أربيل 20°C السبت 23 تشرين الثاني 11:29

لست وقحة... معاناة فتاة بغدادية في زمن الحروب المتواصلة

رواية (لست وقحة) هي العمل الروائي
کوردستان TV
100%

رواية (لست وقحة) هي العمل الروائي الاول للكاتبة العراقية سارة نزار الصادر عن دار سطور للنشر والتوزيع في بغداد في 272 صفحة من القطع المتوسط.

تتناول الرواية قصة فتاة بغدادية تدعى (لين) كانت تعيش تفاصيل علاقة عاطفية مع خطيبها ربما كانت ستتوج بزواج سعيد لولا عملية الخطف التي تعرض لها من قبل جماعة مسلحة مجهولة تاركاً ورائه قلوباً مثقلة بالحزن ولوعة الفراق.

تعيش لين حياتها بمرارة تتجرعها بصعوبة وألم بعد حادثة اختطاف خطيبها حتى تسوق لها الاقدار رجلاً يتقدم لخطبتها والزواج بها لتنتقل بعدها للعيش في الامارات تاركة ورائها مدينة انهكتها الحروب وام فظلت الموت هناك وحبيب غائب لا امل يرجى لعودته.

تتابع الكاتبة وعلى لسان الشخصية الرئيسية لين سرد قصتها مع زوجها ووليدها وعائلتها التي في بغداد وذكرياتها مع الحبيب الغائب (كيف تستطيع واحدة مثلي ضبط ايقاع حياتها مع الاخرين والعالم من حولي مرتبك الخطى على ايقاع الجنون)، وهي قصة ليست بغريبة عن بلد اعتاد وتألف مع الحروب حتى باتت تلك الصورة المأساوية جزءاً لا يتجزأ من حياة كل مواطن عراقي.

تعيش لين حالة من الصراع الداخلي بين ذكرى لا تفارقها وواقع يومي تعيشه مع زوج تشعر نحوه احيانا بغربة مطلقة ( ما أجمل الماضي وما أضيق مدى الحاضر وما أتعس المستقبل)  وذلك عبر سرد روائي غاية في الروعة والاتقان يصل الى نهاية ستشكل مفاجأة غير متوقعة للقارىء وهنا يكمن سر ابداع الكاتبة سارة نزار.  

ولعل اجمل ما في الرواية هو ذلك التصوير الحي لما يعتمل داخل نفس الشخصية الرئيسية من أحاسيس وانفعالات وافكار وخواطر تعيشها لحظة بلحظة وتلك ميزة لا تتوفر عند كل كاتب رواية وكيف لا وكاتبة العمل اخصائية نفسية ولها باع طويل في مجاهل ومتاهات النفس البشرية.

ورغم ان رواية لست وقحة العمل الاول للكاتبة، ونحن نعلم ان طريق الرواية صعب غير سالك وليس من السهولة بمكان الخوض فيه، الا انها استطاعت ان ترسم لنا لوحة جميلة معبرة عن معاناة كل فتاة عراقية اغتالت الحروب والمأسي والفواجع احلامها لتضعها وسط خيارات مصيرية اقل ما يقال عنها انها صعبة دروبها وعرة. لين هي ضحية ذلك القدر الذي كتب على جبين كل مواطن ينتمي لهذا البلد.  

لست وقحة علامة فارقة في عالم الرواية النسائية والتي تبشر بولادة روائية مبدعة تمكنت بقلمها الرشيق واسلوبها الادبي المميز من ان تضع لنا رائعة من روائع الادب العراقي العريق.

 

رامي فارس

الأدب

التعليقات (0)

لا يوجد إلى الآن أي تعليقات

اكتب تعلیقاً

هل ترغب بتلقی الإشعارات ؟
احصل على آخر الأخبار والمستجدات