أربيل 15°C الثلاثاء 02 تموز 19:31

بعد أن تلبدت سماؤه بالأزمات.. مدن العراق الاتحادي تختنق بالغبار الأصفر عشية عيد الفطر

يستقبل العراقيون عطلة عيد الفطر المبارك في ظروف سياسية واقتصادية جمع بينها في السوء طقس
کوردستان TV
100%

كوردستان تي في

يستقبل العراقيون عطلة عيد الفطر المبارك في ظروف سياسية واقتصادية جمع بينها في السوء طقس يعتقد الخبراء في علم البيئة أن اضراره كانت ستكون اقل بكثير لو صلحت اعمال السياسة منذ ما بعد عام الفين وثلاثة.

وعلى الرغم من أن التقديرات الدولية تعتبر العراق  بين اكثر خمس دول تأثرا بالتغيرات المناخية، لكن الخبراء يقولون ان ما يفاقم الازمة عوامل داخلية تخص العراق، ومن تلك انخفاض مناسيب المياه في انهاره، انعدام المساحات الخضراء والانطقة، عمليات التجريف التي طالت البساتين والحقول، والتوسع العشوائي في البناء، واستخدام العوادم دون حساب، وأساليب الزراعة والري القديمة، وسواها.

وكانت وزارة البيئة العراقية قد حددت في تقرير سابق لها مؤشرات التغير المناخي في البلاد بأربع نقاط أساسية وهي: ارتفاع معدلات درجات الحرارة، وقلة التساقط المطري، وازدياد شدة هبوب العواصف الغبارية مع نقصان المساحات الخضراء.

ومن جانبه يتفق برنامج الامم المتحدة الانمائي في العراق يونامي على العوامل الأربعة ذاتها، ويزيد  بأنها ستعرقل التنمية، وتعيق جهود الحد من الفقر وتعزيز سبل العيش.

ان الدعوة التي اطلقها بعض السياسيين بناء على تأثر مناطق شاسعة في العراق من التغيرات المناخية واحتمالية ان يتحول في غضون سنوات قليلة الى دولة عطشى جاءت متاخرة كثيرا، وهي بحسب المتخصصين غير علمية وغير عملية فتشجير المساحات الخضراء يتطلب كميات مياه عالية غير متوفرة، كما أن ادارة الدولة لملف المياه خارجيا ضعيف بشهادة مسؤولين حكوميين.

ان تاثر اقليم كوردستان من سياسات انظمة دول الجوار وقطعها الروافد والانهار عنه لا يقل حجما عن تضرر بقية انحاء العراق الاتحادي ولذا فأن سعي حكومة الاقليم للاستفادة من فائض المياه الجوفية وتجميع مياه الامطار وسواها لبناء بعض السدود امر مشروع، وليقل غير هذا من يقول من اعداء الاقليم والحاقدين عليه.

على العراق ان يخوض حروبا داخلية وخارجية لرسم السياسات المائية وهي حروب تقتضي وحدة الصف والاخلاص في النوايا لمواجهة الأزمة واللجوء الى المحاكم الدولية، إن اقتضى الامر للحصول على حقوقه من المياه، وذلك لن يتوفر بوجود المناكفات السياسية وتشتت الكلمة والرأي وانحياز بعض القوى الى الخارج، بل وحتى الفشل في تشكيل حكومات قوية ومنسجمة.

داخليا على الحكومة ان تتخذ قرارات مناسبة وصارمة في قضية استهلاك المياه، و طرق توزيعه فبعض الانباء تشير الى ان نسبة كبيرة منه يتم هدرها على محاصيل زراعية يكون استيرادها اقل تكلفة من زراعتها كمحصول الشلب الذي يستهلك مياه كثيرة يمكن الاستفادة منها في التشجير وزراعة محاصيل اخرى اقل استهلاكا للماء، ويقال ان تاثيرات سياسية تحول دون تنفيذ هذه القرارات بسبب ان جهات نافذة تمنع ذلك.

ان حل اغلب مشكلات العراقيين تبدأ باختيار المناسبين للمناصب، والذين يقرنون العلم بالاخلاص في العمل..
وكل عام والعراق الاتحادي وأهله بخير.

......

تقرير..  كمال بدران

الشرق الاوسط العراق

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات