّات سوريا الديمقراطيّة أيّ علاقة لهما بتفجير عبوة ناسفة في اسطنبول الأحد الماضي، أسفر عن مقتل ستّة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.
في المقابل، ندّد القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطيّة مظلوم عبدي بالقصف التركي الذي وصفه بـ"العدواني الهمجي".
وقال في تغريدة إنّ "القصف على مناطقنا الآمنة يهدّد المنطقة برمّتها" وهو "ليس لصالح أيّ طرف"، مضيفاً "نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، ولكن إن صارت الحرب، سيتأثّر الجميع بنتائجها".
وشنّت تركيا، وفقًا لقوّات سوريا الديمقراطيّة، ضربات جوّية طالت مناطق تحت سيطرتها في محافظتَي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، أبرزها مدينة كوباني الحدوديّة مع تركيا.
وقال المتحدّث باسم قوّات سوريا الديموقراطيّة فرهاد شامي إنّ "كوباني، المدينة التي هزمت تنظيم داعش، تتعرّض لقصف من طائرات الاحتلال التركي".
وأفاد كذلك عن ضربات أخرى استهدفت قريتَي البيلونية في ريف حلب الشمالي وظهر العرب في محافظة الحسكة.
من جهته، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ سلاح الجوّ التركي أكثر من 20 غارة على شمال سوريا وشمالها الشرقي، طال بعضها نقاطاً تنتشر فيها قوات النظام السوري.
وأسفر القصف، وفق المرصد، عن مقتل ستّة عناصر على الأقلّ من قوّات سوريا الديمقراطيّة وستّة آخرين من قوّات النظام السوري.
ولم تُعلن القوّات الكورديّة أو قوّات النظام أيّ خسائر في صفوفها. لكنّ شامي أكّد أنّ القصف التركي طال مواقع تابعة لقوّات النظام في محافظات الرقة والحسكة وحلب، موقعاً قتلى وجرحى.
إثر الغارات، نشرت وزارة الدفاع التركيّة على حسابها في تويتر صورة لمقاتلة تقلع لتنفيذ غارة ليلّية في موقع لم تُحدّده.
وأرفقت الصورة بعبارة "دقّت ساعة الحساب! سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة"، في إشارة إلى اعتداء اسطنبول.
وفي تغريدة أخرى، نشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر فيه موقعان متجاوران يتمّ استهدافهما بصاروخين، من دون تحديد مكانهما. وأرفقت الفيديو بعبارة "جحور الإرهاب تمحوها من الوجود ضربات دقيقة".
وأوقفت السلطات التركية إثر الاعتداء شابّة تحمل الجنسيّة السوريّة، واتّهمتها بزرع القنبلة التي انفجرت في شارع الاستقلال المزدحم بوسط اسطنبول.
وحمّل وزير الداخليّة التركي سليمان صويلو الاثنين حزب العمّال الكوردستاني، المسؤوليّة عن الاعتداء. وقالت الشرطة التركية إنّ المتّهمة اعترفت بأنّها زرعت القنبلة بناء على أوامر حزب العمّال الكوردستاني، وبأنّها تلقّت تعليمات من مدينة كوباني.
ونفى الطرفان الكرديّان أيّ دور لهما في الاعتداء. واتّهم حزب العمال الكوردستاني الحكومة التركيّة بامتلاك "خطط غامضة" وبـ"إظهار كوباني كهدف".
وشنّت تركيا منذ العام 2016 ثلاث عمليّات عسكريّة في سوريا، وتمكنّت مع فصائل موالية لها من السيطرة على مناطق حدوديّة واسعة.
وفي وقت سابق من العام الحالي، هدّدت أنقرة مراراً بشنّ هجوم جديد ضدّ الكورد في سوريا، إلا أنّ الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان لم يحصل، وفق محلّلين، على ضوء أخضر من إيران وروسيا اللتين تملكان نفوذا واسعا في سوريا.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات