بعد تحرير المدينة القديمة في الجانب الايمن لمدينة الموصل يبدو أنها لم تنجو من خطر الكوارث لغاية الان، فبعد كارثة احتلالها من قبل تنظيم داعش الارهابي وتفجير أبرز معالمها خلال السنوات الماضية، برزت اليوم كوارث اخرى تلوح في الافق في ظل فشل وعجز الحكومة العراقية الحالية على تدارك الموقف .
وكانت المفوضية العليا لحقوق الانسان قد دعت الى اتخاذ كافة الاجراءات العاجلة لانتشال جثث قتلى عصابات داعش من احياء مدينة الموصل القديمة.
وقال عضو المفوضية ثامر الشمري في تصريحات صحفية ان " المفوضية العليا لحقوق الانسان من خلال دورها الرقابي والانساني فإنها تؤشر الى خطر بقاء الجثث المتفسخة والمخلفات الحربية والدمار الذي ترتكته تلك العصابات الاجرامية في الاحياء السكنية والبنى التحتية والطرق والجسور الامر الذي يهدد بانتشار كبير للأمراض والاوبئة لايمكن السيطرة عليها ان استمر الوضع على ماهو عليه الان".
وأضاف ان "على الجهات المعنية التحرك العاجل لانقاذ حياة المواطنين وحمايتهم وتوفير البيئة الآمنة لهم بعد عودتهم الى مناطقهم من رحلة النزوح الشاقة وما لحقهم جراء ذلك من خسائر معنوية ومادية كبيرة".
داعياً " الحكومة العراقية ووزارة الصحة والبيئة والجهات المسؤولة الى "اتخاذ كافة الاجراءات العاجلة لانتشال جثث قتلى عصابات داعش المتفسخة من احياء المدينة القديمة في محافظة نينوى وكذلك في نهر دجلة مما ينذر بحدوث كوارث بيئية وتفشي الامراض والاوبئة بين السكان".
من جانبها أكدت مستشارة المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب ان "التقديرات تشير الى وجود "4000 جثة منتشرة في الموصل".
وأوضحت فاطمة العاني " في معارك الموصل تم استخدام مختلف انواع الاسلحة الثقيلة في قصف مناطق سكنية مكتظة بالسكان وتسبب في نسبة دمار وصلت الى 90% وهذا يؤكد وجود عدد كبير من الجثث خاصة مع قيام الحكومة العراقية بتوزيع منشورات تطلب من سكان الموصل البقاء في منازلهم".
واضافت خلال حديثها ان "الدفاع المدني في الموصل اعلن انتهاء عملية انتشال جثث المدنيين واعلن انتشال 2585 جثة لغاية يوم 11 يناير 2018 ، وان هناك جثث متبقية وهي لعناصر تنظيم الدولة"، وتشير الى ان "ترك الجثث في المدينة حتى لو كانت جثث عناصر داعش سوف يفاقم الحالة الانسانية نحو الاسوء خاصة وان هذه الجثث سوف تتعرض للتفسخ مما يسبب انتشار امراض خطيرة واوبئة مثل الطاعون والجمرة الخبيثة".
مبينة ان " بقايا الجثث المتفسخة سوف تنتشر في الارض وتصل الى المياه وهذا سيؤدي الى انتشار امراض مستعصية خاصة وان سكان الموصل يعتمدون على مياه الابار في شرب الماء او في استعمالات للنظافة مما يسبب في انتشار امراض جلدية خطيرة".
مؤكدة ان " الحكومة العراقية متقاعسة عن اداء واجبها وتنظيف المدينة من الجثث المنشرة في ازقتها وانه اذا كانت هناك نية صادقة لدى الحكومة العراقية تجاه ابناء الموصل بأمكانها الاستعانة بدول التحالف الدولي والدول التي لديها خبرة في مجال عمليات الانقاذ ان تشترك في هذه العمليات ".
الى ذلك حذر ناشطون مدنيون في الموصل، من انتشار وباء الطاعون لوجود مئات الجثث بين المنازل وأزقة المدينة.
وقال الناشط المدني سردار احمد إن "بقاء الجثث وبكثافة في المنطقة القديمة وانتشار الذباب والحشرات بسبب حرارة الجو النسبية تنذر بمخاوف من انتشار الطاعون، اذ ان مئات الجثث لا زالت موجودة في بعض مناطق المدينة القديمة بأيمن الموصل والرائحة النتنة تفوح من كل مكان".
وبين "ابلغنا الدفاع المدني والصحة بضرورة رفع الجثث، لكنهم أجابوا بأن أمر رفع الجثث من شؤون البلدية باعتبار ان اغلب الجثث تعود لداعش".
هذا وتعرّضت مدينة الموصل لاسيما جانبها الغربي، لدمار كبير، كما زرع تنظيم داعش الارهابي في مناطقها العبوات الناسفة، وفخخ المنازل. وحسب خبراء أمنيين، مهمة رفع المخلفات الحربية تتطلب جهداً محلياً ودولياً واستخدام معدات وأجهزة حديثة لكشف المتفجرات التي باتت منتشرة في المدينة بشكل كبير.
راميار فارس ...kurdistan t v
المصدر : وكالة وان نيوز
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات