أكّدت مصادر سياسية قريبة من حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنّ الأخير أصبح يميل إلى تسريع وتيرة حلّ جميع الخلافات العالقة مع حكومة إقليم كوردستان، وأنّه يتّجه إلى التخلّي عن شروطه الصارمة لبدء الحوار مع أربيل وعلى رأسها إعلانها الصريح والرسمي عن إلغاء نتائج الاستفتاء على الاستقلال.".
ونقلت صحيفة العرب اللندنية في عددها الصادر لهذا اليوم أنّ "موقف العبادي هذا ناتج عن تراجع ضغوط الجهات المتشدّدة في الموقف من الإقليم وحكومته، وتحديدا قادة الأحزاب الشيعية الأكثر ارتباطا بطهران وفي مقدّمتها حزب الدعوة الإسلامية بقيادة نوري المالكي".
وحسب الصحيفة فأن "سبب ذلك التراجع هو الخوف من عودة الاحتجاجات الجماهيرية المرتبطة بالأزمة السياسية والاقتصادية في إقليم كوردستان، وانتشارها من ثمّ إلى باقي مناطق ومحافظات العراق".
وقال مصدر مقرّب من رئاسة الحكومة إنّ "العبادي تلقّى نصيحة واضحة بالإسراع في تنفيس الاحتقان من حكومة أربيل، ومساعدتها قدر الإمكان على تجاوز أزمتها المالية، بتسريع دفع أكبر قدر ممكن من مرتّبات موظّفي الإقليم، لتجنّب عودة الاحتجاجات إلى محافظة السليمانية مخافة انتقال شرارتها إلى عموم المحافظات العراقية، أسوة بما يجري في إيران المجاورة، وخصوصا مع معرفة العراقيين بمقدار ارتباط شخصيات وأحزاب سياسية ذات مواقع قيادية في البلاد بطهران وسياساتها".
ويعتبر متابعون للشأن العراقي أنّ "تأثّر الملف الكوردي بالأوضاع الإقليمية، ولا سيما بما يجري في إيران وتركيا، أمر طبيعي وقد ظهر كأوضح ما يكون خلال الأزمة الحادّة التي اندلعت إثر إقدام حكومة أربيل على تنظيم استفتاء على استقلال إقليم كوردستان، الأمر الذي أثار فزعا في طهران وتركيا جعلهما تنخرطان بقوّة في مساعدة بغداد على مواجهته وإحباطه بحزم وسرعة".
ويرجّح متابعون للشأن العراقي أن تكون الفترة القادمة، فترة غضب جماهيري غير مسبوق، بعد طيّ صفحة الحرب على تنظيم داعش، والتي ساهمت، رغم المآسي التي تسبّبت بها في كشف هشاشة أوضاع البلاد، وعرّت مساوئ العملية السياسية الجارية، ومقدار فساد الطبقة الممسكة بزمام السلطة.
راميار فارس ...kurdistan t v
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات