كوردستان تي في
أكَّد وزير الخارجيَّة العراقية، فؤاد حسين، أنَّ وزارته مُستمرة بجهودها الدبلوماسيَّة للوصول إلى تحقيق "أسمى مراتب العدالة الإنسانيَّة" لضحايا المقابر الجماعية، وتعويض ذويهم والحرص على أنَّ لا تتكرر تلك الانتهاكات مُستقبلاً.
وأقامت الوزارة، اليوم الأربعاء (18 أيار 2022)، حفلاً بمُناسبة اليوم الوطنيّ للمقابر الجماعيَّة، حضره ممثلين عن رئاسة الوزراء، والجُمهوريَّة، ومجلس النواب، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمستشارة الخاصة المعنيَّة بمنع الإبادة الجماعيَّة، ومدير المقابر الجماعيَّة في إقليم كوردستان، وممثلي وزارات الداخلية والعدل، ورئيس مؤسسة السجناء السياسيين، ورئيس مؤسسة الشهداء، وعدد من السفراء، وممثلي البعثات الدبلوماسيَّة المُعتمَدين في بغداد.
وخلال فعالـيَّات الحفل ألقى حسين، كلمة أكَّد فيها أنَّ "هذا اليوم نستذكرُ فيه الآلاف من شهداءنا الأبرار الذين تعرضوا لأبشع أنواع الانتهاكات والاضطهاد ودفنوا في مقابر جماعيَّة في عموم العراق"، مُضيفاً أنَّ تضحياتهم الكبيرة كانت "مُفتاحاً للتغيير وبداية لعهد جديد في العراق تصان فيه كرامة وحقوق العراقيين في مناخ ديمقراطيّ يؤسس لمرحلة جديدة ينهض من خلالها العراق بسواعد نسائه ورجاله، ومن أجل هؤلاء وعوائلهم نجتمع اليوم، ونحن ننحني إجلالاً لتلك التضحيات، وتحدونا عزيمة كبيرة ألا تتكرر تلك المآسي مرة أخرى".
وقال حسين: لقد عملت وزارة الخارجيَّة في العهد الجديد، انطلاقاً من واجبها وفقاً للدستور والبرامج الحكوميَّة، على نقل وطأة وتكلفة تلك الجرائم على مكونات الشعب العراقيّ، ونقل تلك الصور الإنسانيَّة المُؤلمة إلى المجتمع الدوليّ، من خلال القنوات الدبلوماسيَّة والمحافل الدوليَّة ذات العلاقة. وقد تجسدت هذه الجُهُود الدبلوماسيَّة الكبيرة بأشكال مُتعددة من خلال التعاون مع الدول والمنظمات الدوليَّة المعنيَّة للوصول إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، تحقق لشعبنا العدالة الضرورية من أجل وقف نزيف تلك الجروح، والمضي قدماً في عمليَّة بناء مؤسسات الدولة والحفاظ على الوطن.
وأضاف "نقدِّر عالي التقدير مَن وقف إلى جانبنا خُصُوصاً في ظروف المحنة، واخص بالذكر بعثة مُساعدة العراق التابعة للأمم المتحدة (UNAMI)، وفريق التحقيق الدوليّ المعنيّ بجرائم تنظيم داعش (UNITAD)، إذ تترأس الوزارة اللجنة الوطنيَّة التنسيقيَّة مع الفريق الدوليّ، والتي ترعى بدورها اجتماعات هذه اللجنة وتجتمع بشكل مُنتظم لمُناقشة القضايا التي تهم دعم الجُهُود التي يبذلها لإنجاح مُهمته المُتمثلة بدعم الجُهُود المحليَّة لمُحاسبة تنظيم داعش الإرهابيّ ومُلاحقة افراده قضائيّاً على الجرائم التي ارتكبوها، والتي ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعيَّة بمُوجب قرار مجلس الأمن الدوليّ المرقم (2379) لسنة 2017، فضلاً عن دور الفريق الدوليّ في جمع الأدلة وحفظها".
وأشاد بعمل اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر، وتعاونها مع وزارة الخارجيَّة، مُؤكَّداً على أنَّ "يستمر هذا التعاون بشكل فعال، خاصة وإنَّ اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر تضطلع بمهام عدة في العراق، وهناك دائماً إشادة عاليَّة بالتعاون الذي تبديَّه الحكومة العراقيَّة ومؤسساتها المعنيَّة".
كما وأشاد بتعاون اللجنة الدوليَّة لشؤون المفقودين (ICMP) مع وزارة الخارجيَّة والجهات العراقيَّة الأخرى، والتي بدأت أعمالها في العراق عام 2005، وافتتحت مكتبها في بغداد عام 2009، وفي أربيل عام 2010، إذ شمل هذا التعاون "إعداد برامج وورش عمل لتدريب الخبراء والمختصين العراقيين على التقنيات الحديثة الخاصة بفتح المقابر الجماعيَّة وأخذ العينات وحفظها وتحليلها، كما تعمل اللجنة الدوليَّة بالتعاون مع الجهات العراقيَّة ذات العلاقة لفتح المقابر الجماعيَّة وصولاً إلى غلق هذا الملف بشكل نهائيّ وبأسرع ما يمكن، بعد أنَّ بلغ عدد الموظفين الذين شاركوا في البرامج التدريبية إلى 550 مُوظفاً من مُختلِف الوزارات والمُؤسسات الحكوميَّة".
ونوه وزير الخارجيَّة الى استمرار الوزارة بهذه الجُهُود الدبلوماسيَّة وصولاً إلى "تحقيق أسمى مراتب العدالة الإنسانيَّة للضحايا، وتعويض ذويهم عمّا عانوه من مآسٍ وحرمان، وتحرص على أنَّ لا تتكرر تلك الانتهاكات مُستقبلاً، وأنَّ يعيش المواطن العراقيّ في جو يسوده السلم والأمن واحترام حقوقه وتمكينه من أنَّ يكون شريكاً فاعلاً في الحياة السياسيَّة، وصاحب قرار في مجرياتها".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات