كوردستان تي في
يواجه العراق "مشكلة جدية" في الاستهلاك الكبير للبلاستيك، كما هو الحال في كل دول العالم، فيما تقول الدراسات إن جزيئات البلاستيك الدقيقة لا تلوث البيئة فحسب، بل تستطيع اختراق جسم الانسان أيضاً، خاصةَ عندما يتعرض البلاستيك للحرارة، مما قد يؤدي الى مشاكل صحية، ومن هنا المنطلق تم توزيع مليون كيس ورقي على الأفران في أربيل.
برنامج التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة في العراق، ذكر عبر تقرير اليوم الجمعة (6 أيار 2022)، أن مدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان "تنتح حوالي ٢٠ ألف طن من النفايات الصلبة يومياً، لتدفن في مكبات أو تحرق في الهواء الطلق. معظمها تأتي من البلاستيك المستخدم في التغليف، الأكياس وعبوات المياه بشكل رئيسي".
وأضاف البرنامج: "مع عدم وجود أي عمليات تدوير حقيقية، ولا إجراءات جدية للحد من إنتاج البلاستيك، تسعى المنظمات الإنسانية لمعالجة المشكلة من جذورها عن طريق تقديم أوراق مشاريع لمنع صناعة واستيراد البلاستيك، وخلق حلول بديلة للعامّة."
وقال البرنامج إنه و"بدعم من الاتحاد الأوروبي" وافق على مشروع منظمة "ايكو-فايتال" لتوزيع الأكياس الورقية على أفران الخبز بأربيل "كمحاولة لتعريف أصحاب الأفران والمستهلكين على حد سواء بهذا الخيار البديل، على أمل أن يبدأ ذلك موجة من الوعي الاجتماعي باستخدام الوسائل المناسبة".
وتواصلت منظمة ايكو-فايتال وشركائهم بشركة تصنيع الأكياس الورقية مع معظم أفران الخبز بأربيل، لمعرفة أسباب اختيار الأكياس البلاستيكية في حين أن أهل المنطقة تاريخياً لطالما وضعوا خبزهم في أكياس قماشية وورقية، وفق التقرير.
وبين التقرير أنه "كان من الواضح أن السبب الرئيسي -إن لم يكن الوحيد- هو سعر البلاستيك المنخفض، وهو نفس السبب الذي أدى إلى انتشار البلاستيك عالمياً في العقود الأخيرة أساساً".
وبحسب التقرير فقد "أخذ متطوعون بتوزيع الأكياس على الأفران، وكانت حصة كل فرن ٢٠٠٠ كيس ب٤ أحجام مختلفة مجاناً، وخلال فترة أسبوعين، استلم ٥٠٠ فرن أكياسهم واكتملت عملية توزيع المليون كيس".
وأشار التقرير الى أنه "الى جانب توزيع الأكياس، تم بث رسائل توعوية عبر الإذاعات في أربيل، لتسليط الضوء على أضرار تغليف الخبز بالبلاستيك، وإخبار الناس أن باستطاعتهم الآن طلب كيس ورقي من فرنهم المعتاد".
ويبقى "التحدي الحقيقي" هو منافسة أسعار أكياس البلاستيك، وهذا التحدي ما زال موجوداً، لكن شركات تصنيع الورق بأربيل تعمل على "تخفيض أسعار التغليف الورقي لمستوى منافس للبلاستيك"، وفق ما جاء في التقرير.
وذكر برنامج التنمية المستدامة أن "هذه مجرد البداية فقط، وما زال الطريق طويلاً أمام عراق خالٍ من البلاستيك".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات