داخل أبوابه الصدئة، يخبئ محل روبيرتو لإصلاح السيارات، والذي يقع في حي "ماريانو" في العاصمة الكوبية هافانا، كنزاً هو عبارة عن سيارة "شيفروليه" تعود إلى العام 1954، وتتميز بلون بنفسجي متألق.
ويقول روبيرتو إنه قضى العامين الماضيين في إصلاح تلك السيارة، وإعادتها إلى شكلها القديم، إذ عُرضت اليوم للبيع في مقابل 34 ألف دولار، وهو مبلغ يُعتبر ثروة بحد ذاتها في كوبا.
ولم يتمكن روبيرتو من إيجاد العديد من القطع التي كان بحاجتها لإصلاح السيارة، حتى في السوق السوداء، ما شجعه على التعامل مع أشخاص متخصصين بتهريب القطع إلى داخل البلاد، إذ يقول وهو يكشف غطاء مقدمة السيارة: "أتينا بهذا من موقع إي بي،" في إشارة إلى محرّك السيارة الجديد.
ولا يعتبر روبيرتو أن هناك مشكلة في بيع سيارته لشخص أمريكي مثلاً، وخصوصاً أن الاهتمام العالمي بشراء السيارات من كوبا، يتزايد بشكل كبير.
وبينما نذهب بجولة في سيارة الـ "شيفروليه،" يبرّد نظام التكييف السيارة بالكامل، بينما تتوالى فيديوهات أغاني الـ "ريغيه تون" على شاشة تعتلي لوحة القيادة في السيارة.
ورغم انتشار السيارات الأمريكية الكلاسيكية في كوبا، الأمر الذي يمكن رؤيته بوضوح بشوارع هافانا مثلاً، إلا أن تلك السيارات لم تتمتع بتلك الشهرة دائماً.
وكان الكوبيون يتجنبون تلك السيارات سابقاً، ويستعيضون عنها بالدراجات النارية الصينية الصنع مثلاً، خوفاً من صعوبة إيجاد قطع غيار لها، نظراً إلى العقوبات الأمريكية على كوبا. وفي المقابل، اتقن أهالي كوبا إصلاح سياراتهم باستخدام قطع غيار السيارات الروسية الصينية، التي تحولّت إلى مركبات هجينة كان يصفها بعض السكان المحليين بـ "فرانكنشتاين."
ونظراً إلى التحديات الاقتصادية، لم يتمكن الكثير من الكوبيين بصيانة سياراتهم بشكل جيّد أو حتى تجديد الطلاء الذي يغطيها، ما جعلها تتحول إلى مركبات صدئة.
لكن، ومع انتعاش السياحة، بدأت السيارات الكلاسيكية الجميلة تنتشر في شوارع كوبا، التي اعتبرها الكثير من رواد الأعمال الكوبيين فرصاً للاستثمار، من خلال خدمة نقل السياح بالسيارات الكلاسيكية مثلاً.
التعليقات (0)
لا يوجد إلى الآن أي تعليقات