كوردستان تي في
طالب المتحدث باسم وزارة الموارد المائية الاتحادية، علي راضي، المواطنين بضرورة ترشيد استخدام المياه، منوهاً أنه في حال استمرار الجفاف للعام المقبل فسيكون العراق أمام "خطر أكبر" قد يوسع دائرة المناطق التي لا يوجد فيها مياه للشرب.
راضي أضاف في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء (29 حزيران 2022)، إنه "بعد انخفاض حصص العراق المائية أصبحنا ملزمين بتقنين المياه ووضع خطة لتوزيعها بمناطق وقطاعات، هنالك أولويات توضع للاهتمام أولا بتوليد الطاقة ومياه الزراعة والشرب، إضافة إلى تخزين كميات كخزين مائي".
وبينّ أن "هناك مناطق وقرى تعرضت للجفاف وهاجر ساكنوها وتركت الزراعة فيها بسبب عدم وجود المياه، هذا الخطر قد يزداد أكثر إذا استمرت دول الجوار بهذا الحصار دون أن تساعد العراق أو تتقاسم معه الضرر، نحن الآن نستخدم جزءاً كبيراً من الخزين المائي ويعني هذا لو استمر الجفاف للعام المقبل والذي بعده، فسنكون أمام خطر أكبر قد يوسع دائرة المناطق التي لا يوجد فيها مياه للشرب".
راضي طالب المواطنين بضرورة "ترشيد استخدام المياه، لأن الخطر لو حل فسيشمل الجميع وسيعرض البلاد لأزمة كبيرة، قائلاً: "ليس منطقياً بعد الآن هدر المياه، حتى أن الزراعة مازال الري فيها بطرق قديمة تضيع الماء، لذلك هذه دعوة للالتفات لهذا الأمر من قبل المواطن العراقي".
في الأثناء يقول عراقيون، إنهم ينفقون مبالغ متفاوتة على شراء المياه شهرياً وباتت تعتبر من ضمن المصاريف اللازمة على غرار مصاريف شراء الكهرباء الأهلية عبر المولدات، وفق ما نقلت "العربي الجديد".
وأوضح، علي المياحي، صاحب معمل لتعبئة المياه أنهم "يبيعون المياه في المناطق التي لا تصل إليها عبر شبكة الأنابيب، أو تلك التي تصل إليها مياه لا تصلح للاستهلاك الآدمي".
وأضاف "هناك طلب كبير، بالنظر لحاجة المواطنين إلى كميات كبيرة من المياه، واستنتجنا ذلك من خلال عدد السيارات الحوضية التي نرسلها للمناطق وكانت سابقا أقل بكثير من الآن بواقع 6 أضعاف عما كان عليه عام 2017 مثلا".
وتراجعت موارد العراق المائية بنسبة 50 بالمئة منذ العام الماضي بسبب فترات الجفاف المتكررة وانخفاض معدل هطول الأمطار وتراجع منسوب الأنهار. بحسب مسؤولين حكوميين.
ويُصنف العراق، الغني بالنفط ، بين دول العالم الخمسة الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر على الرغم من وجود نهري دجلة والفرات في ذلك البلد.
وكان عون ذياب، كبير مستشاري وزارة الموارد المائية قد أفاد في تصريحات سابقة، أن "احتياطيات المياه أقل بكثير مما كانت عليه العام الماضي بنحو 50 بالمئة بسبب قلة هطول الأمطار وتراجع الكميات القادمة من الدول المجاورة".
وكان البنك الدولي قد حذر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من أن العراق، البلد الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 41 مليون نسمة، قد يعاني من انخفاض بنسبة 20 في المائة في موارد مياه الشرب بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.
ويحتاج العراق الذي دمرته عقود من الصراع والعقوبات إلى استثمار 180 مليار دولار على مدى العقدين المقبلين في البنية التحتية وبناء السدود ومشاريع الري. بحسب البنك الدولي.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات