كوردستان تي في
ولد سنة 1940 في السليمانيّة، حيث نشأ واجتاز المراحل الدراسيّة: الإبتدائيّة ، المتوسّطة والثانويّة، و بعدها رغب في استكمال دراساته الجامعيّة والعليا في خارج العراق ؛ فقصد الإتحاد السوڤياتي في سنة 1961واستقرّ في مدينة لینینگراد، حيث درس في جامعتها و نال شهادتيّ البكالوريوس والماجستير في اللغة الروسيّة و أدبها، و بعدها قُبِلَ - بعون العلّامة قناتي كُردو- في قسم الدراسات الشرقيّة في الأكاديميّة العلميّة السوڤياتية في لینینگراد، و نال شهادة الدكتوراه على أطروحته (تاريخ تصنيف وأساليب إعداد القواميس الروسيّة -الكرديّة)
و بعدما أمضى (13سنة) في روسيّا و نيله تلك الشهادات و تعمّقه في اللغة الروسيّة وأدبها، عاد في 1973إلى العراق واستقرّ في بغداد و عمل أستاذاً، و عضواً عاملاً في (المجمع العلمي الكوردي) الذي قزّمه الرايخ العفلقي إلى (الهيئة الكرديّة...لاحقاً) و راح يتحف مجلّته وغيرها والصحف بمقالاته ودراساته القيّمة، إضافةً إلى إشرافه على العشرات من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه نحو نصف قرن ...
و قد عاد الأستاذ عبد الرحمن بعد سقوط النظام البعثي الفاشي في 2003 إلى السليمانيّة والتدريس في جامعتها
لقد أصدر الأستاذ عبدالرحمن أكثر من (30 كتاباً) جلُّها يتعلّق بحقول اللغة والثقافة الكرديّتين ، وأصبحت مصادر و مراجع علميّة ثمينة في المعاهد والجامعات الكردية...
و لعلّ المرجع المهم الأبرز هو سِفْر ((رێزمانی كوردی = قواعد اللغة الكرديّة)) الواقع في خمسة أجزاء والمطبوع في العراق و شرقي كُردستان :
1.ناو = (الإسم) ۱۹۷۹
2. جێناو= (الضمير) ۱۹۸۷
3. ئاوەڵناو=(الصفة) ۱۹۹۲
4. وشەسازی= (علم الصرف) ۱۹۹۸
5. کردار= (الفعل) ۲۰۰۰
كما ترجم العديد من الكتب الأدبية المهمّة عن اللغة الروسيّة إلى اللغة الكوردية...
والجدير بالذكر أنّه قد أهدى كتب مكتبته العامرة إلى (الأكاديميّة الكرديّة) في هولير(أربيل)...
و من المؤسف جدّاً أنّ المنيّة وافت هذا الإنسان والمثقف الكبير المُعطي ؛ إثر حادث سير في ليلة 7-8تمّوز 2007 في السليمانيّة، و وريَ جثمانه الطاهر في مقبرة (سَيْوان).
وفيما يلي قصيدة صديقه العلّامة حكمت شُبّر صديق شعبنا الصدوق في ذكرى فقدانه الأليم :
" إلى ذكرى عبد الرحمن معروف **
يا وحشةَ الدّنيا بما حملَ البلاءْ
و تزاحم الأرزاء بثّتها تباريح المساءْ
يا لعنةَ الدّهرِ الذي حرمَ الأحبّة منْ لقاءْ
خطفَ المنونُ العالِمَ النحريرَ في عزّ العَطاءْ
عجباً يا ملاكَ الموتِ كيف خطفتَ عنوانَ النقاءْ؟!
(عَوِلٌ) صديق العمرِ هلْ حقّاً تلَحَّفتَ العَراءْ ؟!
في وحشةِ اللحدِ المقيتِ يغوصُ جسمُكَ في سرابْ
لكنَّ روحَكَ لنْ يُلامسُها الظلامُ تُنيرُ لنا العُبابْ
لا لنْ تغيبَ بزُحمةِ الموتِ الرّهيبِ فأنتَ باقٍ في اللبابْ
انّي أراكَ كما رأيتُكَ في (الليالي البيضِ) حُبّاً شامخاً فوقَ السّحابْ
واللهوُ في تلك الليالي الضاحكاتِ مُعَمَّدٌ بسنى الشبابْ
‘نّي أراكَ و بهجةَ الدنيا على (النيڤا) و أسرابَ النساءْ
والدبكة الحسناء وهْيَ تهزّنا طرباً و نمرحُ في الضياءْ
صخَب الشبابِ و لهونا والمنشدون مواكباً تشدو بألحانِ السماءْ
ذهبوا و ما أبقى لنا الموتُ الرهيبُ سوى العذابْ
أعطيتَ كُردستانَ ما في قلبِكَ المملوءِ حبّا دونَ خوفٍ وارتيابْ
أفرغتَ روحَكَ في حُميّا العلمِ تخدمُ فيهِ قوماً راعهُم طولُ الغِيابْ
و جعلتَ كردستانَ قِبلةَ ما كتبتَ و غبتَ عنها كالشهابْ
و لَسَوْفَ تبقى خالداً كالنجمِ يسطعُ نورُهُ فوق الهضابْ
(رحمنُ) سوفَ أظلُّ في حزني يُمَزّقُني الإغترابْ "
المادة مأخوذة من من صفحة الاديب والمترجم الكوردي جلال زنگابادي
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات