كوردستان تي في
يُعتبر تحالف الديمقراطي الكوردستاني مع السيادة والتيار الصدري، والذي ما يزال قوامه حياً رغم انسحاب التيار الصدري، تحالف اهدافٍ استراتيجية وليس غايات مرحلية، دون إغفال خصوصية بعض الأهداف بالنسبة لأيٍ منهما، ولهذا السبب أطلق عليه التحالف الثلاثي الاستراتيجي.
ووضعت القوى الثلاث صاحبة المشتركات المهمة في محصلة الانتخابات الأخيرة باعتبارها الفائزة الكبرى بين المكونات التي انبثقت منها، اهدافاً وتطلعات بعيدة الأمد، وهذه الأهداف-الثوابت، بعضها غير قابل للمساومة والتخفيض مهما كانت محصلة الحراك لتشكيل الحكومة، او حصول انسحابات أو حتى اعادة انتخابات.
التغيير والاصلاح كان من بين اهم اهدافها، اضافة الى تقوية بناء الدولة الدستوري والقانوني، ونزع سلاح الميليشيات المنفلتة، وحل المشكلات العالقة بين الاقليم والعراق الإتحادي، وإعادة الأعتبار لمنصب رئيس الجمهورية وتحريره من قبضة الحزب الواحد، وحل مشكلة النازحين واعادة المهجرين الى مناطقهم، وتشكيل حكومة استحقاقات قوية بإزاء معارضة معتبرة.
وليس منطقيا ان تتغير هذه الاهداف، والقناعات بمجرد انسحاب احد الحلفاء لأي سبب، او أن يحصل نكوص فيتم القبول بالعودة الى مربع الفشل، والاستسلام لمنطق الواقع الذي سارت عليه العملية السياسية ما بعد عام ٢٠٠٣، والتسويف والمماطلة التي مورست في قضايا تحتاج الى الحسم لتحقيق استقرار العراق.
وفي حين كان مزمعا عقد لقاء يجمع الحليفين الديمقراطي والسيادة في أربيل لإعلان موقفهما الرسمي بعد انسحاب التيار الصدري، تم التأجيل، فيما يُعتقد انه ليس هنالك الكثير لمناقشته بين الحليفين، وفقا لمنظور الثوابت، وانما هو انتظار لموقف نهائي من الحليف الثالث في ضوء الحراك المستمر لاقناعه بالعدول عن قراره.
ويرى مراقبون ان الحليفين ملزمان بإتخاذ موقف متوازن يأخذ بالاعتبار اسباب انسحاب التيار الصدري، ما يشير الى أرجحية انضمامهما الى المعارضة، خاصة اذا لم يراع المعسكر الآخر تلبية الاهداف الخاصة المرسومة لكل منهما.
وبحساب اعداد الاصوات فانهما يملكان ٩٨ مقعداً، يضاف لها نواب القوى المدنية والمستقلون المؤيدون لموقف الصدر في تشكيل حكومة اغلبية، والآخرون الداعون الى حل مجلس النواب، ما يعني عملياً اعادة بضاعة الثلث المعطل الى اصحابها، بواقع النصف أو يزيد قليلا.
تقرير.. كمال بدران
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات