حاولت صحيفة Wired الإلكترونية، أن تتنبأ بما سيحدث لو قررت روسيا فعلا مهاجمة خطوط الإنترنت الممدودة في قاع المحيطات والبحار، وذلك على خلفية إعلان قيادة الناتو قلقها بشأن سلامة خطوط الاتصالات تحت المائية بسبب نشاط الغواصات الروسية.
وذكرت الصحيفة، حسبما قال موقع روسيا اليوم، إن شخصيات عسكرية رفيعة المستوى من القوات البحرية الأمريكية، حذرت وعلى مدى سنوات عديدة من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنتج عن هجوم محتمل للسفن الحربية الروسية على كابلات الإنترنت، ويتفق معهم في هذا الرأي، زملاؤهم من بريطانيا الذين يرون أن مثل هذا الهجوم سيتسبب بكارثة مالية لبلادهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناتو يعتزم إعادة العمل في مركز القيادة الذي كان قائما في فترة الحرب الباردة، بهدف حماية تجهيزات الاتصالات تحت المائية من الأعمال العدائية المحتملة من جانب موسكو.
وتقول الصحيفة إن الخبراء يرون أن العسكريين الغربيين يهولون كثيرا ويبالغون عند الحديث عن هذا التهديد، فكل أيام يتضرر في العالم أحد الكابلات الممدودة تحت الماء والبالغ عددها 428 كابلا.
وفي معظم الحالات يكون السبب والدافع ليس سياسيا أو عسكريا بل تقنيا بحتا مثل الاصطدام بالسفن أو بالمرساة، أو نتيجة الهزات الأرضية والزلازل، ورغم ذلك لا يشعر المستخدمون بحدوث الخلل لأنه تتم إعادة توجيه البيانات تلقائيا إلى خطوط أخرى من الخط المتضرر- يجري عادة في أوروبا والولايات المتحدة وشرق آسيا ومناطق أخرى، مد كابلات كثيرة على كل خط.
ولذلك، ترى الصحيفة الإلكترونية Wired، أنه حتى لو قامت الغواصات الروسية بقطع كابلات في المحيط الأطلسي، فلن يتسبب ذلك بتعطيل عمل الإنترنت بشكل جدي، ولو افترضنا جدلا أن الغواصات الروسية تمكنت من قطع كل الكابلات في المحيط الأطلسي، فيمكن إعادة توجيه حركة الإنترنت من خلال الكابلات في المحيط الهادئ، ولو تمكنت روسيا بطريقة ما من عزل الولايات المتحدة بالكامل عن خطوط الإنترنت البحرية، فيستطيع الأمريكيون استخدام الشبكات الأرضية للاتصالات داخل البلاد.
ومن جانبهم وصف بعض الخبراء الروس مثل هذه التصريحات بالخيالية، وقال الخبير العسكري فيكتورموراخوفسكي، إنه وعلى الرغم من وجود إمكانية نظرية لدى موسكو للقيام بقطع خطوط الاتصالات العميقة تحت مياه الأطلسي لكن هذه الفكرة ليست إلا ثمرة من ثمار الخيال المحموم لجنرالات الجيش البريطاني.
وقال السكرتير الصحفي للسفارة الروسية في لندن، إن هذه التصريحات من جانب العسكريين البريطانيين ليست إلا محاولة لزيادة ميزانية الدفاع.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات