ا ف ب
وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس إلى كييف في زيارة تهدف إلى دفع عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قدما، في وقت تحرز قوات هذا البلد تقدما على الأرض بمواجهة الروس.
وتقوم المسؤولة الأوروبية بزيارتها في وقت يلتقي الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ في أوزبكستان على هامش قمة إقليمية لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تعتبر "بديلا" عن الهيئات الغربية.
وكتبت فون دير لايين على تويتر "في كييف في زيارتي الثالثة منذ بدء الحرب الروسية"، موضحة أنها ستلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميغال.
وأوضحت أن المحادثات ستتناول كيفية "التقريب بين اقتصاداتنا وشعوبنا في وقت تتقدم أوكرانيا على طريق الدخول" إلى الاتحاد الأوروبي.
وصادق الأوروبيون في حزيران/يونيو على طلب الترشيح الذي قدمته أوكرانيا الطامحة للالتحاق أيضا بحلف شمال الأطلسي، وهو ما شكل إحدى ذرائع موسكو لشن هجومها العسكري على هذا البلد في 24 شباط/فبراير.
وعلى إثر الغزو الروسي، فرض الغربيون سلسلة عقوبات شديدة على موسكو وأرسلوا أسلحة إلى كييف مقدمين لها دعما حاسما مكنها في الأسابيع الأخيرة من استعادة مساحات شاسعة من القوات الروسية.
غير أن أوكرانيا تطالب أيضا بدعم مالي في ظل انهيار اقتصادها بسبب الحرب، ومع ترقب فصل شتاء صعب في المناطق التي تشهد معارك.
وقدر وزير المال سيرغي مارتشنكو في أيار/مايو أن كييف بحاجة إلى خمسة مليارات دولار في الشهر لتغطية العجز في ميزانيتها.
- "معارك نشطة" -
عشية زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية، زار زيلينسكي مدينة إيزيوم الإستراتيجية التي استعادتها القوات الأوكرانية مؤخرا من الروس في منطقة خاركيف (شمال شرق)، واعدا الأوكرانيين بـ"النصر".
وأكد زيلينسكي في رسالته المسائية اليومية "تحرير منطقة خاركيف بصورة شبه كاملة" مع استعادة "400 بلدة" في إطار الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ بداية أيلول/سبتمبر والذي باغت موسكو على ما يبدو.
واطلقت القوات الروسية ليل الأربعاء سبعة صواريخ على منشآت مياه في كريفي ريغ، مسقط رأس زيلينسكي في وسط أوكرانيا، متسببة بفيضان نهر إنغوليه، ما حمل الرئيس على التنديد بمحاولة لإغراق المدينة.
وأوضح مساعد مسؤول الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو الخميس على تلغرام أن المياه غمرت 112 منزلا في المدينة البالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة، بدون التسبب بسقوط ضحايا.
استهدفت ضربة جديدة المدينة الخميس وأصابت "شركة صناعية" متسببة "بأضرار كبيرة" لكن بدون سقوط ضحايا كما أعلن رئيس الإدارة العسكرية المحلية أولكسندر فيلكول.
على الجبهة الشرقية، تعرضت عدة مدن وبلدات منها توريتسك وبخموت وأفدييفكا وتشاسيف يار للقصف ما تسبب بمقتل مدنيَّين وإصابة 13 بجروح خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب حصيلة أصدرتها الرئاسة.
في باخموت، شاهد صحافيو وكالة فرانس برس سحابة دخان كثيفة صباح الخميس بعد الضربة التي أصابت مبنى سكينا ليلا. كان عمال الإغاثة يحاولون العثور على جثث وسط الركام فيما كانت الشوارع شبه خالية وسمعت نيران مدفعية.
وفي منطقة خيرسون (جنوب) حيث تشن القوات الأوكرانية أيضا هجوما مضادا غير أنها تواجه مقاومة أكبر منها في خاركيف، قال المصدر إن الوضع "صعب للغاية" مع خوض العسكريين "معارك نشطة".
من جهته أعلن الجيش الروسي انه شن "ضربات كثيفة" على القوات الأوكرانية في مناطق ميكولاييف (جنوب) وخاركيف (شمال شرق).
وبعيدا عن أوكرانيا، يشكل اللقاء الثنائي بين بوتين وشي الخميس في أوزبكستان مناسبة للتركيز مرة جديدة على تحالفهما في وجه الغرب، في وقت يجد البلدان نفسيهما في صلب أزمات دبلوماسية دولية كبرى.
وفي ظل العقوبات الغربية الرامية إلى عزل روسيا وإضعافها، يسعى بوتين منذ بدء الحرب في أوكرانيا لتسريع عملية نقل نقطة ارتكاز سياسته إلى آسيا.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات