كوردستان تي في
شهدت مدينة سقز في كوردستان إيران، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين تجمعوا لإحياء أربعينية جينا (مهسا) أميني فيما أفادت أنباء عن انقطاع خدمة الإنترنت في المدينة مع بدء الاحتجاجات التي تأججت بهذه المناسبة في مناطق عديدة من إيران.
وأفادت منظمة هنكاو الحقوقية أن قوات الأمن الإيرانية أطلقت النار والغاز المسيل للدموع على متظاهرين في سقز، مسقط رأس أميني، بعد إحياء ذكرى وفاتها، اليوم الأربعاء (26 تشرين الأول 2022)، حيث احتشد العشرات بالمقبرة متحدين بذلك الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة لتكريمها مع انتهاء فترة الحداد.
مقطع فيديو يظهر الحشد الكبير من المحتجين الإيرانيين الذين حضروا مراسم مرور أربعين يوما على مقتل #مهسا_أميني، في "سقز" اليوم الأربعاء.#احتجاجات_إيران pic.twitter.com/dh7v71Vztk
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) October 26, 2022
وقالت هنكاو التي تراقب انتهاكات الحقوق في محافظة كوردستان على تويتر "قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وفتحت النار على الناس في ساحة زندان ببلدة سقز"، وفق ما نقلت فرانس برس.
في الوقت ذاته لفتت "إيران انترناشيونال" إلى إضراب أصحاب المحلات التجارية في سنندج، ومهاباد، وجوانرود، وبوكان، وبانه وأغلقلاهم متاجرهم. من جهتها أكدت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، وقوع اشتباكات الأربعاء بين قوات الأمن ومشاركين في إحياء أربعينية أميني.
وأشارت الوكالة أنه "انقطعت خدمة الإنترنت في سقز لاعتبارات أمنية"، مضيفة أن عدد من تجمعوا بلغ نحو عشرة آلاف. كما نشرت وكالة (إرنا) الرسمية للأنباء، والتي تتبع للحكومة الإيرانية، الليلة الماضية بياناً على لسان عائلة ژینا أميني، يقول إن العائلة لن تقيم أي مراسيم في أربعينية ژینا، لكن العائلة نفت أن تكون قد أصدرت أي بيان من هذا النوع.
وتزامناً مع أربعينية ژینا أميني، أعلن محافظ سنندج الليلة الماضية عطلة في كل جامعات ومدارس المحافظة "بسبب تفشي الانفلونزا".
في الأثناء، تصاعدت حدة الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني، وتفيد التقارير بإضراب التجار، واستمرار الاحتجاجات الطلابية، وتجمع المواطنين في العديد من المحافظات الإيرانية، بما فيها العاصمة طهران.
وأظهر مقطع فيديو نشرته "إيران إنترناشيونال" إضراب مجموعة من عمال مصفاة طهران، تزامنًا مع ذكرى الأربعين لمقتل مهسا أميني، ودعمًا للإضرابات العامة في إيران، كما ونظم المواطنون في منطقة "أمير آباد" بطهران تجمعًا احتجاجيا، وظهر المحتجون في منطقة "أميرآباد" وهم يهتفون ضد المرشد الإيراني. وتظهر التقارير والفيديوهات التي نشرتها الجهة ذاتها أن مجموعة من الأطباء قد نظموا تجمعًا احتجاجيًا أمام مكتب منظمة النظام الطبي في طهران، لكن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
مقطع فيديو يظهر مجموعة من الأطباء الإيرانيين يتجمعون أمام منظمة النظام الطبي في طهران، لكن قوات الأمن هاجمتهم، وأطلقت الغاز المسيل للدموع عليهم وتفرقوا.#احتجاجات_إيران pic.twitter.com/2ddXu5LeBC
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) October 26, 2022
كما أظهرت صور نشرتها "هنكاو" تواجدا كثيفا لقوات الأمن اعتبارا من مساء الثلاثاء في سقز، وقد تكون مداخل المدينة أغلقت. رغم ذلك دخل عشرات السكان إلى البلدة الأربعاء، إما عبر الحقول وعلى طول الطرقات بالسيارات أو دراجات نارية بحسب الصور التي نشرتها منظمة هنكاو التي يوجد مقرها في النرويج.
وأدت أعمال القمع التي نفذتها قوات الأمن بحق المحتجين إثر وفاة مهسا أميني في مختلف أنحاء البلاد إلى سقوط 141 قتيلا على الأقل بينهم أطفال بحسب حصيلة جديدة أوردتها منظمة حقوق الإنسان في إيران. إلى ذلك تجمع الطلاب في جامعة "علوم وتحقيقات" بطهران، وكلية الكهرباء بجامعة "خواجه نصير"، ورددوا شعارات ضد النظام الإيراني.
وتجمع طلاب كلية طب الأسنان بجامعة "آزاد" بطهران ورددوا شعار "حداد، حداد اليوم"، وفي جامعة "آزاد" فرع برديس تجمع الطلاب، مرددين شعار "أخذوا نيكا منا وسلمونا جثتها". ويظهر مقطع فيديو تلقته "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأربعاء، وقيام طلاب جامعة "نجف آباد" في أصفهان بإزالة لوحة للخميني و خامنئي بعد ركلها.
يظهر مقطع فيديو تلقته "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأربعاء، استمرار الانتفاضة الشعبية ضد النظام في المدن الإيرانية، وقيام طلاب جامعة "نجف آباد" في أصفهان بإزالة لوحة للخميني و #خامنئي بعد ركلها.#احتجاجات_إيران pic.twitter.com/aRNM36WPER
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) October 26, 2022
من جهة أخرى، في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، إحدى أفقر مناطق إيران، أدت أعمال عنف اندلعت في 30 أيلول خلال مظاهرات احتجاج على حادثة اغتصاب فتاة نسبت إلى شرطي، إلى سقوط 93 قتيلا على الأقل بحسب المنظمة غير الحكومية نفسها.
وقتل 23 طفلا في القمع بحسب منظمة العفو الدولية، و29 بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران. وتوفيت الشابة أميني (22 عاما)، في 16 أيلول، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من "شرطة الأخلاق" أثناء زيارتها طهران مع شقيقها الأصغر، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية. وأثارت وفاتها احتجاجات غير مسبوقة منذ ثلاث سنوات، وهي متواصلة في مختلف أنحاء البلاد وخارجها، تتقدمها في معظم الأحيان شابات وطالبات كثيرات منهن يقمن بإحراق حجابهن.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات