كوردستان تي في
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم الثلاثاء (16 تشرين الثاني 2021)، أن السلطة الحالية في روجافا امتداد لحزب العمال الكوردستاني.
جاء ذلك خلال إجابة مسرور بارزاني على أسئلة الصحفي في صحيفة الغارديان البريطانية مارتن تشولوف في حلقة نقاشية خاصة عقدت ضمن منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط الذي انطلق اليوم في الجامعة الأميركية في كوردستان – دهوك، بحضور رئيس جمهورية العراق برهم صالح ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيسة برلمان كوردستان ريواز فائق.
وقال إن "سوريا تعيش واقعاً جديداً لكن السؤال المهم الآن هو كيف سيكون مستقبل سوريا؟"، مؤكداً أن إقليم كوردستان يريد أن يتحقق الأمن والاستقرار في سوريا لما لذلك من تأثير مباشر على العراق.
وتابع: "من المهم أن يعيش السكان الكورد في هذا البلد بسلام، وحاولنا أن نكون فاعل خير في الصراع بينهم، بهدف خلق رؤية موحدة للحل السياسي السلمي بين جميع الأطراف، فالنظام ليس اللاعب الوحيد، إنما أمريكا وإيران وتركيا وروسيا لها وجود في هذا البلد وجزء من مشاكله".
وأوضح رئيس حكومة إقليم كوردستان: "لهذا إذا أردنا حلاً للوضع في سوريا، فيتعين على تلك البلدان التوصل إلى اتفاق يضمن مستقبل سوريا، ويأخذ في نظر الاعتبار مصالح جميع الأطراف".
وحول بقاء أو عودة كورد سوريا اللاجئين في إقليم كوردستان، قال مسرور بارزاني "إن القلة عادت لكن الغالبية بقيت، وقد فروا في ذلك الوقت بسبب حرب داعش، لكنهم لم يعودوا رغم انتهاء حرب داعش، لأنهم يرون أن النظام القائم في روجافا امتداد لحزب العمال الكوردستاني، وإنهم يعتقدون أنهم لن يشعروا بالأمان في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطة روجافا، ويتساءلون عن مستقبلهم وما إذا كان عليهم العودة أو البقاء، وما هو الحل لهذا الجزء من كوردستان بين الدول القوية، مما يعني أن الناس هنا ليسوا متأكدين مما سيحصل لهم، ولهذا السبب لم يعودوا".
"قضية المهاجرين على حدود بيلاروس وبولندا تثير قلقنا العميق"
وبشأن المهاجرين، قال رئيس الحكومة: "إن قضية المهاجرين على حدود بيلاروس وبولندا تثير قلقنا العميق، وإن سلامتهم وصحتهم مهمة جداً بالنسبة لي، ونريد ضمان سلامتهم ووضعهم الصحي، ويبدو أن هناك كثيرين ومن بلدان مختلفة، وبعضهم من إقليم كوردستان".
وأعرب رئيس الحكومة عن أسفه بأن هؤلاء المواطنين استغلوا من قبل مهربي البشر ووقعوا ضحية لعبة سياسية، وأضاف: "هؤلاء لم يغادروا الإقليم تحت أي ضغط، وقد زاروا بيلاروس بطريقة شرعية، ولم تعترض سبيلهم شركات الطيران، ووصلوا بحرية، بهدف الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، وما يدعو للأسف أن الطقس هناك بارد جداً، وقد رأينا بعض الصور ومقاطع الفيديو على الشاشات، وأنا قلق لأن بينهم أطفال، أبرياء يدفعون ثمن اللعبة السياسية".
وأشار إلى الجهود الرامية لحل المسألة، قائلاً: "نحن على تواصل مع أصدقائنا في الخارج وكذلك مع بغداد لإيجاد طريقة لإعادتهم إلى الوطن بسلامة"، داعياً المنظمات الإنسانية، ولا سيما الصليب الأحمر، إلى إغاثة العالقين.
ونفى أن يكون الوضع الأمني هو السبب وراء الرغبة بالهجرة، وشدد على أن "إقليم كوردستان منطقة آمنة، ويستضيف نحو مليون نازح من الذين فروا من أجزاء العراق ولاذوا بالإقليم لأنهم يشعرون بأنه منطقة آمنة، ومن غير المنطقي القول إن الناس يغادرون إقليم كوردستان لأنه غير آمن، وإذا كانت مغادرتهم بسبب الوضع الاقتصادي فقد يكون ذلك صائباً، غير أن الأزمة الاقتصادية لم تفتعلها حكومة إقليم كوردستان".
وأوضح رئيس الحكومة أن الإقليم لديه مشاكل مع بغداد لسنوات عديدة، وعلى سبيل المثال، لم ترسل بغداد حصة إقليم كوردستان من الموازنة العامة لمدة 12 شهراً، ناهيك عن الأزمة المالية وتفشي كورونا مما ألقى ذلك بظلاله على الاقتصاد، لكننا لم نتوقف وبدأنا في الإصلاح، وقال: "صحيح أننا لم ندفع الرواتب بالكامل، لكننا دفعنا الرواتب في كل شهر وفق إمكاناتنا المتاحة".
ولفت إلى أن الحكومة الحالية "وفرت منذ تشكيلها ولغاية الآن نحو 112 ألف فرصة عمل"، لافتاً إلى تنفيذ العديد من المشاريع عن طريق القطاع الخاص أو القطاع العام أو بصورة مشتركة بين القطاعين.
وأكد وجود فرص عمل كثيرة للناس في إقليم كوردستان، مبيناً أن الإقليم بات مقصداً للباحثين عن عمل من بنغلاديش والفليبين ولبنان وأفريقيا ومن تركيا وإيران، فضلاً عن باقي أجزاء العراق، وتساءل: "لم هؤلاء الناس يجدون عملاً هنا، لكن الآخرين لا يجدون عملاً؟"
وأوضح رئيس الحكومة أن العالقين الآن على الحدود بين بيلاروس وبولندا ربما كانوا يبحثون عن فرص حياة مختلفة، لكنهم أنفقوا آلاف الدولارات من أجل السفر، ولو أنهم أنفقوا هذه الأموال هنا فيمكنهم إطلاق مشاريع صغيرة مثل تلك دُشنت في دهوك والسليمانية وأربيل وباقي مدن كوردستان.
مشاكل اقتصادية وأمنية وتحديات عديدة
وقال رئيس الحكومة: "لا أقول إن وضعنا مثالي، فلا تزال لدينا مشاكل اقتصادية وأمنية وتحديات عديدة، ونحن جزء من هذه المنطقة التي تعج بالأزمات... لكن ما قمنا به منذ تشكيل الحكومة جعلنا نتخطى تحديات جسيمة بفضل الإصلاح، وكانت مهمتنا صعبة للغاية".
وتابع: "لقد تمكّنا من البقاء في ذروة ظرف عصيب للغاية بدأ منذ بدء عملنا، وما لم تشرع التشكيلة الوزارية التاسعة بالإصلاح لانهار إقليم كوردستان".
ما تتسلمه حكومة إقليم كوردستان من حصة الموازنة الاتحادية لا يتعدى 5 بالمئة
وبشأن العلاقات بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، جدد رئيس الحكومة التأكيد بأن الإقليم لم يتسلم مطلقاً نسبة 17 بالمئة بخلاف ما يشاع بين الناس، مشيراً إلى أنه وبقرار شخصي من رئيس الوزراء آنذاك خفضت الحصة من 17 بالمئة من 13 بالمئة، وهذه النسبة هي الأخرى لم تتسلمها حكومة إقليم كوردستان.
وقال: "ما تتسلمه حكومة إقليم كوردستان من حصة الموازنة الاتحادية لا يتعدى 5 بالمئة"، موضحاً أن الحكومة العراقية لم ترسل حصة إقليم كوردستان لمدة 6 أشهر من موازنة 2020، و6 أشهر أخرى من موازنة 2021، ما يعني أن إقليم كوردستان لم يتسلم رواتب 12 شهراً.
تأييد أي حل سلمي من شأنه تحقيق الاستقرار في المنطقة
وعن احتمالية انسحاب القوات الأمريكية في العراق وسوريا وموقع إقليم كوردستان، أكد مسرور بارزاني أن "هذه مسألة مهمة ونحن مع أي حل سلمي من شأنه أن يحقق الاستقرار في المنطقة وأن يضمن مشاركة جميع الأطراف بما يصون حقوق الجميع".
وقال: "تعاني المنطقة من نزاعات وصراعات سياسية بين الدول بشأن مصالحها المختلفة، ولكي يتم تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، يجب التفكير في إقامة نظام أفضل وعلاقة سليمة، على أساس المصالح المشتركة واحترام سيادة كل طرف".
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات