كوردستان تي في
أكد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم السبت (20 آب 2022)، أنه لم يلمس تجاوباً بشأن مقترح قدمه إلى الأمم المتحدة بإقامة مناظرة علنية ومباشرة مع الفرقاء السياسيين، وفيما دعا إلى الإنتظار لخطوته الأخرى "إزاء سياسة التغافل"، شدد على أنه لن يحاور سراً "الفاسدين ومن يريدون قتله".
وقال الصدر في بيان مخاطباً الشعب العراقي: "نود إعلامكم بأننا قدمنا مقترحاً للأمم المتحدة (لجلسة حوار) بل (مناظرة) علنية وببث مباشر.. مع الفرقاء السياسيين أجمع فلم نر تجاوباً ملموساً منهم".
وأضاف: "كان الجواب عن طريق الوسيط جواباً لا يغني ولا يسمن من جوع.. ولم يتضمن جوابهم شيئا عن الإصلاح ولا عن مطالب الثوار ولا ما يعانيه الشعب.. ولم يعطوا لما يحدث أي أهمية على الإطلاق".
وتابع: "لذا نرجو من الجميع إنتظار خطوتنا الأخرى إزاء سياسة التغافل عن ما آل إليه العراق وشعبه بسبب الفساد والتبعية".
ومضى بالقول: "لا يتوقعوا منا حواراً سرياً جديداً بعد ذلك.. فأنا لا أخفي على شعبي شيئاً ولن أجالس الفاسدين ومن يريد السوء أو (قتلي) أو النيل ممن ينتمي إلينا آل الصدر".
وأوضح: "إنني قد تنازلت كثيراً من أجل الشعب والسلم الأهلي. وننتظر ماذا في جعبتهم من إصلاح ما فسد لإنقاذ العراق".
وأمس الجمعة، أدّى الآلاف من مناصري التيار الصدري صلاة الجمعة في محيط البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء في بغداد، فيما يواصلون اعتصامهم منذ ثلاثة أسابيع للضغط على خصومهم السياسيين، على وقع أزمة سياسية خانقة.
بعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وارتفع مستوى التصعيد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي منذ أواخر تموز، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطوّر الأمور إلى عنف.
ويطالب التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار التنسيقي إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالبا بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة. ومنذ 12 آب، يقيم مناصرو الإطار التنسيقي كذلك اعتصاماً على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.
وحتى الآن، لم تفضِ محاولات الوساطة ودعوات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة.
وعقد قادة الكتل السياسية العراقية الأربعاء في قصر الحكومة اجتماعاً دعوا فيه التيار الصدري، الذي غاب عن الجلسة، إلى "الانخراط في الحوار الوطني".
وأشار المجتمعون كذلك إلى الانتخابات المبكرة، معتبرين أنها "ليست حدثاً استثنائياً في تاريخ التجارب الديموقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة"، من غير أن يتطرقوا إلى تفاصيل إضافية.
وفي خطبة الجمعة، أعرب الخطيب مهند الموسوي المقرب من الصدر عن رفض الحوار. وقال إن "الحوارات السياسية التي تعقدونها من أجل مصالحكم السياسية والحزبية ليست في مصلحة البلد والشعب".
وأضاف "هذه الحوارات لا قيمة لها عندنا ولا نقيم لها وزناً أبداً".
وكان الصدر أكّد رفضه لمخرجات الحوار وفق بيان صدر عن مقرّب منه الخميس، اعتبر فيه أن "جلسة الحوار لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع"، متعهداً مواصلة "الثورة".
وشارك قياديون في الإطار التنسيقي، لا سيما رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس كتلة الفتح هادي العامري، في هذا الحوار الذي حضره رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، ومبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت.
كان الصدر الذي يعتصم مناصروه منذ أكثر من أسبوعين في محيط البرلمان العراقي، دعا إلى تظاهرة "مليونية" السبت المقبل، لكنه أعلن الثلاثاء تأجيلها "إلى إشعار آخر".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات