أربيل 15°C الجمعة 26 نيسان 07:47

حديقة الكلاب رواية جديدة عن اوكرانيا ما بعد الحقبة الحمراء

تقارن فيه بين الحياة في أوكرانيا بعد استقلالها والحياة في فنلندا
کوردستان TV
100%

كوردستان تي في

عبر رواية طويلة ممتدة زمنياً بين 1992و2016 ومتعددة الأماكن داخل مدن الاتحاد السوفياتي السابق، تأخذنا الكاتبة الفنلندية صوفي أوكسانين إلى أعماق المجتمع الأوكراني، تقارن فيه بين الحياة في أوكرانيا بعد استقلالها والحياة في فنلندا، كاشفة بذلك الفارق الحضاري الكبير بين البلدين. 

بلد أوروبي غارق في الفقر وآخر ينعم بالرخاء، وليس هناك أدل لرصد واقع البلدين المتناقضين من مقارنة بطلة الرواية بين أوضاع البشر في بلدها والكلاب في فنلندا.

جاء في الرواية "تأملت المشهد حولي، وأنا أفكر في طبيعة حياتهم وهم يعيشون في بلد يتمتع فيه الكلاب بحدائق خاصة بهم، فكرت أن متنزهات الكلاب هنا تلقى عناية فائقة أكثر بكثير من الحدائق الترفيهية المخصصة للبشر في أوكرانيا" ص115.

الرواية تقدم صورة سوداوية لأوكرانيا ما بعد حقبة الاتحاد السوفياتي. حال من الفقر وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي تدفع الجميع دفعاً للمشاركة في الأعمال غير القانونية.

هروب من الموت

تدورأحداث راوية "حديقة الكلاب" ترجمة ريم داوود (دار العربي للنشر والتوزيع - القاهرة) بين مدن روسية وأوكرانية وفنلندية عدة، تبدأ سردها المفكك من اللحظة الآنية 2016 من مدينة هلسنكي الفنلندية حيث الأوكرانية أولينكا جالسة على أحد المقاعد في حديقة عامة للكلاب تراقب زوجين وطفليهما وهم يريضون كلبهم، فتجلس بجوارها امرأة تكتشف أنها صديقتها القديمة داريا، مما يجعلها تستعيد ماضيها القديم المملوء بالاضطرابات ورحلات الهرب.

تسرد البطلة رحلة حياتها التي لم تعرف فيها الاستقرار من رحلة هرب من الموت إلى أخرى، فبعد فشلها في أن تكون عارضة أزياء في باريس تعود كاسفة البال إلى أمها وعمتها في أوكرانيا لتشاركهما زراعة الخشخاش (عام 2006)، إلا أنها تجد وظيفة في إحدى الشركات المشبوهة التي تقوم بعمليات بيع الأجنة، وبعد خضوعها لاختبارات صارمة بما في ذلك اختبار الذكاء والقوى البدنية يجري تزوير بياناتها العائلية كما يجري مع غيرها من الأوكرانيات بخاصة إذا كن قادمات من أماكن قريبة من تشرنوبل أو ملوثة بالفحم أو أن أحد أقاربهم في السجن، ليكن ملائمات للعملاء الأثرياء القادمين من غرب أوروبا وأميركا.

وبفضل قدرات أولينكا وملكاتها اللغوية المتعددة، تعتمد عليها الشركة في جلب مزيد من المتبرعات، فتستقر حياتها المادية لفترة إلى أن تجد نفسها مضطرة إلى الهرب بعد اتهامها بقتل ابن رئيسها في العمل، فتسافر إلى فنلندا وتعمل في شركة تنظيف كخادمة في المنازل.

وتعتمد الرواية في حبكتها الفنية على السرد المتقطع الذي ينطلق من اللحظة الراهنة، ليعود بالزمن إلى الوراء للكشف عن كيف آل حال الساردة إلى هذا الوضع، وعن طبيعة الأحداث والأماكن والخلفية الثقافية والاجتماعية التي جاءت منها ودفعتها إلى هذا المصير، وهذا التنقل من زمن إلى زمن ومكان إلى مكان أعطى مساحة كبيرة لرصد واقع المجتمع الأوكراني والأزمات التي يمر بها من حقبة إلى أخرى، بداية من الفساد السياسي البرلماني والعنف المنتشر داخل المجتمع الذي تعبر عنه النكتة التي يرددها الأوكرانيون أن "الشرفاء هنا في السجون بينما الكاذبون في البرلمان".

المصدر: صحيفة اندبندنت العربية

 

 

 

 

 

 

الثقافة والفن

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات