احتل مسلسل "إيبيديميا" (الوباء) الروسي المركز الرابع في قائمة أكثر الأعمال مشاهدة على منصة نتفليكس، التي اشترته بمبلغ قياسي هو الأكبر في تاريخ الأعمال الفنية الروسية (1.5 مليون دولار). متفوقا بذلك على مسلسل "أفضل من البشر" الروسي الذي بيع للمنصة في وقت سابق بمبلغ مليون دولار، الذي كان الأكبر في حينه.
و"الوباء" هو الاسم الروسي للمسلسل المبني على قصة خيالية مستوحاة من رواية الكاتبة يانا فاغنر "بحيرة فونغ". لكنه موجود على نتفليكس الآن تحت عنوان To the lake. وفي إطار درامي تدور أحداث المسلسل حول قصة انتشار فيروس قاتل في العالم يصيب الرئتين، ويعرض طريقة تعامل السلطات من أجل منع انتشار الوباء عبر قتل المصابين ومخالطيهم، إضافة إلى صراع الناجين من الوباء الغامض للبقاء أحياء وبحثهم المضني عن الغذاء والدواء، في ظل تفشي انتشار الجرائم، وتدهور الأوضاع المالية والاجتماعية والصحية.
يوثق المسلسل محاولة مجموعة للنجاة من الموت إلى بناء خشبي وسط بحيرة في جمهورية كاريليا شمال غربي روسيا.
وواضح أن المسلسل الذي عرض في روسيا قبل انتشار فيروس كورونا في العالم، استحوذ على اهتمام المشاهدين في العالم بعد عرضه على نتفليكس، تزامناً مع ارتفاع أعداد المصابين بكورونا في العالم في شكل كبير تقترب من معدلات ذروة الإصابات في الربيع.
وخلافا للنجاحات المالية، حظي المسلسل المكون من ثماني حلقات، باهتمام عدد كبير من النقاد والشخصيات المؤثرة، التي أشادت بجودته الفنية، وأعربت عن اهتمامها بمتابعته، ومن أبرزهم، الكاتب الأميركي الشهير، ستيفن كينغ، الذي وصف المسلسل بأنه "رائع جدًا".
ونشر الكاتب الأميركي تغريدتين على تويتر، قال في الأولى: "إلى البحيرة، مسلسل روسي رائع جدًا على نتفليكس. أربعة أشياء يجب معرفتها عنه: 1. هناك وباء. 2. هناك الكثير من الثلج والبرد (إنها روسيا يا غبي). 3. الجميع يشرب الفودكا. 4. تنبيه قد يفسد المتعة قليلا: الطفل الصغير مزعج جداً".
تدور أحداث المسلسل حول قصة انتشار فيروس قاتل يصيب الرئتين
لم يكتف كينغ بهذا التعليق، بل نشر بعد فترة وجيزة تغريدة جديدة، قارن فيها المسلسل بأفلام الويسترن، ولكن "فقط مع ثلج وقتلة روس مصابين بالفيروس"، مشيراً إلى أن "عمل الكاميرا رائع. تم تصوير بعض الأشياء رأساً على عقب. لماذا؟ لا أعلم"، واختتم كينغ تغريدته قائلا: "لا يزال الطفل مزعجاً للغاية".
المسلسل الروسي من إنتاج فاليري فيدوروفيتش ويفغيني نيكيشوف، اللذين يديران قناة TV-3، وأنتج المسلسل بناء على طلب شركة "غازبروم ميديا". وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت نتفليكس شراء هذا المشروع من منتجيه. وقال مصدر من شركة "غازبروم ميديا" المالكة لعدة قنوات تلفزيونية روسية، والتي تشارك في إنتاج العديد من الأعمال الفنية الروسية، إن بيع المسلسل لنتفليكس جلب قرابة 1.5 مليون دولار، وغطى نحو نصف المبلغ الذي صرف على الإنتاج، مشيرا إلى أن العمل الفني كلف المنتجين ميزانية عالية، بلغت 300 مليون روبل (4 ملايين دولار أميركي)، وفق ما ذكرته "كوميرسانت". وشارك في التمثيل عدد من نجوم السينما الروسية، من ضنهم فيكتوريا إيساكوفا وآنا ميخالكوفا وألكسندر روباك ويوري كوزنيتسوف وغيرهم.
وحل مسلسل "إلى البحيرة" بعد 24 ساعة من بدء بثه في 7 أكتوبر/تشرين الأول، في المركز الثامن لقائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على نتفليكس، ليتقدم بعد يومين ويحتل المرتبة الرابعة في 11 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لموقع flixpatrol.com، الذي يجمع مشاهدات المنصات عبر الإنترنت في 56 دولة.
اللافت أن الشركة الروسية المنتجة حذفت الحلقة الخامسة منه عند عرضه في نوفمبر من العام الماضي، لأنها تضمنت عمليات إطلاق النار على سكان موسكو ومنعهم من الخروج بسبب انتشار الفيروس وأعمال الشغب التي تلت ذلك. ولكن نتفليكس قررت عرضه كاملا باسمه الجديد على جزأين كل منهما أربع حلقات، بما في ذلك الحلقة الخامسة التي لم تعرض في روسيا.
ورغم أن المسلسل الروسي حقق نجاحا بسبب موعد عرضه، وتناوله أهم قضية تشغل العالم حاليا وهي انتشار فيروس كورونا المستجد، فإن القائمين على النشاط الفني في روسيا يأملون في زيادة انتشار المسلسلات والأفلام الروسية عالميا، وتحقيق عوائد مالية بعدما كانت لفترة طويلة خاسرة.
تستعد منصة "نتفليكس" لدخول السوق الروسية، إذ من المقرر بحلول نهاية العام، أن تطلق المنصة واجهة روسية بالكامل لموقعها، وسيتم تجديد مكتبة الأفلام والمسلسلات بمئة عمل محلي، حسب إعلان للمنصة في سبتمبر/أيلول الماضي. ومن المقرر أن يتم تطوير المنصة الأميركية الشهيرة في روسيا، بالشراكة مع شركة "ناشيونال ميديا غروب"، والتي ستصبح مشغل الخدمة في البلاد.
راميار فارس ...kurdistan t v
المصدر : العربي الجديد
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات