كوردستان تي في ..
حثت السفيرة الأميركية لدى العراق، الينا رومانوسكي، قادة الـعراق على الاستفادة من مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي (COP 27)، المزمع انعقاده في وقتٍ لاحق من هذا العام في مدينةِ شرم الشيخ في مصر، من أجل إعادة النظر في مُساهمات العراق المُحدّدة على الصعيد الوطني وتعزيزها فضلاً عن الاستثمار على نحوٍ حاسمٍ في المجال التكنولوجي والاستثماري الضروري لتحقيق الأهداف المُحدّدة.
وقالت رومانوسكي في كلمة لها حول أزمة المناخ، اليوم السبت (3 أيلول 2022)، "لقد حظيتُ مؤخَراً بشرفِ اللقاء بفنانين عراقيين ممن تُصوّر لوحاتهم - والمعروضة في مقرِّ جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين - المناظر الطبيعية الزاخرة بالجمال في العراق. وسلّط المعرض، الذي ضمّ عدد من الفنانات من النساء، الضوء على تنوع بيئة الـــعـــراق، بدءاً من وديانهِ الخضّراءَ شمالاً وانتهاءً بأهوارهِ المعشبة جنوباً. وانّ الرسالة التي تلقّيتها من الفنانين هؤلاء كانت واضحة تدلُّ على اننا يجب أن نتصرف حالاً لاتخاذ إجراءات بُغية حماية جمال الطبيعة هذا من خلال تناول مسألة تغيّر المناخ".
وذكرت أن "تأثير انبعاثات الغازات الدفيئة التي يسببها الإنسان لا يقتصر على تغيير المناظر الطبيعية فحسب، إذّ قد أصبحت كلّ من درجات الحرارة الحارقة والعواصف الرملية الشديدة والجفاف المستمر اوضاعاً سائدة من شأنها أن تؤثّر سلباً على كافةِ جوانب الحياة اليومية للملايين من العراقيين. ومما لا شك فيه، فانّ عدم اتخاذ الإجراءات الفورية سَيُفضي لتسارعِ وتيرة التغييرات هذه، الأمرُ الذي سيحوّل مناطق كاملة داخل المنطقة التي أُطلق عليها ذات مرة "الهلال الخصيب"، الى اراضٍ غير صالحة للسكن للأجيال القادمة".
وأكدت أنه "ينبغي أن نتّخذ إجراءات فورية بُغية الحفاظ على كوكبنا وحمايته"، مشيرةً الى أنّ الولايات المتحدة "ملتزمةٌ باتخاذ إجراءات هادفة في التصدي العالمي المُتّخذ إزاء تغيّر المناخ".
ووقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال الشهر الجاري قانوناً تشريعياً تاريخياً يضمن أكبر استثمار على الإطلاق لِمواجهةِ أزمة المناخ، وهو استثمارٌ بقيمةِ (369) مليار دولار من شأنه ان يُسهم بالنهوض على نحوٍ كبيرٍ بكفاءة الطاقة ويُقلّل من انبعاثات الغازات الدفيئة. ويأتي التشريع المهم مكملاً لسلسلة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الرامية لزيادة الطموح العالمي بشأنِ المناخ بقيادة المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، وفق رومانوسكي.
وبينت أنه "يمتدُّ نطاق الالتزام الدوليّ هذا ليشمل مساعدة الحكومة العراقية للتصدي لأزمة تغيّر المناخ وفي هذا السياق، فقد قدّمنا للعراق من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدوليّة دعماً تَضَمّن تمويلاً وخبرة فنية فضلاً عن الأنظمة اللازمة لمساعدتهِ على مواجهةِ تحديات المستقبل. وشمل ذلك الدعم تحسين قدرة الـــعـــراق على إدارته لمسألة المياه والمساعدة في توسيع نطاق إمكانية الحصول على هذا المورد الحيوي لأكثر من عشرة ملايين عراقيّ".
وأضافت "قمنا بالانضمام إلى مؤسّسات الاعمال التجارية العراقية والمدارس والمؤسسات الحكومية المحلية بدءاً من نينوى وانتهاءً بالبصرة سعياً لزيادة الوعي العام حول آثار تغيّر المناخ".
ولفتت الى تقديم الدعم للحكومة العراقية "لتطوير استراتيجية مناخية أمدها خمس سنوات تهدف لتحسين التواصل مع المزارعين بشأن التوقعات المناخية وللحدِ من الأضرار التي تصيب المحاصيل والتربة بالإضافة الى حماية الإمدادات الغذائية في الـــعـــراق من الأخطار التي تُشكّلها تقلبات الطقس غير المستقرة على نحوٍ متزايد".
وأبدت رومانوسكي شعورها بـ"الفخر على وجهِ الخصوص إزاء جهودنا الرامية لمدِ جسور التواصل بين العراقيين والأميركيين لكي نستلهم من تجاربنا لكون كِلا بلدينا يواجهان على حدٍ سواء تحديات تغيّر المناخ".
وفي إطارِ خطة الطوارئ الرئاسية للتكيّف والقدرة على الصمود (PREPARE)، فإنّ الولايات المتحدة مُلتزمةٌ ببناء شراكات أقوى لتعزيز قُدرتنا الجماعية على التكيّف مع تأثيرات المناخ، بحسب ما قالت رومانوسكي.
وتابعت "تؤثّرُ أزمة المناخ على كل البلدان، وليس بمقدور أي دولةٍ حلّ هذه الأزمة بمفردها. وانضمّتْ الحكومة العراقية إلى الجهود العالمية الهادفة للحدِ من الانبعاثات والتحول إلى الطاقة المُتجدّدة فضلاً عن تبنّي الممارسات المناخية الذكية".
وبانضمام الحكومة العراقية إلى (اتفاقيةِ باريس) في العام 2021، فهي بذلك قد حدّدت هدف خفض الانبعاثات بنسبة (1) إلى (2) ٪ كجزء من أولِ مُساهمةٍ مُحدّدةٍ من ضمن المُساهمات المُحدّدة على الصعيد الوطنيّ (NDC).
كما وانضمت إلى التعهّد العالمي بشأن غاز الميثان. وبينما تُبَشِرُ الولايات المتحدة بالالتزامات التاريخية هذه، فمن الضروري الآن للـــعـــراق أن يبدأ بالشروع باتخاذ التدابير اللازمة للوفاء بتلك الالتزامات.
رومانوسكي حثت قادة العراق على الاستفادة من مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي (COP 27)، المزمع انعقاده في وقتٍ لاحق من هذا العام في مدينةِ شرم الشيخ في مصر، من أجل إعادة النظر في مُساهمات الـــعـــراق المُحدّدة على الصعيد الوطني وتعزيزها فضلاً عن الاستثمار على نحوٍ حاسمٍ في المجال التكنولوجي والاستثماري الضروري لتحقيق الأهداف المُحدّدة.
وبينت أنّ "الضغط الاقتصادي للحصول على الطاقة الأكثر إطلاقا للكربون يمثل واقعاً مادياً، وربما في الشرق الأوسط أكثر من أيّ مكانٍ آخر. بيد أن هذا الهدف يبقى في متناول اليد والظروف الحالية لها المزايا التي لم يكن من الممكن تصوّرها في السابق بالنسبة للبعض".
وأشارت الى أنه "مع ارتفاع أسعار النفط التي تولد تريليونات الدنانير من الاحتياطيات، فقد أصبح الـــعـــراق في وضعٍ أفضلٍ من أي وقتٍ مضى للاضطلاع بأعمال البنية التحتية والاستثمارات الأخرى التي ستكون حاسمة في الحفاظ على الموارد وتقليل الانبعاثات والتأثير على نحوٍ إيجابي على الحياة اليومية للملايين من العراقيين".
ووفق رومانوسكي فإن "ظاهرة تغيّر المناخ غير معنيّة بالأحزاب السياسية أو الأيديولوجية. وبينما تتواصل المُباحثات حول تشكيل الحكومة العراقية القادمة، فإنّ هنالك شيءٌ واحدٌ واضح: هو أن قادة الـــعـــراق وبغضّ النظر عن انتماءاتهم سيواصلون الجهود الهادفة لمواجهة حقيقة الحاجة المُلحّة لمدِ يد العوّن لمواطنيهم لغرض التكيّف مع مسألة احترار الكوكب والبيئة المعرّضة للضغوط".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات