أكدت صحيفة القدس العربي ان هناك تناقضات كبيرة قد تحول المؤتمر الدولي لاعادة اعمار العراق والمنعقد في الكويت الى مجرد محفل دولي لا يتجاوز الخطابة واطلاق الوعود .
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ان " المؤتمر الدولي لاعادة اعمار العراق والمنعقد في الكويت حاليا بمشاركة وفود أكثر من 50 دولة، ومئات الشركات الخاصة ورجال الأعمال الأفراد سيصطدم بسلسلة تناقضات تهدد بتحويله الى مجرد محفل دولي جديد عن العراق لا يتجاوز منابر الخطابة واطلاق الوعود ".
واضافت الصحيفة ان "أولى التناقضات هو أن أمام إعادة الإعمار جدار عازل صلب هو استشراء الفساد في البلاد، وتحوله من ظاهرة تخص حفنة من الأفراد والمسؤولين في مختلف مراتب الدولة، إلى مؤسسة متكاملة هائلة السطوة ومتعددة النفوذ ومرتبطة مباشرة بمنظومة المحاصصة السياسية الطائفية والمذهبية التي استقرت رسمياً في العراق بعد الغزو الأمريكي لعام 2003.
موضحة ان "العراق يأتي في المرتبة 166 من أصل 176 للدول الأكثر فساداً في العالم، حسب آخر تصنيف لمنظمة الشفافية الدولية على الرغم من استحداث أجهزة مختصة مثل هيئة النزاهة ومكتب المفتش العام وديوان الرقابة المالية، فإن مظاهر الفساد والإفساد تتجذر أكثر فأكثر، والتقديرات الرسمية تشير إلى 24 مليار دولار خسرتها الخزينة الوطنية عبر طرائق نهب متنوعة".
وبينت القدس العربي "يفترض ان العراق دولة غنية يحتل المرتبة الثانية في منظمة الدول المصدرة للنفط، ويضخ 4.4 مليار برميل يومياً ولا يحتاج الى استجداء منظمات غير حكومية تتبرع له بمبلغ 300 مليون دولار لمساعدة النازحيين ".
اما فيما يخص التناقض الثالت فقد اكد الصحيفة في مقالها الافتتاحي ان "قضية تدويل الفساد ليس حلاً ناجعاً كما أثبتت التجارب، وبينها اتفاق التعاون الذي وقعته حكومة العبادي مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتضمن مشاركة مفتشين أممين في التحقيقات حول الفساد. وكان هذا الحل كفيلاً بإنجاز مقدار الحد الأدنى من الشفافية، لولا أنّ مؤسسة الفساد متأصلة في قلب الأحزاب المشاركة في الحكم، مثلما هي حاضرة بقوة في البرلمان والقضاء والوزارات. ولم يكن غريباً أن يعلن العبادي أن أحد أسباب دخول الإرهاب هو الفساد، وباتت محاربته جزءاً أساسياً وحيوياً".
راميار فارس ...kurdistan t v
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات