قلّل متابعون للشأن العراقي من أهمية عرض زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر للوساطة بين السعودية وإيران.
مرجحين لصحيفة صحيفة العرب اللندنية ان "يكون كلامه ذا طابع استهلاكي محلّي وظرفي مرتبط بالانتخابات العامّة المقرّرة للثاني عشر من مايو القادم، والتي يخوضها الرجل بطموحات أكبر لا يؤسسها على برنامج سياسي مختلف، بقدر ما يقيمها على فشل كبار خصومه من داخل عائلته السياسية الشيعية، في قيادة البلد طيلة الـ15 سنة الماضية.
وجزم هؤلاء بأنّ "العرض لن يجد أي صدى، بالنظر إلى الموقف السعودي الصارم تجاه إيران باعتبارها طرفا تنعدم معه أي مشتركات يمكن اتخاذها أساسا للحوار، بدليل إهمال الرياض لعروض سابقة صدرت عن طهران نفسها".
وقال الصدر في بيان نشره مكتبه، الثلاثاء “إنّ التوتر السياسي بين الجمهورية الإسلامية، والمملكة العربية السعودية، يفيء على العراق بأجواء سلبية".
معربا عن استعداده للتدخل “لحلحلة بعض الأمور ولو تدريجيا، وما ذلك إلا لمصلحة العراق أولا، والمنطقة ثانيا".
وبحسب مراقبين، فإنّ خوض زعيم التيار الصدري في قضية بمثل هذا التشابك والتعقيد، لا يخرج عموما عن تكتيكه المألوف، في جلب الأضواء وإحداث الدوي الإعلامي، خصوصا وأنّ الفترة هي فترة استعداد لانتخابات مفصلية.
ويبدو الصدر بعرضه الوساطة المذكورة واقفا في منتصف الطريق، بين الرياض وطهران، وفي نفس الوقت مدافعا عن أطروحاته بشأن التوازن في علاقات العراق الإقليمية وعبور الطائفية والقومية والمناطقية، وهي جميعها شعارات انتخابية بامتياز من الصعب تركيبها على الواقع القائم في العراق، وملاءمتها مع تيار سياسي ديني يظل التشيّع أساسه الأوّل. ومن الواضح أنّ زعيم التيار الصدري على دراية بالتوجّس الإيراني من استراتيجية المواجهة التي تبدو السعودية والولايات المتّحدة بصدد استكمالها لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
راميار فارس ...kurdistan t v
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات