عندما تولد صغار الباندا العملاقة، لا تكون عملاقة أبداً، بل تكون صغيرة بشكل مضحك مقارنةً بأمهاتها.
وقد كشفت دراسة جديدة على الهياكل العظمية لها، أنّها الوحيدة من جميع الثدييات الأخرى التي يمكن اعتبار ولادتها مبكرة، فلو كانت هذه الصغار أجنّة بشرية، ستكون قد وُلدت في بداية الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل، حيث يتراوح وزنها عند الولادة ما بين 90 إلى 130 غرام، وهذا أمر غير متوقع من دب قد يتجاوز وزنه حاجز الـ 120 كيلوغرام.
لطالما حيّر وزن مواليد الباندا العملاقة العلماء والتي تكون وردية اللون عمياء وأشبه بالأجنّة، وصغيرة للغاية حيث تبلغ نسبة كتلة الوليد إلى الأم حوالي 1 إلى 900، وهي أصغر نسبة وزن ولادة بين جميع الثدييات، التي تبلغ هذه النسبة عند معظمها 1 إلى 26، ولا نجد هذه الظاهرة إلّا عند الجِرابيّات، التي تضع مواليد قزمة وتقدم لها عناية خاصة حتى يكتمل نموها، وكون الباندا العملاقة لا تملك جراباً، قرر عالمي الأحياء في جامعة Duke دراسة هياكلها العظمية.
أجرى العالمان تصوير طبقي ميكروي مبرمج micro-CT لهياكل مواليد الباندا العملاقة ولعدة ثدييات أخرى، وصنعوا نماذج ثلاثية الأبعاد لها ودرسوها بحذر شديد لرؤية كيفية تطورها من مختلف الجوانب. إحدى الفرضيات التي تفسر وزن الولادة المنخفض للدببة تتعلق بالسبات الشتوي، فإذا تعارضت فترة الحمل مع السبات سيؤدي الصيام إلى حدوث ولادة مبكرة لانخفاض الموارد المخزنة في جسم الأم.
لا تقوم جميع أنواع الدببة بالسبات ومنها الباندا العملاقة مما يجعل الفرضية السابقة غير مقنعة تماماً، لكن ناقش العلماء ذلك بدورة التطور فقد يكون وزن الولادة المنخفض ميزة عامة لدى الدببة، لكن في الدراسة الجديدة وبفحص ومقارنة الهياكل العظمية وجدوا أن هياكل الدببة حديثة الولادة بنفس درجة تطور مواليد الحيوانات الأخرى، وهذا يشير إلى أن مواليد الباندا تأتي مكتملة تماماً.
إنّ فترة الحمل عند الباندا العملاقة تتراوح بين 97 إلى 161 يوم وقد تبدو زمنًا طويلًا مقارنة بمدى صغر المواليد، لكن فسرت دراسة سابقة طول فترة الحمل بتأخر انغراس المضغة في جدار الرحم لعدة أشهر، فلا يبدأ تطور الجنين إلى بعد ذلك وهذه الحالة عامة لدى الدببة، لكن عند الباندا فإنّ فترة الحمل بعد الانغراس أقصر بكثير من بقية الدببة وكون الأجنة تتبع نفس مسار التطور لدى بقية الثدييات فتعتبر ولادتها مبكرة.
رفعت حاجي.. Kurdistan tv
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات